على غرار بطولة كأس العالم للمنتخبات والتي انحصرت فيها المنافسة على اللقب بين منتخبات القارة الأوروبية واللاتينية، امتد الصراع بين القارتين إلى كأس العالم للأندية التي انطلقت تحت إشراف الفيفا في العام 2000.
وعلى الرغم من ذلك، شهد مونديال الأندية بعض الإشراقات لممثلي القارات الأخرى، والتي نجحت في بلوغ المباراة النهائية وهي عتبة لم تصلها المنتخبات من خارج القارتين الأوروبية واللاتينية في بطولة العالم للمنتخبات، ليبقى التتويج في حوزة القارتين الأكبر كروياً، مع سيطرة مطلقة للقارة العجوز منذ العام 2013.
وبعد أن نجحت الأندية البرازيلية في التتويج بلقب النسخ الثلاث الأولى من كأس العالم للأندية عبر أندية كورينثيانز، ساو باولو وانترناسيونال، اتسعت الفجوة بشكل واضح لصالح أبطال أوروبا في السنوات التالية، فحققت أندية القارة العجوز اللقب 16 مرة من أصل 17 نسخة تالية، وكان الاختراق الوحيد في العام 2012 عندما فاز كورينثيانز باللقب للمرة الثانية في تاريخه على حساب تشيلسي الإنجليزي.
نهائيات أوروبية – لاتينية في كأس العالم للأندية
واجهت بطولة كأس العالم للأندية انتقادات كبيرة في الفترة الأولى بسبب التساؤلات بشأن جدوى مشاركة أندية القارات الأخرى مع تكرار مشهد الصراع الأوروبي – اللاتيني الذي كان موجوداً من خلال منافسات كأس الإنتركونتيننتال التي كانت تجمع بطل دوري أبطال أوروبا مع بطل كوبا ليبرتادوريس.
وشكل وصول مازيمبي الكونغولي ممثل قارة أفريقيا إلى المباراة النهائية عام 2010 حدثاً استثنائياً بعد تغلبه على إنترناسيونال البرازيلي في نصف النهائي بهدفين دون رد قبل أن يخسر المباراة النهائية أمام الإنتر الإيطالي بثلاثية نظيفة.
View this post on Instagram
ومنذ ذلك الحين بات ظهور أندية من قارات أخرى في المشهد الختامي أمراً مألوفاً أكثر مع تأهل الرجاء البيضاوي المغربي عام 2013 إلى المباراة النهائية، ثم كاشيما إنتلرز الياباني عام 2016 ليكون أول ناد آسيوي يبلغ النهائي، وأعقبه العين الإماراتي، ثم باتشوكا المكسيكي وأخيراً الهلال السعودي.
بينما كان النهائي الأوروبي – اللاتيني حاضراً في نهائي كأس العالم للأندية في ثماني مناسبات منذ العام 2010 دون أن تتمكن أندية الأرجنتين والبرازيل من اعتلاء منصة التتويج ولو لمرة واحدة.
ريال مدريد الأكثر تتويجاً بلقب كأس العالم للأندية
على الرغم من أن نادي ريال مدريد كان حاضراً في النسخة الأولى لبطولة كأس العالم للأندية عام 2000 إلا أن تتويجه باللقب الأول تأخر حتى العام 2014 وهو العام الذي شهد تتويجه بلقب دوري الأبطال للمرة العاشرة بعد طول انتظار، وتمكن النادي الملكي في العقد الأخير من الفوز باللقب خمس مرات على حساب أندية سان لورينزو الأرجنتيني، كاشيما انتلرز الياباني، غريميو البرازيلي، العين الإماراتي، والهلال السعودي، ليتربع على عرش السجل الذهبي للبطولة بفارق لقبين عن برشلونة المتوج ثلاث مرات باللقب أعوام 2009 و2011 و2015.
ويحتل بايرن ميونخ الألماني وكورينثيانز البرازيلي المركز الثالث بلقبين، بينما توجت ثمانية أندية باللقب مرة واحدة، من بينها أربعة أندية إنجليزية هي ليفربول، تشيلسي، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي.. في حين فشل 17 نادياً آخر وصل إلى المباراة النهائية في الفوز باللقب.
وبشكل عام توجت أندية إسبانيا باللقب ثماني مرات مقابل أربع مرات لأندية إنجلترا والبرازيل ولقبين لكل من أندية إيطاليا وألمانيا.
الأهلي وأوكلاند الأكثر حضوراً
على مدار 20 نسخة أقيمت حتى الآن سجل نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي حضوره في 12 مناسبة وكان أفضل مركز حققه هو الثالث في نسخة العام 2014 بعد أن فاجأ الكثيرين بفوزه على المغرب التطواني في الدور الأول ركلات الترجيح، ثم على وفاق سطيف الجزائري في الدور ربع النهائي، قبل أن يخسر أمام سان لورينزو (2-1) بعد وقتين إضافيين في نصف النهائي، ثم حقق الفوز بركلات الترجيح على كروز آزول المكسيكي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
ويأتي الأهلي المصري في المركز الثاني من حيث عدد المشاركات في البطولة (10 مرات)، لكن نادي القرن في القارة السمراء لم يتمكن من تجاوز الدور نصف النهائي أبداً، واكتفى باحتلال المركز الثالث في أربع مناسبات أعوام 2006 و2020 و2021 و2023.
View this post on Instagram
ويحتل ريال مدريد المركز الثالث بسبع مشاركات ثم مونتيري المكسيكي بست مرات، وفريقا الهلال السعودي وأوراوا ريدز الياباني بأربع مشاركات أما أكثر الأندية اللاتينية حضورا فكان بالميراس وفلامينغو البرازيليان وريفر بلايت الأرجنتيني الأكثر بثلاث مشاركات.
هل يتكرر نهائي الإنتر وسان جيرمان في مونديال الأندية؟
سمح نظام البطولة السابق بحضور أكثر من ممثل واحد لبعض القارات (بحكم الاستضافة) حيث تمثل البلد المضيف بفريق مختلف عن الفريق المتوج بلقب القارة، لكن النسخة الأولى التي أقيمت في البرازيل شكلت حالة استثنائية لم تتكرر لاحقاً من خلال بلوغ ناديين برازيليين المباراة النهائية.
ومع حضور 12 نادياً من القارة الأوروبية والتي تعتبر عملياً المرشحة الأقوى للظفر بلقب كأس العالم للأندية في يوليو المقبل، إضافة إلى وجود ستة أندية من القارة اللاتينية، فإن تأهل ناديين من القارة ذاتها إلى المباراة النهائية يعد أمراً وارداً للغاية، وبحسب الترشيحات الأولية فإن نهائي النسخة الأولى سيكون أوروبياً بامتياز بسبب الفارق الكبير مع بقية أندية العالم.
وحسب المسار الذي فرضته قرعة البطولة فإن تكرار نهائي دوري الأبطال بين الإنتر الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي بعد نحو شهر ونصف من المواجهة التي ستجمع بينهما على ملعب آليانز أرينا سيكون ممكناً في حال تصدرهما لمجموعتيهما (الثانية والخامسة)، حيث لن تكون المواجهة بينهما محتملة قبل المباراة النهائية، في حين أن احتلال أحدهما للمركز الثاني في مجموعته سيجعل المواجهة بينهما محتملة في نصف النهائي.