نفى قائد منتخب الجزائر التاريخي رياض محرز أن يكون فكر في اعتزال اللعب الدولي بعد فاصلة الكاميرون الصادمة في تصفيات مونديال 2022 بسبب الانتقادات القاسية للجزائريين له، بل لارتباط ذلك بالخيبات المتوالية لمنتخب "الخضر" في تلك الفترة، كما رد على منتقديه والهجوم المتكرر عليه بالقول إن "منتخب الجزائر ليس البرازيل".
ويملك نجم الأهلي السعودي مسيرة مميزة مع "الخضر" بدأت عام 2014 قبل أيام فقط من مونديال البرازيل، وهي لا تزال مستمرة إلى غاية الآن، حيث خاض أفضل لاعب في البريميرليغ عام 2016 مع المنتخب الجزائري 102 مباراة دولية، سجل خلالها 32 هدفاً وقدم 42 تمريرة حاسمة.
وعرفت مسيرة رياض محرز مع المنتخب الجزائري فترات صعود وهبوط، ولعل أبرز إنجازاته هي التأهل إلى الدور الثاني من مونديال 2014 والتتويج بكأس أمم أفريقيا 2019، في حين خرج مع "الخضر" من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا مرتين على التوالي في الكاميرون وكوت ديفوار، وفشل في التأهل لمونديالي 2018 و2022 على وجه التحديد.
ودائماً ما كان يتعرض نجم الأهلي السعودي للانتقادات من طرف الجماهير الجزائية لأن مستوياته الفنية مع "الخضر" لم تكن بالثبات التي عرفته مستوياته مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي على وجه الخصوص، الأمر الذي وضعه في مرمى سهام وسائل الإعلام والجماهير.
رياض محرز يتحدث عن مسيرته مع الخضر ويرد على منتقديه
تحدث رياض محرز في حوار مع منصة "لو كاري" الفرنسية عن مسيرته مع منتخب الجزائر، ورد على سؤال بخصوص شعوره لكونه أكثر لاعبي الجزائر تتويجاً وإنجازات دولياً عبر التاريخ، قائلاً: "نعم أعتقد ذلك، لكني أعيش ذلك بطريقة عادية. صحيح أنا سعيد جداً بهذا الأمر، لكن الأهم هو رفع علم الجزائر عالياً"، وشدد: "نحن نفعل تلك الأمور من أجل المنتخب والجزائر وليس لي شخصياً".
وعن رأيه حول كونه أحسن لاعب في تاريخ الجزائر، قال نجم ليستر السابق: "الآراء مختلفة بخصوص هذه النقطة، شخصياً لا يهمني أن أكون الأفضل عبر التاريخ. ما يهمني أنني من أفضل اللاعبين الجزائريين الذي لعبوا في المستوى العالي".
وحرص قائد الجزائر التاريخي في الرد على منتقديه، وأكد: "من الصعب أن تكون النجم الأول لمنتخب الجزائر، هناك الكثيرون الذين يتحدثون وينتقدون وهم لا يعرفون نصف الحقيقة، لكن هذا الأمر جزء من كرة القدم"، وأوضح: "مسيرتي مع منتخب الجزائر لم تكن قط نهراً هادئاً دائماً، حتى عندما كنت في أفضل حالاتي كنت أتعرض إلى الانتقاد، يقولون لماذا لا يفعل هذا ولماذا لا يقوم بهذا الأمر؟"، وأبرز: "إنهم (منتقدوه) يحبون التجديد ويتحدثون دائما عن الخيارات الفنية"، وزاد: "مثل هذه الأمور تحدث في كرة القدم. هناك فترات جيدة وأخرى صعبة".
رياض محرز: لسنا البرازيل ولم أفكر بالاعتزال بسبب الجزائريين
وعاد نجم النادي السماوي السابق إلى ما حدث له بعد مباراة الكاميرون وتفكيره في الاعتزال الدولي بعد كل ما حدث، قائلاً: "الانتقادات كانت قوية من وسائل الإعلام ورواد المنصات، لكن عندما نفكر بعقلانية لسنا منتخباً توج بلقب كأس أفريقيا 10 مرات".
وأردف: "لقد توجنا بلقبين فقط، واحد على أرضنا وبمشاركة 8 منتخبات فقط دون أن نقلل من هذا الإنجاز، وآخر جلبناه من مصر أمام 24 منتخباً"، وأكد: "صحيح لدينا لاعبون رائعون وممتازون ويمكننا تقديم الأفضل، لكن كما قلت سابق لسنا البرازيل، علينا التعامل مع هذا الواقع، هناك فترات جيدة وأخرى أقل علينا فقط أن نبقى متحدين".
وتابع: "لقد تأثرت بإخفاقاتنا في كأس أمم أفريقيا ومباراة الكاميرون، آلمني عدم قدرتي على تأهيل منتخب الجزائر للمونديال والفوز بكأس أمم أفريقيا"، وأضاف: "صحيح لا يمكننا الفوز دائماً، لكنني شعرت بالألم والإحباط خاصة بالنسبة للجزائريين الحقيقيين، الذين يحبوننا ويدعموننا دائماً، لكن هناك دائماً بعض المنتقدين الذين يقولون أشياء غير مقبولة وفي غير محلها".
وشدد: "لكن لم أفكر في الاعتزال بسبب الانتقادات التي تعرضت لها لأنها كانت من طرف فئة قليلة من الجماهير"، وأوضح: "الإخفاقات المتكررة في تلك الفترة هي التي جعلتني أفكر في ذلك الأمر، لكن ذلك الأمر أصبح من الماضي الآن. نحن في مرحلة جديدة ومع لاعبين شبان ومدرب جديد، نريد تحقيق نتائج جيدة في كأس أمم أفريقيا ولعب كأس العالم".
وجدد رياض محرز موقفه الصارم بخصوص تردد بعض اللاعبين مزدوجي الجنسية في اختيار الجزائر، وصرح: "من غير اللائق البقاء في المنتصف والانتظار. يجب احترام الجزائر لأنها ليست بلدًا صغيرًا".