أثار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضجة كبيرة وحالة من الجدل بين الجماهير والأندية، بسبب النظام الجديد لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الذي اعتمد رسميًّا بدءًا من نسخة موسم 2024-25، لكن يبدو أن الأرقام وقفت في صف UEFA ضد معارضيه.
وتوج باريس سان جيرمان الفرنسي باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعد سلسلة من النتائج الإيجابية والمستويات القوية تحت إمرة مدربه الإسباني لويس إنريكي، بفوزه في النهائي على إنتر ميلان بخماسية من دون رد، في ملعب أليانز أرينا معقل بايرن ميونخ الألماني.
ويترقب عشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم، ما ستفسر عنه مراسم قرعة مرحلة الدوري من دوري أبطال أوروبا المقرر إقامتها يوم الخميس 28 أغسطس/ آب الحالي، ليتعرف كل فريق على هوية منافسيه في الدور الأول.
ما نظام دوري أبطال أوروبا 2025-26؟
على غرار الموسم الماضي، يشارك 36 فريقًا من مختلف أنحاء القارة العجوز في نسخة البطولة الجديدة، بدلًا من 32 ناديًا كما جرت العادة على مدار عدة سنوات مضت حتى 2023-24.
ويخوض كل ناد في مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا 8 مباريات أمام 8 فرق مختلفة، بواقع 4 على ملعبه و4 خارج الديار، بدلًا من 6 لقاءات بنظام المجموعات الملغى من طرف الاتحاد القاري للعبة.
وتمنع قواعد المسابقة وقوع فريقين من نفس البلد في مواجهة مبكرًا خلال مرحلة الدوري، وبالتالي لن نشاهد مثلًا كلاسيكو الأرض بين قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد، وهكذا.
وتتأهل أول 8 فرق في الترتيب النهائي مباشرة إلى ثمن النهائي، بينما تلعب الأندية بين المركزين التاسع والـ24 وجهًا لوجه بنظام الذهاب والإياب، وفق نتائج قرعة أخرى تقام لاحقًا، ليتأهل 8 منها إلى دور الـ16، وبعدها تستكمل البطولة بالنظام المعتاد وصولًا إلى النهائي.
كيف نجح نظام دوري أبطال أوروبا الجديد؟
بحسب تقرير عبر موقع شبكة (أوبتا) للأرقام والإحصائيات، شهد الموسم الماضي إقامة 144 مباراة بين 36 فريقًا خلال مرحلة الدوري على مدار 4 أشهر كاملة، وكانت المحصلة نتائج مذهلة وغزارة تهديفية كبيرة بأرقام قياسية.
في الجولة الأخيرة تحديدًا، أقيمت 18 مباراة في نفس التوقيت، وسجلت خلالها 64 هدفًا كثاني أعلى رقم خلال يوم واحد في تاريخ البطولة الأوروبية (بعد 66 هدفًا في 16 سبتمبر/ أيلول 1970).
وبالإشارة إلى الغزارة التهديفية، حسمت 42 مباراة كاملة بفارق 3 أهداف أو أكثر خلال المرحلة الأولى من المسابقة، وهو رقم يفوق أي دور مجموعات بالنظام القديم.
علاوة على ذلك، فإن معدل الانتصارات بأكثر من 3 أهداف بلغ فوز واحد لكل 3.4 مباراة تقريبًا، وهو الأعلى مطلقًا منذ تطبيق نظام مرحلة المجموعات في موسم 2003-04 وحتى كتابة هذه السطور.
ومن المؤشرات التي تعكس قوة المباريات بمرحلة الدوري، ندرة حالات التعادل التي سجلت حضورًا في 18 مباراة فقط من إجمالي 144 لقاء، وهي أقل نسبة في أي دور مجموعات بالمسابقات الأوروبية على الإطلاق منذ موسم 2000-01.
مواجهات متنوعة ونهائيات مبكرة
ضمن النظام الجديد للبطولة تنظيم عدد كبير من المباريات لفريقين التقيا وجهًا لوجه لأول مرة في تاريخ دوري أبطال أوروبا، لتخلق مزيدًا من الفرص للاحتكاك بمدارس مختلفة في القارة البيضاء.
وبحسب أوبتا، كانت 98 من أصل 144 مباراة بنسبة ضخمة بلغت 68%، بمثابة لقاءات تحدث لأول مرة في تاريخ دوري الأبطال، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 71 فقط (45.2%) الذي سجل على مدار موسم 1999-2000 بالكامل، وليس في الدور الأول فقط.
وبخلاف التنوع، أسفرت القرعة وقتها أيضًا عن مباريات نهائية مبكرة لم تخل أبدًا من الإثارة والغزارة التهديفية، منها بين ميلان الإيطالي ضد ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، كما التقى الأخيران وجهًا لوجه، بينما لعب بايرن ميونخ الألماني مع باريس سان جيرمان وبرشلونة الإسباني وأكثر من ذلك.
وبالطبع لم تخل قائمة الفرق المتأهلة مباشرة إلى دور الـ16 من المفاجآت، وحجزت أندية لا تملك إرثًا كرويًّا كبيرًا مثل ليل الفرنسي بطاقة العبور على حساب أندية عملاقة، ومنها ريال مدريد وميلان وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، وحتى مانشستر سيتي الذي كان على وشك الخروج المبكر.