لم تهدأ بعد عاصفة الجدل التي خلفها نهائي كأس السوبر التونسي بين الترجي الرياضي والملعب التونسي، والذي انتهى بتتويج الترجي بهدف دون رد في مباراة شهدت لحظات مثيرة، كان بطلها هذه المرة ليس لاعبًا ولا مدربًا، بل حكم الساحة حسام بولعراس.
الشرارة اندلعت في الدقيقة التي أعلن فيها بولعراس عن ركلة جزاء لصالح الترجي، ترجمها الجزائري يوسف بلايلي بنجاح إلى هدف، حاسمًا به اللقب الثاني تواليًا لفريق "باب سويقة" أمام نفس المنافس، واللقب الثامن في تاريخ الأحمر والأصفر في هذه المسابقة.
لكن الركلة نفسها أصبحت عنوانًا لعاصفة من الغضب داخل محيط الملعب التونسي، حيث وصفها الملاحظون والمحللون بأنها "غير صحيحة"، واعتبرها مسؤولو الفريق نقطة التحول التي أهدت اللقب للترجي على حسابهم.
وما زاد الطين بلّة هو غياب تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، ما جعل الحكم تحت مجهر النقد الحاد دون وسيلة تكنولوجية قد تبرر قراراته أو تخفف من الضغط.
لجنة التحكيم تتحرك… وبولعراس في قفص المساءلة
وأكدت مصادر موثوقة من داخل لجنة الحكام التابعة للاتحاد التونسي لكرة القدم، لموقع "winwin" أن الحكم حسام بولعراس وطاقمه المساعد سيمثلون يوم الثلاثاء أمام لجنة التحكيم بقيادة جمال حيمودي وبإشراف إداري من مراد بن حمزة، وذلك للاستماع إلى أقوالهم بخصوص سلسلة من القرارات التحكيمية التي أثارت موجة غضب واسعة.
وسيتم خلال جلسة الاستماع التطرق بالتفصيل إلى ركلة جزاء الترجي، بالإضافة إلى لقطة مثيرة للجدل كان يُمكن أن تُمنح فيها ركلة جزاء لصالح الملعب التونسي، واعتبرها بعض المحللين التحكيميين "مستحقة" ولم تُمنح.
مشادة مع نجم الترجي بلايلي… وصمت إداري يثير الاستفهام
إحدى القضايا الأخرى التي تنتظر التوضيح في جلسة الاستماع، تتعلق بالمشادة الكلامية التي حصلت بين الحكم ونجم الترجي يوسف بلايلي في أثناء المباراة. اللاعب بدا منفعلاً، وتلفظ ببعض العبارات خلال اللقاء.
لكن الغريب أن بولعراس لم يتخذ أي إجراء تأديبي، ولم يُدرج الحادثة ضمن تقريره الرسمي بعد اللقاء، ما أثار تساؤلات داخل لجنة الحكام عن سبب التغاضي عن اللقطة.
كل المؤشرات تُشير إلى أن حسام بولعراس لن يخرج من هذه العاصفة دون عقوبة. ووفقًا لما كشفته نفس المصادر المطلعة، فإن الحكم يواجه خطر الاستبعاد ومنعه من إدارة مباريات الدوري التونسي للمحترفين انطلاقًا من نهاية الأسبوع الحالي، كخطوة تأديبية أولى بانتظار تقييم شامل لأدائه في اللقاء.
قضية بولعراس مرشحة لتكون واحدة من أبرز القضايا التحكيمية في الموسم الكروي الجديد، وقد تُلقي بظلالها على بقية المشوار التحكيمي في تونس، خصوصًا في ظل تكرار الجدل وغياب التكنولوجيا التحكيمية، ما يُعيد طرح السؤال الأبدي: هل آن الأوان لتعميم "الفار" بشكل كامل في الملاعب التونسية؟