يستعد منتخب إيطاليا لبدء حقبة جديدة مع المدير الفني الجديد جينارو غاتوزو أحد صناع الفرحة للآتزوري في مونديال 2006، وذلك عندما يقود منتخب بلاده في الجولتين القادمتين من تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026.
وبعد فشلها في التأهل إلى آخر نسختين موندياليتين في كل من روسيا 2018 وقطر 2022، تسعى إيطاليا لتسجيل حضورها في المونديال المقبل الذي تقام نهائياته في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد نحو عشرة أشهر، لكن بدايتها في التصفيات الحالية عرفت هزة قوية بالتعثر امام منتخب النرويج (0-3) في أوسلو، وهو ما صعب عليها المهمة، خاصة أن المنتخب النرويجي بقيادة نجمه إيرلينغ هالاند تمكن من حصد العلامة الكاملة في أربع مباريات، مع رصيد وافر من الأهداف.
وقبل تولي غاتوزو المقاليد الفنية، جمع منتخب إيطاليا ثلاث نقاط فقط من مباراتين، وهو ما جعل الاتحاد الإيطالي يتوصل لاتفاق بإنهاء عقد المدير الفني السابق لوسيانو سباليتي، وتعيين جينارو غاتوزو الذي سبق له أن خاض تجربة التدريب في كل من: بيزا، ميلان، نابولي، فالنسيا، مارسيليا وهايدوك سبليت، من دون أن يحقق أي نجاحات تذكر.
لعنة المباراة الأولى
في الوقت الذي سيكون فيه منتخب المنتخب الإيطالي بحاجة ماسة للفوز على أستونيا في بيرغامو، وعدم التفريط بالنقاط في هذه المباراة التي ستجري في الخامس من سبتمبر/ أيلول المقبل، فإن الكثيرين يخشون من أن تلاحق لعنة المباراة الأولى جينارو غاتوزو كما حصل مع غالبية المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب، منذ مطلع الألفية الجديدة، وهي اللعنة التي لم يتفاداها سوى أنطونيو كونتي وروبرتو مانشيني، حين تمكنا من تحقيق الفوز في مباراتهما الأولى مع الآزوري.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Nazionale Italiana di Calcio (@azzurri)
وبدأت اللعنة مع وصول المدرب جيوفاني تراباتوني لتدريب منتخب إيطاليا خلفًا للمدرب دينو زوف، عقب نهائيات يورو 2000، والتي شهدت خسارة المنتخب الإيطالي في المباراة النهائية أمام فرنسا.
وتعادل تراباتوني مع المجر في أولى مبارياته (2-2) خارج القواعد ضمن تصفيات مونديال 2002، أما خليفته مارتشيلو ليبي فقد خسر من أيسلندا وديًّا (0-2)، في مباراة ودية خلال شهر أغسطس/ آب من العام 2004.
وتواصلت اللعنة مع روبرتو دونادوني في شهر أغسطس من العام 2006 (في أول مباراة لإيطاليا بعد الفوز بكأس العالم) حيث خسر في مباراة ودية أمام كرواتيا (0-2)، وعاد ليبي في ولايته الثانية ليتعادل مع النمسا (2-2) في أول مباراة له في شهر أغسطس من العام 2008.
ولم ينجح تشيزاري برانديلي كذلك في تفادي لعنة المباراة الأولى، فخسر أمام كوت ديفوار في مباراة ودية جرت بلندن بهدف وحيد، فيما نجح خليفته أنطونيو كونتي في الفوز بمباراته الأولى (وديًا) على هولندا (2-0) في سبتمبر من العام 2014 في باري.
لكن المدرب التالي جيان بييرو فينتورا خسر مباراته الأولى وديًّا مع فرنسا (1-3) في سبتمبر 2016، وكذلك الأمر بالنسبة للمدرب المؤقت دي بياجيو، الذي قاد الآزوري في مباراتين فقط في مارس/ آذار 2018، حيث خسر مع الأرجنتين وديًّا (0-2).
وكسر مانشيني هذه اللعنة في مايو 2018 عندما تغلب على السعودية وديًّا (2-1) في مدينة سانت غالين، لكن اللعنة أصابت مجددًا خليفته لوسيانو سباليتي في سبتمبر من العام 2023، عندما اكتفى بتعادل إيجابي (1-1) مع منتخب مقدونيا الشمالية في تصفيات يورو 2024.
غاتوزو المقاتل لا يشعر بالخوف
أكد المدير الفني الجديد لمنتخب إيطاليا جينارو غاتوزو في مؤتمر صحفي عقده يوم أمس، والذي أعلن فيه عن التشكيلة التي اختارها للجولتين القادمتين من التصفيات، أنه يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لكنه أشار إلى أنه لا يشعر بالخوف من المهمة التي تصدى لها، بقوله: "منذ اليوم الأول شعرت بحجم المسؤولية التي تنتظرني لأنه سبق لي أن ارتديت قميص منتخب إيطاليا، وأعلم جيدًا مدى ثقل هذا القميص.. لكنْ هناك أمر واحد أكيد، وهو أنني لا أشعر بالخوف".
وأضاف: "دعونا نأخذ الأمور مباراة بعد أخرى ونفكر بالقيام بعملنا بشكل صحيح في كل مباراة. تاريخنا يظهر يأننا لم نفز بالكثير من المباريات بفارق جيد من الأهداف، لكن علينا التفكير في تحقيق الانتصارات وبتسجيل أكبر عدد من الأهداف، قبل الوصول إلى مباراة النرويج في أرضنا خلال شهر نوفمبر المقبل".