بعد مرور 3 جولات من الدوري الإسباني يتضح فارق الصلابة الدفاعية بين ريال مدريد وغريمه برشلونة، ففي وقت يعاني فيه الأخير من استباحة دفاعية من الخصوم كان آخرها أمام رايو فايكانو (1-1) برز أهم شيء يميز الريال وهو قوة دفاعاته.
من اللافت للنظر أن تيبو كورتوا لم يقم سوى بخمس تصديات في أول ثلاث مباريات بالدوري، وهو رقمٌ يُساعدنا على فهم مدى ندرة وصول تهديدات المنافسين إلى خط الدفاع الأخير، وهذا يُعادل أقل من تصديتين في المباراة الواحدة.
يمثل ذلك تطورًا كبيرًا بالنسبة للريال الذي عانى دفاعيًا الموسم الماضي واستقبل الكثير من الأهداف، وذلك بفضل التحول التكتيكي تحت قيادة تشابي ألونسو، وإجبار كل اللاعبين (بما في ذلك المهاجمين على الضغط في حالة عدم امتلاك الكرة)، إضافة إلى تألق المدافع الجديد دين هويسين الذي عزز قوة الخط الخلفي بتدخلاته وقراءة اللعب.
صلابة ريال مدريد واستباحة برشلونة
في عهد تشابي ألونسو، جدد ريال مدريد هويته الدفاعية، مُعطيًا الأولوية للعب في المراكز المتقدمة والضغط الجماعي، حيث يستعيد الفريق الكرة باستمرار في مناطق متقدمة من الملعب، مما يضمن الضغط المُبكر ويُقلل من التعرض للهجمات في المناطق الخطرة.
هناك رقم صادم يكشف الفارق في الصلابة الدفاعية بين الريال والبارسا، فريال مدريد تلقى أقل عدد من الفرص الخطيرة المُستقبلة - فرصة واحدة فقط حتى الآن، وهو أفضل رقم في الدوري، في المقابل سمح برشلونة بـ 12 فرصة خطيرة، وهو الرقم الأكبر في الدوري الإسباني، مما يُعمّق التباين في الكفاءة الدفاعية، كما يوضح الجدول أدناه.
الفرص المحققة للتسجيل التي تلقاها كل فريق في الليغا
الفريق الفرص الكبيرة المستقبلة ريال مدريد 1 أتلتيك بلباو 2 فالنسيا 3 فياريال 3 ريال سوسيداد 4 أوساسونا 4 أتلتيكو مدريد 4 مايوركا 5 ألافيس 5 خيتافي 5 إلتشي 6 ليفانتي 6 سيلتا فيغو 6 ريال أوفييدو 7 إسبانيول 7 رايو فاييكانو 7 إشبيلية 9 ريال بيتيس 9 جيرونا 10 برشلونة 12ويواصل برشلونة الاعتماد على مصيدة التسلل وخط دفاع متقدم بمجازفة كبيرة (تحدثنا عنها من قبل)، ومرة أخرى تنكشف هذه الخطة، ولولا الحارس خوان غارسيا لكان قد استقبل 4 أهداف محققة أمام رايو فايكانو.
سمح فريق المدرب تشابي ألونسو بـ 8.16 تمريرة فقط من الخصم قبل القيام بالضغط الدفاعي عليه، وقاموا بـ 13 تدخلًا في الثلث الأخير من الملعب (أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإسباني).
لم يُحسّن هذا التحول التكتيكي أداء ريال مدريد تكتيكيًا فحسب، بل حقق نتائج ملموسة، فلم يتلقَّ أي تسديدة في العمق أو المناطق الخطرة في مباراتين من مبارياته الثلاث الأولى، وهو الأقل بشكل عام في استقبال التسديدات (16 تسديدة إجمالية فقط).
يتأكد الأمر عندما نستخدم مقياس الأهداف المتوقعة ضد الفريق، فريال مدريد الدوري الإسباني لديه معدل أهداف متوقعة (xGA) يبلغ 1.09 فقط وهو الأقل، وهو مؤشر آخر على التحسن الدفاعي تحت قيادة ألونسو.