سقط الزمالك في فخ التعادل السلبي مع المقاولون -الصاعد هذا الموسم- في إطار الجولة الثانية من الدوري المصري الممتاز، ليفقد الفارس الأبيض نقطتين ويفرط في فرصة الوصول للعلامة الكاملة، وتصدر الجدول رفقة النادي المصري.
ورفع عملاق ميت عقبة رصيده إلى 4 نقاط أصبح بها ثالثًا في الترتيب، خلف المصري المتصدر بـ 6 نقاط ثم الأهلي برصيد 4 نقاط وبفارق الأهداف، وحقق المقاولون العرب نقطته الأولى وأصبح في المركز الـ 17.
نفس الأخطاء من يانيك فيريرا
دفع يانيك فيريرا بثنائي فلسطيني في الهجوم هو آدم كايد وعدي الدباغ على حساب شيكو بانزا وناصر منسي، لكنه كرر نفس الأخطاء في تركيبة الوسط، وفي مركز ناصر ماهر، وخلال التغييرات والتوظيف.
الخطأ الأول كان في الدفع بناصر ماهر على الجناح الأيمن رغم أن مباراة سيراميكا أظهرت أن أفضل مركز له هو عمق الملعب خلف المهاجم، حيث سجل هدفًا وكاد يضيف آخر في الشوط الأول.
مرة أخرى ناصر ماهر فقد أهم مزاياه لإشراكه في الجناح الأيمن، الغريب أن المدرب البلجيكي نقل ناصر ماهر قبل تغييره إلى الجناح الأيسر لمحاولة جعله يلعب "كجناح مقلوب".
حتى هذه الفكرة في ملء وسط الميدان باللاعبين في نهاية المباراة كان في صالح المقاولون العرب المتكتل. كان يجب أن يتم وضع أجنحة صريحة من البداية وتوسعة الملعب على المقاولون أو تحرير الظهيرين، لكن هذا لم يحدث.
أما عبد الحميد معالي الذي لعب أمام سيراميكا كجناح أيمن يستخدم قدمه اليسرى، تم توظيفه اليوم على الجناح الأيسر، وهو مركز لا يلعب فيه أبدًا ولا يناسبه لأنه لاعب "أعسر"، ما يعني أن مركز الجناح الأيسر في الزمالك لعب فيه ناصر ماهر وآدم كايد وعبد الحميد معالي، وكأن المباراة تحضيرية وليست رسمية.
أخطأ فيريرا أيضًا في إخراج عدي الدباغ مبكرًا، وعندما فشلت كل الحلول دفع بمهاجم ثانٍ وهو عمرو ناصر واكتفى باللعب على الكرات الطويلة، ونسي أسلوب البناء من الخلف.
المقاولون يفرض السيناريو المحبب له
يحسب لنادي المقاولون، مع محمد مكي المدرب، أنه فرض النسق الذي يحبه في المباراة، إذ أغلق كل المنافذ على الزمالك وأفسد عليه عملية البناء من الخلف بضغط قوي، وكانت خطوطه متقاربة للغاية كما توضح الصورة أدناه.
الزمالك فشل في كسر ضغط المقاولون
الزمالك استمر على فكرة محاولة الخروج بالكرة بالتمرير والبناء من الحارس، لكن الفريق الأبيض لم يحسب حساب قوة المقاولون في الضغط العالي (كما ذكرنا في تحليل ما قبل المباراة) بسبب ثنائية الوسط.
المقاولون العرب رغم خسارته أمام زد في الجولة الأولى، كان أكثر فريق في الدوري المصري خلال الجولة الأولى نجاحًا في الضغط، بما في ذلك الضغط المتقدم، وبالتالي استهلك الزمالك وقتًا لمحاولة الخروج بالكرة أمام ضغط المقاولون القوي.
الآمر الآخر المهم أن فيريرا من المفترض أنه درس المقاولون ويعرف قوته في الضغط، فلماذا إذًا كرر نفس ثنائية شحاتة ودونغا التي فشلت في احتواء ضغط سيراميكا؟! كان من الأولى وضع عبد الله السعيد في مركز رقم 8 لا كصانع ألعاب.
المعروف أن قوة لاعب مثل عبد الله السعيد تكمن وهو في مركز رقم 8 بجانب دونغا أو شحاتة، كما كان يستخدمه جوزيه جوميز المدرب السابق، ومعه حقق الزمالك أداء ومستويات أفضل. وسيخرج الفريق بالكرة أفضل أمام ضغط المقاولون.
تقييم أداء خوان ألفينا
ربما الحسنة الوحيدة في مباراة الفريق الأبيض اليوم كان أداء الجناح البرازيلي الجديد خوان ألفينا الذي شارك كبديل في الشوط الثاني، وأعطى حيوية ونشاطًا على الجانب الأيمن بمراوغاته (كسب 3 مراوغات من أصل 4) وكسب 5 مواجهات ثنائية من أصل 6، وكان صاحب المحاولة الوحيدة للزمالك على مرمى المقاولون طوال المباراة في الدقيقة الأخيرة.