رغم ملامحه الهادئة وتصريحاته المتزنة، يبدو أن المدرب تشابي ألونسو يتبع أسلوبًا بالغ الذكاء وربما المكر، في تعامله مع النجم البرازيلي رودريغو غوس، الذي يعيش واحدة من أسوأ فتراته الكروية مع ريال مدريد.
ألونسو، الذي يحرص دومًا على إطلاق تصريحات إيجابية عن قدرة الدولي البرازيلي على استعادة مستواه، لا يمنح اللاعب في الواقع أي فرصة حقيقية داخل الملعب، ما يثير التساؤلات حول نواياه الحقيقية من تلك الكلمات الرنانة.
في الوقت الذي يثني فيه علنًا على موهبة البرازيلي، لا يتردد في استبعاده من التشكيلة الأساسية بشكل متكرر، وكأن كلامه مجرد واجهة لتغطية قراراته الصادمة، حيث بات رودريغو اليوم لاعبًا منبوذًا لا أحد يعتمد عليه.
في آخر ثلاث مباريات بكأس العالم للأندية 2025، لم يحظ اللاعب سوى بـ23 دقيقة من اللعب، ولم يبدأ أي مباراة أساسيًّا، بل جلس على مقاعد البدلاء، يتابع زملاءه وهم يخوضون المواجهات الحاسمة.
تصريحات تشابي ألونسو بدت كأنها فخ ناعم، يمنح اللاعب أملًا كاذبًا، بينما يتم دفنه تدريجيًّا على مقاعد الاحتياط، لكن بدورها الصحافة الإسبانية لم تكن رحيمة، إذ أكدت أن البرازيلي خرج تمامًا من حسابات مدرب ريال مدريد.
ماركا تفجرها: مستقبل رودريغو في مهب الريح!
ماركا، الصحيفة المقربة من دوائر ريال مدريد، فجّرت المفاجأة الأكبر حين كشفت أن إدارة النادي الملكي مستعدة للتخلي عن رودريغو، في حال وصول عرض بقيمة 80 مليون يورو، في خطوة تؤكد أن ألونسو لم يكن صادقًا بشأن مستقبله.
ورغم هذا، لم يتلق اللاعب أي عرض رسمي حتى الآن، كما لم تظهر أي مؤشرات جدية من أندية كانت مهتمة به سابقًا، مثل أرسنال وتشيلسي وباريس سان جيرمان، وهو ما يزيد من تعقيد وضعه الحالي.
السبب؟ ربما يكمن في أن السعر المطلوب من ريال مدريد مرتفع جدًّا، أو أن الأندية بدأت تشكك في قيمة موهبة "السامبا" الفنية، خاصة بعدما فقد الكثير من بريقه خلال الموسم الأخير تحت قيادة ألونسو.
ويظل أرسنال أبرز المهتمين بخدمات اللاعب، لكنه لم يتحرك رسميًّا بعد، فيما تبقى الإدارة تراقب الوضع، لكنها لم تقتنع بعد بما يكفي لفتح مفاوضات جادة، ما يضع الدولي البرازيلي في موقف لا يحسد عليه.
أرقام رودريغو المذهلة لا تنقذه من التهميش في ريال مدريد
ورغم أن رودريغو يملك سجلًّا جيدًا مع الريال، بـ68 هدفًا و51 تمريرة حاسمة، إلى جانب 13 لقبًا كبيرًا، إلا أن اللعب خارج مركزه المفضل قلّل من فعاليته، خاصة مع وجود فينيسيوس جونيور على الجهة اليسرى.
ألونسو، بنظر البعض، يستخدم التكتيك النفسي للتخلص من اللاعب تدريجيًّا من دون الدخول في صدام مباشر، ما يسمح للإدارة بتمرير قرار بيعه من دون ضجيج جماهيري، خاصة أن المدرب يظهر دومًا بصورة الدبلوماسي المتزن.
لكن هذا التكتيك لا ينطلي على من يتابع المشهد عن قرب. نجم ريال مدريد يقصى تدريجيًّا، بطريقة هادئة لكنها فعّالة، وقد لا يجد لنفسه مكانًا في التشكيلة مجددًا، لا أساسيًّا ولا حتى كبديل.
فخ تشابي ألونسو.. هل الدوري الإنجليزي هو طوق النجاة؟
وفي ظل هذا التهميش المدروس، بدأت قيمة اللاعب السوقية تتراجع، ومعها فرص انتقاله إلى نادٍ يمنحه الثقة والفرصة لاستعادة مستواه، سواء في الدوري الإنجليزي أو أي دوري آخر.
المؤكد أن رودريغو بحاجة إلى الخروج من هذا المأزق، وإيجاد فريق يمنحه مركزه المفضل وثقة كاملة، من دون وعود زائفة أو ابتسامات دبلوماسية لا تترجم على أرض الملعب.
الأسئلة تتكاثر: هل يكون الدوري الإنجليزي مخرجًا لرودريغو؟ أم سيبقى عالقًا في خدعة تشابي ألونسو التي تبدو ناعمة من الخارج.. لكنها تقتل مستقبله بهدوء من الداخل؟