وقّع اللاعب اليافع لامين يامال على عقد جديد يربطه بنادي برشلونة حتى صيف عام 2031، وجاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة من احتفاله بعيد ميلاده الثامن عشر، والمثير للانتباه أن اللاعب حصل على الرقم الأيقوني (10) الذي سبق أن ارتداه عدد من أساطير النادي عبر التاريخ.
عرفت مسيرة لامين يامال صعوداً صاروخياً في ظرف قياسي، وأثبت جدارته بعمر السادسة عشرة، قبل أن يبدأ في حصد الجوائز الفردية والجماعية بعد عام واحد، ليعتلي القمة سريعاً بين نجوم العالم، ويصبح أغلى لاعب من حيث القيمة التسويقية بقيمة 200 مليون يورو، وهي القيمة المرشحة للارتفاع أكثر في المستقبل القريب.
ولم يتردد مسؤولو برشلونة في منح لامين يامال الرقم 10 التاريخي، الذي حمله كوكبة من الأساطير عبر تاريخ النادي، وكان ذلك خلال حفل بسيط حضرته جدة اللاعب، المغربية فاطمة المرتبطة بعلاقة وثيقة بحفيدها، وأصبح لامين أبرز لاعب يحمل هذا الرقم منذ رحيل الأسطورة ليونيل ميسي، إذا ما اعتبرنا أن حقبة أنسو فاتي كانت الأفشل.
انطلقت قصة الرقم 10 في إسبانيا مع نهاية عام 1940، حين سمحت القوانين حينها للاعبين بارتداء الأرقام على القمصان دون ثبات، قبل أن يتم في موسم 1955-56 فرض قانون يلزم كل لاعب بحمل رقم معين طوال موسم كامل دون القدرة على التغيير بين المباريات، وهو الأمر المعمول به حتى الآن.
لويس سواريز ميرامونتيس
هنالك العديد من النجوم البارزين الذين سبقوا لامين يامال لحمل الرقم 10، فلو ألقينا نظرة على تاريخ النادي الكتالوني يتضح أن أول لاعب شهير حمل هذا الرقم هو لويس سواريز ميرامونتيس في سنوات الخمسينيات، وكان متوسط ميدان يسارياً، يتميز بمهارات عالية وقدرة كبيرة على المراوغة وتسجيل الأهداف، كما يعتبر أول لاعب إسباني يتوج بجائزة الكرة الذهبية (1960).
أسينسي وسوتيل
لا يمكن تجاهل حقبة الإسباني أسينسي مع برشلونة، حين كان يقود فريقه للانتصار تلو الآخر في سنوات السبعينيات، كان لاعباً بارعاً ولم يتعرض لأي إصابة خلال مشواره، وجعلته مهاراته الفنية وقوته البدنية اللافتة لاعباً أساسياً في الفريق، وكان يتميز بضربات الرأس وسجل عدة أهداف حاسمة في مباريات كبيرة.
بعد مواسم تألق فيها بالرقم 10 الأيقوني، تنازل أسينسي عن رقمه لزميله البيروفي سوتيل، الذي كان بدوره من خيرة اللاعبين خلال حقبته، كان لاعب خط وسط هجومياً يسجل الكثير من الأهداف، واشتهر بتصريحه المعروف "ماما، نحن الأبطال"، بعد التتويج بلقب الدوري الإسباني 1973-74.
مارادونا
لا يمكن الحديث عن أساطير برشلونة دون المرور على الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، الذي يعد من أشهر من حملوا الرقم 10 في تاريخ النادي الكتالوني وأفضلهم بين عامي 1982 و1984، ومباشرة بعد رحيله منح الرقم إلى الإسكتلندي ستيف أرشيبالد.
روماريو
يعتبر روماريو أول لاعب برازيلي حمل الرقم 10 في برشلونة، وكان ذلك مع بداية حقبته مع الفريق في 1993، وذلك رغم شغله مركز قلب الهجوم، كان روماريو ينثر سحره ومهاراته في جوانب الملاعب وسطر اسمه كواحد من أبرز اللاعبين الذين حملوا هذا الرقم في البارسا، رغم رحيله بعد موسمين فقط.
ريفالدو ورونالدينيو
فتح روماريو باب برشلونة أمام النجوم البرازيليين، وجاء الدور بعد حقبته على مواطنه ريفالدو الذي حمل الرقم 10 هو الآخر بين عامي 2000 و2002، حيث ورثه من مواطنه الآخر جيوفاني سيلفا الذي تألق هو الآخر بألوان البلوغرانا بين 1997 و2000، ثم جاء الدور على رونالدينيو الذي ورث الرقم من الأرجنتيني ريكيلمي، لينثر سحره هو الآخر بالرقم الأيقوني، حين قضى أبرز فتراته الذهبية مع البارسا ونجح في الفوز بالكرة الذهبية في 2005 وهو يحمل هذا الرقم.
ميسي
لا يختلف اثنان على أن ليونيل ميسي هو أبرز لاعب حمل الرقم 10 مع برشلونة في القرن الحالي، وبعد بداية مشواره في 2004 بالرقم 30 في الوقت الذي كان فيه رونالدينيو يتعملق بالرقم 10، قبل أن يرثه عنه البرغوث في 2008، ومنذ ذلك الحين سيطر عليه إلى غاية خروجه صوب باريس سان جيرمان في 2021، والآن يرى متابعون بأن لامين يامال هو الوريث الشرعي لرقم ميسي في برشلونة.
من أنسو فاتي إلى لامين يامال
يُعَدّ أنسو فاتي آخر لاعب حمل الرقم 10 في برشلونة قبل منحه إلى لامين يامال كما تُعَدّ هذه الحقبة من بين الأفشل في تاريخ النادي الكتالوني، إذ لم ينجح فاتي في فرض نفسه وظل لاعباً عادياً دون التأثير في نتائج فريقه، ليضطر إلى المغادرة في الصيف الجاري صوب موناكو على سبيل الإعارة.