تفاعلت الجماهيرية الجزائرية خلال الساعات القليلة الماضية بقوة مع أحداث مباراة في الدوري الجزائري جمعت بين ناديي بارادو واتحاد الجزائر لحساب الجولة الثالثة، بسبب واقعتين غريبتين أثارتا غضب وسخرية جانب كبير من الجماهير الجزائرية التي أبدت دهشتها إزاء استمرار مثل هذه المظاهر المسيئة لسمعة كرة القدم الجزائرية.
نادي اتحاد الجزائر حقق الفوز على نادي بارادو بهدف دون رد في المباراة التي جرت على ملعب عمر بن رابح بضواحي العاصمة الجزائرية المعروف بأرضيته من العشب الاصطناعي، وهو الذي أنقذ الأندية العاصمية بسبب الغلق المؤقت لملعبي نيلسون مانديلا و5 يوليو الخاضعين للصيانة.
وكانت بداية الدوري الجزائري لموسم 2025-26 واجهت أندية العاصمة الجزائرية لصعوبات بسبب أشغال الترميم وإعادة التجهيز للملاعب، فبالإضافة إلى ملعبي نيلسون مانديلا و5 يوليو، لم يتسن لنادي مولودية الجزائر لحد الآن خوض مبارياته البيتية على ملعب علي عمار الذي لن يكون جاهزاً قبل الأسبوع المقبل.
وبناءً على هذه الظروف اضطرت رابطة كرة القدم المحترفة إلى برمجة ديربي الجزائر الكبير بين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر خارج العاصمة الجزائرية وفي ملعب مصطفى تشاكر بمحافظة البليدة 50 كم جنوبي العاصمة، وبحضور جماهيري محدود لمشجعي الاتحاد مع منع تنقل مشجعي المولودية وفقاً للإجراءات المتبعة للحد من ظاهرة العنف بالملاعب.
صهريج مياه وظلام دامس في الدوري الجزائري يثير الغضب
انتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة توثق حادثتين غريبتين في الدوري الجزائري خلال مباراة اتحاد الجزائر ونادي بارادو، المقطع الأول يوثق تبليل أرضية الملعب الاصطناعية باستعمال صهريج مياه جاب أرضية الملعب طولاً وعرضاً، الأمر الذي أثار استهجان وسخرية الجماهير الجزائرية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لُعبت العشرون دقيقة الأخيرة من المباراة في ظلام دامس بسبب عدم جاهزية الأضواء الكاشفة بملعب بن رابح، وازداد الموقف تعقيداً مع هبوب عاصفة رعدية بالعاصمة حولت فترة ما بعد العصر إلى ليل قاتم، وهو ما أثار ردود فعل قوية.
وكانت رابطة كرة القدم المحترفة برمجت اللقاء في الساعة الخامسة بتوقيت الجزائر، السابعة بتوقيت مكة المكرمة، أي أنه سينتهي قبل موعد غروب الشمس، الأمر الذي كان من المفترض ألّا يتسبب بأي مشكلة، لكن هبوب العاصفة الرعدية قلب الموازين.
وضجت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بالجزائر بردود الفعل القوية حول الواقعتين، وتراوحت ما بين الغضب والسخرية، واستغربت فئة كبيرة من الجماهير الجزائرية تأهيل ملعب بن رابح لاحتضان مباريات الدوري الجزائري رغم غياب الأضواء الكاشفة، ليتم اللجوء إلى أضواء السيارات لمساعدة اللاعبين في الرؤية ومحاولة استكمال اللقاء.
وطالب الجزائريون مسؤولي الدوري الجزائري بالارتقاء بهذه المسابقة من الناحية التنظيمية وإضفاء صفة الاحتراف عليها، في وقت تتهافت فيه الأندية على صرف أموال ضخمة على صفقات فاشلة في الغالب.
وكان مدرب نادي بارادو بلال دزيري خرج بتصريحات قوية بعد المباراة المذكورة واستغرب عدم توقيف الحكم للمواجهة، وأكد أنه لم يسبق له مشاهدة مثل هذه الواقعة طوال حياته، مشدداً على أنه لم يتمكن من مشاهدة الكرة طوال العشرين دقيقة الأخيرة من اللقاء الذي خسره فريقه.