بعد أن كان لقب الدوري الأردني لكرة القدم، قاب قوسين أو أدنى من فريق الحسين إربد، انقلبت المعادلة واختلطت الأوراق، وأصبح الوحدات اليوم في صدارة جدول الترتيب وعلى بُعد خطوة من استرداد البطولة.
وتقدّم فريق العاصمة لأول مرة نحو صدارة ترتيب البطولة برصيد 48 نقطة بعد فوزه الأخير على مغير السرحان بنتيجة 3-1، فيما تراجع الحسين إربد للمركز الثاني برصيد 47 نقطة بعد تعادله مع الرمثا بنتيجة 1-1.
وأصبح اللقب معلقا، والجماهير الشغوفة تتساءل، من سيحسم اللقب الذي شهد سجالاً نقطياً مثيراً بين الفريقين خلال الجولات الماضية؟.. الوحدات المتصدر أم الحسين إربد المتعثر؟
يستعرض موقع winwin في هذا التقرير، عدة تفاصيل تتعلق بمنافسي الوحدات والحسين إربد في الجولتين الأخيرتين من عمر الدوري، وأين تكمن السهولة والصعوبة في كل لقاء.
فرصة الوحدات أقوى.. ولكن!
تبدو فرصة الفريق الأخضر في التتويج بلقب الدوري أقوى من مطارده الحسين إربد، فهو بدايةً يتقدم عليه بفارق نقطة واحدة، ومساحة التعويض أصبحت محدودة، حيث لم يتبق سوى جولتين على النهاية.
ولا شك أن فرصة الوحدات في حسم اللقب تعد الأقوى على اعتبار أنه يمتلك خيار تقرير مصيره بيده، فالفوز على الجزيرة ثم الرمثا يعني تتويجه رسمياً باللقب دون النظر لنتائج منافسه الحسين إربد.
ورغم ما سبق، تبدو مهمة المارد الأخضر المقبلة أصعب نسبياً من مُطارِده، فهو سيواجه فريقين تعادلا مؤخراً مع الحسين إربد بذات النتيجة 1-1، واستنزفا منه 4 نقاط مهمة.
ويواجه الوحدات السبت المقبل منافسه الجزيرة في الجولة قبل الأخيرة على ملعب عمان الدولي، ثم يستضيف يوم 2 مايو/ أيار المقبل منافسه الرمثا على استاد الملك عبد الله الثاني بالقويسمة.
وبالنظر أولاً لمواجهة الجزيرة، يعد من أفضل فرق مرحلة الإياب ومن أكثرهم حصداً للنقاط، وتعرّض في الجولة الماضية لأول خسارة في هذه المرحلة أمام الأهلي بنتيجة 0-1، وهو يسعى لاستعادة نغمة الفوز والتأكيد بأن خسارته الماضية لم تكن سوى كبوة حصان.
صحيح أن الفريق الأخضر فاز على الجزيرة ذهابا (3-0)، لكن شتان الفارق بين الفريق الذي ظهر عليه في مرحلة الذهاب والفريق الحالي، فكثير من الأمور تغيرت، وخاصة من الناحية الفنية. وتنبع كذلك صعوبة مهمة المتصدر في مواجهة السبت، من أن منافسه يتطلع لتحسين موقعه على سلم الترتيب ولديه فرصة للمنافسة على المركز الرابع.
تسليط الضوء على صعوبة المهمة، لا يعني بالمطلق أن الجزيرة يتفوق على الوحدات فنياً، لكن المقصود هو أن منافسه يمتلك الإمكانات والقدرة على تجنب الخسارة على أقل تقدير، ويرفض أن يكون لقمة سائغة في فم المتصدر.
ويدرك الفريق الأخضر رغم تصدره للترتيب، أنه يعاني من ضعف في مراكز اللعب بإجماع جماهير وخبراء كرة القدم الأردنية، ولذلك قام رئيسه يوسف الصقور في الساعات الماضية بإصدار تصريح نشره الموقع الرسمي للنادي، يؤكد فيه أن اللاعبين بحاجة كبيرة لدعم الجماهير الوفية التي تعد الرقم الأصعب، وذلك بهدف تعزيز فرص حسم اللقب.
وتشكل جماهير الوحدات رافعة كبيرة لمعنويات اللاعبين واستخراج كل طاقاتهم، وحضورها بكثافة قد يقلل من صعوبة المهمة، بدليل أن حضورها كان من أسباب الفوز الذي حققه في الجولة قبل الماضية على الحسين إربد الذي كان في الصدارة آنذاك.
أمّا في المواجهة الثانية، فهو سيستضيف الرمثا الذي أثبت قدراته الفنية أمام الحسين إربد وفرض عليه التعادل 1-1، ولديه الطموح للعب من أجل تاريخه وإثبات وجوده في الدوري من خلال مباغتة الوحدات تماماً كما باغت "الملكي".
والأهم من كل ذلك أن الرمثا يطمح لتحقيق الفوز في آخر مباراتين له لهدفين، الأول استعادة المركز الثالث، والثاني لضمان المشاركة في بطولة الأندية العربية بعد أن تم تأكيد إقامتها في الفترة المقبلة، وما زال فريق الرمثا يمتلك فرصة في استعادة مركزه السابق، حيث يتبوأ حالياً المركز الرابع برصيد 32 نقطة ويتأخر بفارق 3 نقاط عن الفيصلي الذي يحل ثالثاً.
مهمة الحسين إربد أسهل، ولكن!
وفي الجهة المقابلة، فإن مهمة الحسين إربد تبدو أسهل نسبياً من الوحدات، حيث سيواجه فريقين مهددين بالهبوط، والكفة الفنية معهما تميل إلى صالحه بدرجة كبيرة، الأولى ستكون أمام شباب العقبة الذي يقبع في المركز العاشر برصيد 19 نقطة، والثانية ضد شباب الأردن الذي يستقر سابعاً برصيد 22 نقطة.
وما يقلق الحسين إربد في حقيقة الأمر، أنه حتى لو أنجز المهمتين، فإن صعوبة مهمته تتمثل بضرورة تعثر المتصدر وإذا لم يتعثر الأخير، فإن إنجازه للمهمتين قد لا يعني شيئاً، حيث سينهي الموسم وصيفاً.
وقد يقول قائل، كيف لهذه المهمة أن تبدو سهلة للحسين إربد ومنافسه يخشى الهبوط وسيقاتل من أجل الخروج ولو بنقطة، وقد يكون محقاً بذلك، لكن الفوارق الفنية تبدو شاسعة وإذا كان هو ينافس من أجل البقاء، فالملكي ينافس في الوقت ذاته من أجل المحافظة على لقب أكبر وأهم البطولات المحلية.