كشف مدرب المنتخب الأرجنتيني، ليونيل سكالوني عن كواليس مثيرة عقب تتويجه بكأس العالم 2022 في قطر، موضحا أنه شعر بـ"الإنهاك" الشديد بعد البطولة، وكان قريبا جدا من اتخاذ قرار بالرحيل عن منصبه كمدرب، قبل أن يتراجع ويواصل مسيرته مع التانغو.
وكان المدير الفني للتانغو قد قاد الأرجنتينيين للفوز في النهائي ضد فرنسا بركلات الترجيح (4-2) بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة (3-3)، على ملعب لوسيل في قطر، لينال منتخب التانغو للمرة الثالثة في تاريخه.
سكالوني: لم أتخيل نفسي مدربا!
في مقابلة مع قناة "AFA Estudio" أجريت في مسقط رأسه بوجاتو في إقليم سانتا في، اعترف سكالوني قائلا: "بعد مونديال قطر شعرت بإرهاق شديد وكنت بحاجة إلى الابتعاد قليلا عن الأجواء، اليوم أنا أشعر بهدوء أكبر".
ورغم الإنجاز التاريخي الذي حققه مع الأرجنتين، مانحا البلاد لقبها العالمي الثالث بعد نسختي 1978 و1986، أكد المدرب أنه لا يعتبر نفسه أكثر من مجرد مدرب حالفه الحظ، مضيفًا: "أفضل ما حدث لي هو الفوز بكأس العالم مع اللاعبين، لكنني لم أشعر يوما أنني أكبر من كوني مدربا، من البداية كنت واضحا أن التوازن هو الأساس، سواء في الانتصارات أو الهزائم".
وتطرق سكالوني في الحوار المصور إلى نشأته المتواضعة وتضحيات بداياته، مؤكدا أنه لم يعتبر نفسه لاعبا مميزا: "كان هناك كثيرون أفضل مني، لكنهم لم يستمروا، لم يحبوا السفر"؛ وأضاف: "كثير من اللاعبين الموهوبين لم يصلوا لأنهم لم يجدوا من يساندهم".
بعد مسيرة لاعب امتدت عشرين عاما في أندية بالأرجنتين وإسبانيا وإيطاليا، كشف ذو الـ47 ربيعا أن الانتقال إلى مرحلة الاعتزال في 2015 لم يكن سهلا: "لا أحد يهيئك لترك كرة القدم، ظننت أن الأمر سيكون أصعب، لكن الفضل يعود لزوجتي التي تفهمت الوضع وساعدتني".
وأضاف أن ممارسة ركوب الدراجات ساعدته على تجاوز فراغ الاعتزال: "حين تتوقف عن شيء أساسي يجب أن تعوضه بآخر، بعد شهرين فقط من اعتزالي بدأت ركوب الدراجة، لا أعرف كيف يعيش من لا يمارس أي نشاط بدني، بالنسبة لي، التدريب ضروري"؛ كما شبه كرة القدم بالتنس والشطرنج، معتبرا أن "التنس لعبة يتأثر فيها كل شيء بالمواجهة الفردية، بينما الشطرنج يجعلك تدرك أن خططك قد تنهار تماما أمام خطة خصمك".
يستعد منتخب الأرجنتين لخوض آخر مواجهتين في تصفيات كأس العالم 2026 خلال مطلع سبتمبر/أيلول، حيث سيواجه فنزويلا والإكوادور، لكن "التانغو" كان قد ضمن تأهله مسبقا إلى البطولة المرتقبة التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.