تسود حالة من القلق داخل أوساط نادي تشيلسي الإنجليزي، خشية تكرار سيناريو التفريط في النجم محمد صلاح قائد منتخب مصر، الذي غادر الفريق مبكرًا ليصنع مجده مع ليفربول، محققًا ألقابًا محلية وأوروبية ومرسخًا مكانته كأحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ".
خلال عام 2014، انتقل محمد صلاح إلى "البلوز" قادمًا من بازل بعد أن أقنعه جوزيه مورينيو شخصيًا بالتوقيع للنادي. ورغم موهبته، لم يُمنَح الوقت الكافي للتطور، حيث شارك في 19 مباراة فقط وسجل هدفين، قبل إعارته إلى فيورنتينا.
وفي موسم 2014-2015، فضّل المدرب البرتغالي لاعبين أكثر خبرة، وتجاهل إمكانات محمد صلاح مثلما حدث مع كيفين دي بروين ولوكاكو، في وقت دافع فيه المدرب عن نفسه مؤكدًا أنه لم يتخذ قرار البيع، بل أوصى بإعارته للتطور في الدوري الإيطالي.
تشيلسي يهدي موهبته إلى أرسنال وطيف محمد صلاح يخيِّم على الصفقة
ترتبط المخاوف الحالية بالجناح الشاب نوني مادويكي، في ظل أنباء عن اقترابه من الانتقال إلى أرسنال مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، رغم المؤشرات الإيجابية التي قدّمها الموسم الماضي، أبرزها تسجيله 7 أهداف وصناعة 3، منها ثلاثية مميزة أمام وولفرهامبتون.
وحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن جماهير تشيلسي ترى في المبلغ المعروض فرصة مالية مغرية، لكنها تدرك في الوقت ذاته المخاطرة بخسارة لاعب شاب يتوقع له مسار تصاعدي.
يعد نوني مادويكي من أبرز الوجوه في مشروع الإدارة الجديدة لتشيلسي، حيث يراهن عليه النادي كلاعب إنجليزي شاب يمتلك إمكانات واعدة قد ترفع من قيمته السوقية بسرعة، ما يجعله استثمارًا إستراتيجيًا للمستقبل القريب.
بالمقابل يبحث النادي اللندني عن بديل محتمل عبر التعاقد مع البرازيلي إستيفاو ويليان، البالغ 18 عامًا، لكن محدودية خبرته الأوروبية تثير الشكوك حول قدرته على سد الفراغ، ما يجعل تعويض مادويكي خطوة محفوفة بالمخاطر.
يحظى مادويكي بثقة المدرب إنزو ماريسكا، الذي يعتزم منحه دورًا محوريًا، مع توقعات بتحسن أرقامه بفضل دعم هجومي أفضل، خاصة مع وصول لاعبين مثل ليام ديلاب وجواو بيدرو، بعد معاناة سابقة من ضعف المساندة الهجومية.
ويأمل مشجعو تشيلسي ألا يعيد التاريخ نفسه، وألا يتحول مادويكي إلى نجم آخر يتألق خارج أسوار "ستامفورد بريدج"، كما حدث مع محمد صلاح، خصوصًا إذا ما قرر اللاعب العودة إلى توتنهام أو الانضمام إلى نادٍ يضمن له المشاركة بانتظام.