شكّلت خسارة ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في نصف نهائي مونديال الأندية صدمة كبيرة لعشاق النادي الملكي، ولم تكن الصدمة أقل وقعا في الصحف المدريدية والإسبانية بشكل عام، إذ حمّلت العناوين التي تصدرت أغلفة الصحف ومواقعها الإلكترونية عقب المباراة، لاعبي الريال وكذلك المدرب تشابي ألونسو مسؤولية هذه الخسارة الثقيلة التي أضيفت إلى سجل الخسارات الكبيرة التي تجرعها الفريق في الموسم الحالي وخاصة أمام الغريم التقليدي برشلونة.
ورأت صحيفة "ماركا" أن ريال مدريد تلقى حمّاما باردا أعاده إلى أرض الواقع، بعد أن حلّق بأحلامه سريعا وبعيدا مع مدربه الحالي تشابي ألونسو، على الرغم من أن الأخير لم يمض أكثر من شهر واحد في مهمته الجديدة.
وذكرت الصحيفة أن الموسم الحالي قد انتهى أخيرا، بغض النظر عن الأسماء التي ارتكبت الأخطاء والهفوات، وقالت: "بدأ الموسم بتوقعات كبيرة للغاية مع كارلو أنشيلوتي، ووقع الجميع بالخطأ ذاته في أول ظهور للفريق مع ألونسو، لكن النهاية كانت بأسوأ صورة ممكنة".
وأشادت الصحيفة بالقرار الشجاع لألونسو من خلال الاحتفاظ بالمهاجم الشاب غونزالو كأساسي في التشكيلة إلى جانب مبابي وفينيسيوس، لكنها أشارت إلى أن جرأة ألونسو وعدم التصاقه بالنهج الذي اتبعه في البطولة منذ بدايتها في هذه المباراة، كلفه كثيرا، ونقلت عنه اعترافه في المؤتمر الصحفي عندما أكد بأنه أخطأ بإشراك عدد كبير من المهاجمين منذ بداية المباراة.
ريال مدريد.. انتحار جماعي
من جهتها كتبت صحيفة "آس" المدريدية مقالاً بعنوان: (انتحار جماعي) في إشارة إلى الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها لاعبو ريال مدريد منذ الدقائق الأولى للمباراة، وخلص التقرير إلى أن عملاً كبيراً ينتظر الجميع في العطلة الصيفية القصيرة التي ستسبق انطلاق الموسم الجديد بدءا من ألونسو نفسه.
وأضافت: "الخسارة بهذا الشكل كانت مريعة للغاية بعد بطولة مقبولة بشكل عام، إضافة مدافع جديد للفريق لا يبدو احتمالاً ممكناً بعد التعاقد مع هويسين وأرنولد، ولكن خط الوسط بحاجة إلى لاعب مميز مثل فيتينيا، بينما ينتظر ألونسو عمل كبير على مستوى ضبط تحركات اللاعبين من دون كرة، كي لا تتكرر فضيحة الهدف الثالث في المباراة".
شماتة كتالونية
في كتالونيا بدت العناوين أكثر قسوة و"شماتة" بالغريم التقليدي؛ إذ وضعت صحيفة "سبورت" صورة للحارس تيبو كورتوا وهو يتابع كرة فابيان رويز في مرماه، وكتبت بالبنط العريض: "ضربة المونديال". وفي مقال آخر أشارت الصحيفة إلى أن باريس سان جيرمان قد أظهر لفريق ريال مدريد من هو بطل أوروبا الحقيقي.
ونقلت الصحيفة تصريحات المدرب لويس إنريكي في المؤتمر الصحفي التي أشار فيها إلى أن هاتفه امتلأ برسائل التهنئة بالفوز من مشجعي برشلونة بعد المباراة.
أما صحيفة "موندو ديبورتيفو" فقد أشارت إلى أن سان جيرمان نجح في بلوغ المباراة النهائية بعد أن حطم ريال مدريد، وبأن المدرب لويس إنريكي أكد أنه كان على حق في معركته الفنية مع الفرنسي كيليان مبابي، في إشارة إلى العلاقة التي توترت بينهما في الأسابيع الأخيرة لمبابي مع فريقه السابق.
وداع قاس لمودريتش
نهاية مشوار ريال مدريد في بطولة العالم للأندية حرمت الكرواتي لوكا مودريتش من وداع مثير فوق منصات التتويج، وشكلت الخسارة أمام سان جيرمان الظهور الأخير للنجم الكرواتي بالقميص الأبيض، حيث من المنتظر أن يلتحق بميلان الإيطالي بعد عدة أسابيع ليلعب موسمه الكروي الأخير قبل الاعتزال المرتقب بعد نهاية بطولة كأس العالم الصيف المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة FIFA Club World Cup (@fifaclubworldcup)
وعلى الرغم من أن الجميع كان يدرك أن مونديال الأندية يشكل الصفحة الأخيرة في مسيرة مودريتش مع ريال مدريد، لكن لم يكن أحد ينتظر أن يكون الوداع بهذه القسوة في ملعب "ميتلايف".
وكان مودريتش قد انتقل لريال مدريد في صيف عام 2012 قادما من توتنهام مقابل ما يقارب 35 مليون يورو، وخلال الأعوام التي أمضاها في النادي الملكي، حقق مودريتش 28 لقبا من بينها ستة ألقاب في دوري الأبطال، ولعب 597 مباراة في كل المسابقات سجل خلالها 43 هدفا.