كشفت وثائق رسمية نُشرت يوم الأربعاء، تضم 314 صفحة، تفاصيل القضية التي اتُهم فيها نجم وست هام يونايتد والمنتخب البرازيلي لوكاس باكيتا بالمراهنات عبر تعمد الحصول على بطاقات صفراء في مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد تمت تبرئة اللاعب الدولي من جميع التهم في يوليو الماضي، بعد تحقيق مطوّل من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
صالون تجميل والدة باكيتا في ريو دي جانيرو.. محور القضية
أحد الجوانب المحورية في التحقيق كان محادثات دارت داخل صالون التجميل المملوك لوالدة اللاعب، في مدينة ريو دي جانيرو، والتي زُعم أنها ساهمت في إثارة موجة من الرهانات المشبوهة على مباريات معينة شارك فيها باكيتا وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل".
وفي شهادة أدلت بها أمام اللجنة، قالت والدة اللاعب: "لا أعلم ما إذا كان أحد من الذين تحدثت معهم قد أساء تفسير أحاديثي العادية عن لوكاس، وأعتقد أن حصوله على بطاقة صفراء في مباراة معينة أمر متوقع، لم يخطر ببالي أن شيئًا كهذا قد يُستخدم للمراهنة".
التحقيقات أشارت إلى أن باكيتا أهدى والدته المال الذي اشترت به الصالون بعد انتقاله من فلامينغو إلى ميلان، وأنها اعتادت الحديث عنه وعن حالته النفسية لزبائن الصالون.
أرقام الرهانات والاتهامات
الاتحاد الإنجليزي زعم أن 542 رهانًا تم وضعها من طرف 253 شخصًا مختلفًا، مع ربط ما لا يقل عن 27 من هؤلاء بالأوساط المحيطة بباكيتا في البرازيل.
وبلغت قيمة الرهانات حوالي 46759 جنيهًا إسترلينيًا، مع أرباح إجمالية وصلت إلى 213.704 جنيهات، ما يعني ربحًا صافياً قدره 166.945 جنيهًا.
ووفقًا للتحقيقات، فإن هناك "استنتاجًا لا يمكن مقاومته" يشير إلى أن أشخاصًا حصلوا على معلومات مباشرة أو غير مباشرة تفيد بأن باكيتا قد يسعى عمدًا للحصول على بطاقة صفراء.
اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا، اتُهم بتعمد نيل إنذارات في مباريات ضد كل من: ليستر سيتي، أستون فيلا، ليدز يونايتد، وبورنموث، خلال الفترة ما بين نوفمبر 2022 وأغسطس 2023، بهدف تمكين آخرين من تحقيق أرباح من المراهنات.
لكن اللجنة التي نظرت في القضية خلصت إلى أن بيانات المراهنات لا تدعم فرضية التلاعب أو الفساد الرياضي، بل وصفتها بأنها تتعارض في نواحٍ عديدة مع فكرة التلاعب، وتتماشى أكثر مع تفسيرات بديلة.
وأضافت اللجنة أن الاتحاد الإنجليزي نفسه أقر بأن القضية تعتمد بالكامل على أدلة ظرفية، دون أي إثبات مباشر.
وفي مفاجأة لافتة، خالف الممثل القانوني للاتحاد الإنجليزي شهادة أحد الشهود الرئيسيين للاتحاد في أثناء الجلسات، ما أضعف القضية أكثر.
اللجنة أشارت كذلك إلى أن باكيتا، المعروف بتدينه ورفضه لأي علاقة بالمراهنات، بما في ذلك رفضه عقد رعاية من شركة مراهنات، لا توجد أي مؤشرات تربطه مباشرة بعمليات الرهان المذكورة.
كما شددت على أن المكاسب المتوقعة من تلك الرهانات "صغيرة نسبيًا" مقارنة بدخله، ولا تتناسب مع سلوك شخص سخي ومعروف بنزاهته.
وكتبت اللجنة: "لا يبدو منطقيًا أن يقدم لاعب يتقاضى راتبًا كبيرًا، ومعروف بسخائه ولا يهتم بالمراهنات، على تقديم معلومات لأفراد مقربين لكسب مبالغ بسيطة مقارنة بحجم مخاطرة كهذه".
وأضافت: "الاحتمال الأرجح هو أن أنماط الرهانات نشأت من تداول شائعات أو ما يعتقد أنه (معلومات داخلية) في الأوساط البرازيلية، وليس من عملية تلاعب منظمة".
ديفيد مويس يدافع عن لاعبه... والاتحاد الإنجليزي يغلق الملف
اللجنة فضلت شهادة شهود من بينهم مدرب وست هام السابق، ديفيد مويس، حول سلوك باكيتا في الملعب، ووجدت أنها تتعارض تمامًا مع فرضية السعي المتعمد للإنذار.
الاتحاد الإنجليزي أعلن عدم نيته الاستئناف على القرار، مؤكدًا في بيان: "الاتحاد ملتزم بالحفاظ على نزاهة كرة القدم، وسنجري دائمًا تحقيقات شاملة عند ورود أي ادعاءات خطيرة بانتهاك القواعد".