قصة حقيقية.. لعب الورق يتسبب في فسخ عقد لاعب من البريميرليغ

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 19 يوليو 2025

في صيف 2002، وبينما كان ليستر سيتي الناشط في البريميرليغ آنذاك، يستعد لموسم جديد بمعسكر هادئ في فنلندا، وقعت حادثة قلبت الطاولة رأسًا على عقب، خلاف عابر بعد جلسة للعب الورق تطور إلى اعتداء عنيف داخل فندق المعسكر، وانتهى بإقالة نجم منتخب إنجلترا السابق دينيس وايز، في واقعة وصفت حينها بأنها من أغرب قرارات الطرد في تاريخ البريميرليغ.

ولم تمر الواقعة مرور الكرام، إذ سارعت إدارة ليستر سيتي إلى اتخاذ قرار فوري وصارم بطرد دينيس وايز من الفريق بتهمة "سوء السلوك الجسيم"، وذلك رغم كونه أحد اللاعبين ذوي الخبرة الدولية.

وظلت هذه الواقعة، رغم مرور السنوات، واحدة من القصص الفريدة التي يتداولها جمهور البريميرليغ كحادثة تجسد كيف يمكن أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب، بعيدًا عن أضواء الملاعب.

انضم دينيس وايز إلى ليستر سيتي في صيف 2001 قادمًا من تشيلسي، حيث صنع لنفسه اسمًا كلاعب حماسي ومؤثر في خط الوسط، كان عقده يمتد لثلاث سنوات، وكان يتقاضى راتبًا يتجاوز 30,000 جنيه إسترليني أسبوعيًّا، وهو رقم ضخم بين لاعبي البريميرليغ بمقاييس ذلك الوقت.

لكن منذ وصوله، لم تكن العلاقة بين وايز والنادي سلسة، بحسب صحيفة "ذا غارديان" تورط اللاعب في عدة مشكلات داخلية، كان أولها عندما اضطر لإبلاغ مدربه حينها، بيتر تايلور، بأن اسمه سيظهر في الصحف بعد حادثة في أحد المطاعم، كما تسبب في خلاف آخر خلال حفل عيد الميلاد الخاص بالنادي عندما قدم لزميله روبي سافاج هدية غير لائقة، ما أثار جدلًا واسعًا داخل غرف الملابس.

في 18 تموز/ يوليو 2002، كان الفريق يستعد لبداية موسم جديد من البريميرليغ حين دخل معسكره التدريبي بمدينة لاختي الفنلندية؛ ووفقًا لتقارير "بي بي سي" و"غارديان"، نشب خلاف بين وايز وزميله الأسكتلندي كالوم ديفيدسون بعد جلسة للعب الورق في الفندق، لكن ما بدأ كلعبة ودية سرعان ما تحوّل إلى اعتداء عنيف، عندما اقتحم وايز غرفة ديفيدسون، ووجّه له لكمة مباشرة على الوجه وهو في سريره، تسببت في كسر مزدوج في عظم وجنته.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
دينيس وايز صاحب واقعة أغرب طرد في تاريخ البريميرليغ  (Getty)

هذا التصرف لم يكن عابرًا، فقد غادر ديفيدسون المعسكر على الفور للعلاج، بينما اتخذ المدير الفني ميكي آدامز موقفًا صارمًا، وأمر بإبعاد وايز فورًا عن الفريق في اليوم التالي، ومنعه من دخول ملعب "ووكرز" أو حتى مرافق التدريب.

وخضعت الحادثة لتحقيق داخلي مكثف من قبل إدارة النادي، وبعد جلسة استماع رسمية، قررت الإدارة أن ما قام به وايز يعد "سلوكًا جسيمًا يستوجب الفصل الفوري".

أغلى لكمة في تاريخ البريميرليغ

الصدمة كانت كبيرة، ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل المالي كذلك، فالطرد كلف وايز حوالي 3 ملايين جنيه إسترليني من رواتبه المتبقية، وهو ما دفع الصحف البريطانية إلى وصفها بـ"أغلى لكمة في تاريخ الرياضة".

لم تمر الأمور بهدوء بعد الإقالة، فقد هدد محامي وايز، إيريك هول، باللجوء إلى كل السبل القانونية لاستعادة حق اللاعب، في حين بقي النادي على موقفه، مدعومًا بفريق قانوني متخصص في قضايا التوظيف، لكن في تطور مفاجئ، أصدرت لجنة الانضباط التابعة لرابطة دوري كرة القدم الإنجليزي قرارًا صادمًا في 28 أغسطس/ آب 2002، يقضي بأن النادي لم يكن يملك الحق في فسخ عقد اللاعب.

الحادثة أثارت جدلًا واسعًا في إنجلترا، الجماهير انقسمت، لكن الاستفتاءات الصحفية أظهرت أن ما يقرب من 80% من مشجعي ليستر دعموا قرار إقالة اللاعب، بحسب استطلاع أجرته صحيفة محلية.

أما اللاعب السابق والمدرب بوبي غولد، الذي درب وايز سابقًا، فقد عبر عن أسفه لما حدث، لكنه لم يخف إعجابه بإصرار اللاعب: "دائمًا ما كان لديه جانب حاد في شخصيته، لا تزال لديّ الرغبة في التعاقد معه لو كنت مدربًا اليوم".

رغم الجدل القانوني، لم يستمر وايز في صفوف ليستر، وقد شكلت هذه الحادثة نقطة تحول في مسيرته في البريميرليغ إذ لم يلعب بعدها في صفوف أي نادٍ كبير، واكتفى بمحطات محدودة قبل أن يعتزل ويتجه إلى التدريب والإعلام

Image
شعار الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Countries
Show in tags
Off
Caption
شعار الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" (Getty)
Show Video
Off