يستعد المنتخب المغربي لتجاوز عقبة "الجار" الأخير، حينما يلتقي فرنسا حاملة اللقب على أرضية استاد البيت، في طريقه "الحلم" نحو النهائي التاريخي لمونديال قطر 2022 في كرة القدم.
ونجح المغرب في إقصاء إسبانيا والبرتغال من الدورين الثاني وربع النهائي على التوالي، بعد الفوز على الأولى بركلات الترجيح 3-0، إثر التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 0-0، قبل أن يهزم رفاق كريستيانو رونالدو 1-0، في انتظار موقعة فرنسا التاريخية.
سارع مدرب المغرب، وليد الركراكي، إلى الضغط على نظيره الفرنسي ديدييه ديشامب مباشرةً بعد إنجازه التاريخي كأول منتخب عربي وأفريقي يبلغ دور الأربعة، بالقول خلال المؤتمر الصحفي: "إذا كان بإمكان منتخب أفريقي أن يتأهل إلى نصف النهائي، فَلِمَ لا نصل إلى النهائي؟! لدينا الحق في أن نحلم. الحلم مجاني؛ لكن لن تمنحنا الدول الكبرى ذلك، ويتعين علينا البحث عن ذلك وبلوغ القمة".
وأضاف: "لم نفعل أي شيء حتى الآن. نحن على بُعد مباراة واحدة من النهائي، وعلينا أن نكون أقوياء للقتال. إذا كُنا 100٪ في مستوانا؛ فسيكون من الصعب جدًا الفوز علينا".
القلب
فرض الركراكي و"أبطاله" أنفسهم رقمًا صعبًا في العرس العالمي في الدوحة بخطتهم التكتيكية الفعّالة بالتكتل في خَطّيّ الدفاع والوسط عجز عدة نجوم عن اختراقها، آخرها "ترسانة" البرتغال؛ جواو فيليكس، برونو فيرنانديز، برناردو سيلفا، غونسالو راموس، كريستيانو رونالدو ورافاييل لياو.
استقبل مرمى "أسود الأطلس" هدفًا واحدًا فقط، سجّله المدافع نايف أكرد بالخطأ في المباراة ضد كندا بالجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات بالخطأ في مرمى ياسين بونو صانع التأهل التاريخي إلى ربع النهائي، بتصديه لركلتين ترجيحيتين ضد إسبانيا (3-صفر، الوقتين الأصلي والإضافي 0-0).
وأوضح الركراكي: "لدينا خطة واضحة. الكل يجب أن يعمل. حكيم زياش وسفيان بوفال لم يركضا مثلما فعلا ضد البرتغال؛ لكنهما يفعلان ذلك من أجل بلدهم، بطبيعة الحال. علينا أن نقاتل أكثر من الآخرين، ليست لدينا نفس الأسلحة. إذا لم يكن لديك قلب، فلا يمكنك التغلب على هذه المنتخبات الكبيرة".
وعَكَسَ الركراكي تقدُّم الكرة الأفريقية في هذه البطولة، حيث نجح كل ممثليها في تحقيق فوز واحد على الأقل، وهو ما دفعه للقول: "أفريقيا تعمل، العالم العربي يعمل. نحن نجعل شعبنا، قارة أفريقيا والعالم العربي سعداء. عندما تنظر إلى فيلم "روكي بالبوا"، فأنت تؤيده لأنه الشخص الذي يصعد من القاع ويتسلق الدرجات حتى القمة. نحن مثل روكي في كأس العالم هذه قليلًا".
أمل استعادة المصابين
يعود المغرب في مونديال قطر إلى استاد البيت الذي استهل منه مشواره الرائع في المونديال القطري عندما أرغم كرواتيا، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، على التعادل السلبي، وكله أمل في استعادة لاعبيه المصابين القائد رومان سايس ونايف أكرد ونصير مزراوي.
غاب مزراوي وأكرد عن مواجهة البرتغال، الأول بسبب المرض والثاني بسبب الإصابة، فيما تعرَّض سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها في المباراة ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي أشرف داري (57).
ويعوّل المغرب على نجومه في الدوري الفرنسي أبرزهم ثنائي أنجيه، سفيان بوفال وعز الدين أوناحي ومدافع باريس سان جيرمان أشرف حكيمي الذي سيكون في منافسة شرسة ضد صديقه "المقرب" كيليان مبابي.
كما أن الركراكي يعرف جيدًا كرة القدم الفرنسية بعدما دافع عن ألوان أندية عدة هناك أبرزها تولوز وغرونوبل وأجاكسيو، إلى جانب حمله الجنسية الفرنسية ذاتها.
نقترب قليلًا من الحلم المطلق
لن تكون فرنسا خصمًا سهل المنال، خصوصًا وأنها لُدِغت من منتخب شمال أفريقي آخر في هذه النسخة، عندما سقطت أمام تونس 0-1 بفريقها الرديف عقب ضمانها التأهل في الجولة الثانية.
وفي مواجهة الأربعاء، ستعتمد فرنسا على كامل أسلحتها النارية، في مقدمتها أوليفييه جيرو وعثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان وكيليان مبابي.
واعترف أوريلين تشواميني، لاعب خط وسط ريال مدريد، بصعوبة المهمة التي تنتظر منتخب فرنسا أمام المغرب بالقول: "يجب أن نبذل أقصى جهد ونلعب بكل قوتنا الممكنة؛ حتى نكسر الصمود الدفاعي لمنتخب المغرب، ستكون مباراة صعبة، لكننا جاهزون"، في المقابل تحدث المدير ديدييه ديشامب عن مفاتيح الفوز على المغرب بالقول: "الموهبة والإمكانيات الفردية وحدها لن تكون كافيةً للتأهل، بل نحتاج قوة العمل الجماعي والانسجام بين اللاعبين، وهي عوامل نركز عليها كثيرًا في التدريبات اليومية، إنها أمور ضرورية للغاية".
جدير بالذكر أن المنتخب المغربي يستعد لمواجهة فرنسا غدًا الأربعاء في نصف نهائي مونديال قطر 2022، كأول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى هذا الدور، بانتظار ما ستكشف عنه الموقعة المرتقبة بين أسود الأطلس وحامل اللقب في استاد البيت بدولة قطر، وهي أول موجهة رسمية بين المنتخبين بعد وديات حققت فرنسا الفوز في ثلاث منها.