تشبه قصة السلحفاة التي سبقت الأرنب من التراث اليوناني القديم ما يحدث مع فريق روما في الموسم الحالي، الذي يبدو أنه بات قريباً من انتزاع المركز الرابع على لائحة الترتيب ليضمن لنفسه مكاناً في مسابقة دوري الأبطال التي غاب عنها منذ موسم 2018-2019.
فريق العاصمة الذي تناوب على تدريبه ثلاثة مدربين في الموسم الحالي بدءاً من أسطورته دانيلي دي روسي الذي أقيل من منصبه بعد أربعة أسابيع فقط (عرف فيها الفوز في مباراة والتعادل في ثلاث) مروراً بالكرواتي إيفان يوريتش الذي أشرف على تدريب الفريق لـ51 يوماً فقط، ووصولاً إلى كلاوديو رانييري الذي عاد من اعتزاله لينقذ الجيلاروسي القابع في النصف الثاني من اللائحة والقريب من مواقع الهبوط، بات اليوم في المركز الرابع قبل ثلاث جولات فقط من نهاية الموسم متقدماً على فرق مثل يوفنتوس ولاتسيو وفيورنتينا وميلان.
19 مباراة بلا هزيمة لفريق روما
عندما وصل رانييري في فترة التوقف الدولي لشهر نوفمبر الفائت كان روما يقبع في المركز الثاني عشر برصيد 13 نقطة فقط من 12 مباراة، ولم يكن الاختبار الأول سهلاً على الفريق؛ إذ توجب عليه زيارة نابولي في ملعبه ليتلقى الهزيمة بهدف ما جعله على بعد 15 نقطة كاملة عن أقرب المراكز المؤهلة إلى الشامبيونزليغ، وعلى بعد ثلاث نقاط فقط من مراكز الهبوط.
لكن رويداً رويداً نجح روما في الارتقاء على سلم الترتيب بعيداً عن صخب المراكز الأولى بفضل المنظومة الحديدية التي بناها المدرب العجوز البالغ من العمر 73 عاماً، ورغم أن الانتدابات الشتوية شهدت التعاقد مع حارسي مرمى ومدافعين هولنديين إلا أن مدافع أياكس ديفين رينيتش كان الوحيد الذي حظي بمشاركة فاعلة في الأسابيع التالية حيث لعب 13 مباراة مقابل 3 مباريات لأنيس صلاح الدين، بينما لم يشارك أي من الحارسين في أي مباراة.
الأسابيع الثلاثة الأولى للجيلاروسي مع رانييري شهدت خسارته أمام نابولي وكومو خارج قواعده وأمام أتالانتا في الأولمبيكو مع انتصار وحيد على ليتشي، لكن الأمور تبدلت تماماً بعد الخسارة من كومو، إذ لم يعرف الفريق طعم الهزيمة في 19 مباراة متتالية، حقق خلالها نتائج لافتة من بينها الفوز على ميلان والإنتر ولاتسيو وفيورنتينا والتعادل مع نابولي ويوفنتوس وبولونيا، ليحصد 47 نقطة كاملة كانت كفيلة بوصوله إلى المركز الرابع بـ63 نقطة بفارق المواجهات عن كل من يوفنتوس ولاتسيو ونقطة عن بولونيا.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة AS Roma (@officialasroma)
وخلال هذه المباريات الـ19 لم تتلق شباك روما أكثر من 14 هدفاً ليصبح الفريق صاحب ثاني أقوى خط دفاع في الموسم الحالي بـ32 هدفاً خلف أتالانتا الذي تلقت شباكه 31 هدفاً.
3 نهائيات مرتقبة
على المستوى الأوروبي خرج روما على يد أتلتيك بيلباو في دور الـ16 من مسابقة اليوروباليغ، بعد خسارته في ملعب سان ماميس (3-1) في مباراة لعب فيها 79 دقيقة كاملة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه الألماني ماتس هوميلز، علماً أنه كان قد فاز ذهاباً (2-1)، ليتفرغ بعدها للبطولة المحلية ويواصل مشواره الناجح فيها، من خلال السلسلة الأطول والأفضل (بلا هزيمة) على مستوى الدوريات الخمس الكبرى.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يرون أن مهمة رانييري قد اكتملت ونجحت في إنقاذ موسم الفريق حتى إن خرج خالي الوفاض من الألقاب، إلا أن فريق ذئاب العاصمة يطمح في أن يحول موسمه إلى موسم ناجح من خلال احتلال مركز يؤهله للمشاركة في دوري الأبطال في السنة المقبلة، ومن أجل تحقيق ذلك سيتوجب عليه الخروج بنتائج إيجابية في المباريات الثلاث المتبقية له، التي تبدو أشبه بثلاث نهائيات بكل معنى الكلمة.
زيارة بيرغامو ومواجهة أتالانتا (ثالث الترتيب) ستكون المهمة الأصعب في الجولة المقبلة، بينما ستشكل مباراة في ميدانه أمام ميلان في الجولة 37 ملحمة حقيقية قد تضع قدماً له في دوري الأبطال وبعدها سيكون على الفريق أن يثبت موقعه في الجولة الأخيرة والحاسمة عندما يلتقي تورينو خارج قواعده.
رانييري يدافع عن أسلوبه
حسب موقع أوبتا المتخصص بإحصائيات وأرقام كرة القدم فإن روما هو الفريق الأكثر فوزاً بنتيجة (1-0) هذا الموسم في الدوري الإيطالي؛ إذ تكرر الأمر تسع مرات، من بينها ثماني مرات مع رانييري الذي دافع عن نفسه في المؤتمر الصحفي الأخير الذي أعقب الفوز على فيورنتينا مشيراً إلى أن تسجيل الأهداف لا يزيد من عدد النقاط الممنوحة بالنسبة للانتصارات، وبأنه سعيد بالمجهود الذي يبذله اللاعبون في كل مباراة.
روما لم يسجل أكثر من هدف واحد في كل من مبارياته الثمانية الأخيرة، التي شهدت تعادله مع اليوفي ولاتسيو (1-1) وفوزه على كل من إمبولي، كالياري، ليتشي، فيرونا، الإنتر وفيورنتينا بنتيجة (1-0)، حيث تعود المرة الأخيرة التي سجل فيها أكثر من هدف واحد إلى الجولة السابعة والعشرين عندما فاز على كومو (2-1).
وإذا ما نجح روما في تحقيق الانتصار بأي نتيجة كانت في مبارياته المقبلة فإنه سيستحق لقب السلحفاة التي سبقت أرانب الكالتشيو.