في الموسم قبل الماضي كان كل شيء في ريال مدريد يدور في فلك فينيسيوس جونيور الذي صال وجال وقاد النادي للتتويج بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، مسهمًا بشكل حاسم في جميع الجوانب بتسجيله 35 هدفًا في 39 مباراة.
الجميع توقع أن ينال الكرة الذهبية، وعندما علم مسؤولو ريال مدريد أنه ليس المتوج، قاطعوا الحفل، وهذا تعبير عن مدى تضامنهم مع نجمهم الأول، وحتى عندما تعاقد النادي مع كيليان مبابي، طالب الكثيرون بضرورة أن يحتفظ نجمهم بموقعه المفضل على الجانب الأيسر حتى لو كان على حساب مبابي، وهذا ما حدث.
لكن بعد الموسم الماضي المخيب للآمال، تغيرت وضعية اللاعب ونظرة البعض له في ريال مدريد، خاصة مع تألق فردي مميز لكيليان مبابي. ومثل بقية لاعبي ريال مدريد، لم يُقدم فينيسيوس جونيور أداءً يُذكر في الموسم الماضي، حيث فشل الفريق في الفوز بأيٍّ من الألقاب الثلاثة الكبرى مما أدى لرحيل المدرب كارلو أنشيلوتي.
اتفقت مصادر متعددة أن عدم فوز فينيسيوس جونيور بجائزة الكرة الذهبية كان ضربة له، رغم فوزه بجائزة "الأفضل" من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في ديسمبر.
وكان الاستياء الناتج عن ذلك بلا شك عاملًا مؤثرًا على أدائه على أرض الملعب، كما شهدت الأشهر الستة الماضية أيضًا تعقيدات بشأن تجديد عقده.
فينيسيوس جونيور أمام مفترق طرق في ريال مدريد
وضع اللاعب الحالي يلخصه وضع المدرب تشابي ألونسو له على مقاعد البدلاء في نصف نهائي كأس العالم للأندية ضد باريس سان جيرمان، ومصادر قريبة من اللاعب ذكرت لشبكة أثلتيك بأنهم يعرفون أن الموسم القادم لن يكون سهلاً له.
دائمًا ما يكون هناك ضغط في الريال للنجاح والفوز بالألقاب، لكن في ملعب مثل سانتياغو برنابيو لا توجد حصانة لأي لاعب، فهو يعد أحد أكثر الملاعب تطلبًا في عالم كرة القدم. ولهذا السبب يتوقع المشجعون الكثير من نجومهم. حتى كيليان مبابي مع تألقه الموسم الماضي تعرّض لصافرات استهجان من بعض جمهور ريال مدريد الموسم الماضي.
هناك جانب آخر قد يفسد علاقة اللاعب بالنادي بخلاف انهيار مستواه، وهي مطالباته بالحصول على راتب ضخم لتجديد عقده يتجاوز الـ20 مليون يورو الذي عرضه عليه النادي ورفضه الدولي البرازيلي حيث يطالبون براتب صافٍ يبلغ 30 مليون يورو، وهو أعلى راتب على الإطلاق في تاريخ النادي، حيث كان يتقاضاه كريستيانو رونالدو.
لكن مطالبات اللاعب بالراتب الضخم مثل رونالدو، يأتي وهو في أسوأ حالاته الفنية، وهو ما يسبب حالة عدم رضا بين أوساط الإدارة والجماهير، ما قد يزيد من شريحة منتقديه.
وحسب تقرير لشبكة أثلتيك التابعة لصحيفة نيويورك تايمز قبل أيام، فإنه -طبقاً وكلاء فينيسيوس جونيور- في حال عدم إمكانية تجاوز سقف الرواتب غير الرسمي لريال مدريد (لا يوجد حد أقصى رسمي، ولكن غالبًا ما يُذكر رقم في حدود 20 مليون يورو)، سيُجبر اللاعب على البحث عن انتقال إلى مكان آخر.
في أبريل، زعمت عدة وسائل إعلام إسبانية أن فينيسيوس جونيور كان قريبًا جدًا من الموافقة على تجديد عقده، وأشار البعض إلى أن الإعلان سيصدر بعد انتهاء الدوري الإسباني. في ذلك الوقت، صرحت مصادر في ريال مدريد لصحيفة "ذا أثلتيك" أن هذه التقارير تسير في الاتجاه الصحيح، فيما نفى محيط اللاعب ذلك بشدة، بمزيج من الدهشة والانزعاج.
بعد عدة أشهر، لم يُعلن عن تجديد عقد فينيسيوس جونيور، ولم يُحسم أمره بعد. وسائل الإعلام نفسها التي زعمت أنه سيجدد، قالت الآن إن العملية قد توقفت لأن اللاعب يطلب المزيد من المال.