رافينيا.. من مشرد نجا من المخدرات إلى قمة المجد في برشلونة!

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 13 يوليو 2025

في عالم كرة القدم، كثيرون بدؤوا من الصفر، وتسلقوا الدرجات بصبر وتدرجوا؛ لكن قلة فقط خاضوا صراعاً مع الواقع بكل ثقله، وتحدوا بيئات قاسية تهدم أكثر مما تبني؛ ومن بين هؤلاء، يبرز رافينيا دياز، الجناح البرازيلي الذي خرج من أزقة "ريستينغا" في بورتو أليغري، محاطا بالفقر والمخدرات والفرص الخادعة، ليسلك طريقاً مختلفاً.. طريق النجاة.

لم يكن رافينيا مجرد شاب فقير عاش في بيئة صعبة، بل طفل اضطر أحياناً إلى طلب الطعام من الغرباء بعد التمرين، ومراهق شاهد أصدقاء موهوبين.. الطريق الذي يبدأ بمخدرات رخيصة وينتهي خلف القضبان أو في صفحات النعي؛ لكن ما يميز قصة جناح برشلونة أنه رفض أن يكون ضحية، وتمسك بحلمه، حتى في أصعب لحظات التيه، حين كانت الوجبة حلماً، والحذاء الرياضي رفاهية.

اليوم، وبينما يهتف جمهور برشلونة باسمه، قد لا يتخيل كثيرون أن هذا اللاعب البرازيلي الذي يقدم كرة قدم أنيقة وسلسة، عاش في يوم ما ظروفاً كانت كافية لإبعاده عن مسار الاحتراف، لم تكن رحلته إلى برشلونة مجرد صفقة كبرى، بل نتيجة لسنوات طويلة من التحدي في بيئة قاسية، ورغبة في البحث عن فرصة حقيقية في كرة القدم.

النشأة في ريستينغا.. حي الفقر والخطر

ولد رافينيا في حي ريستينغا بمدينة بورتو أليغري، أحد أشد المناطق فقراً وخطورةً في جنوب البرازيل، حيث تنتشر الجريمة وتجارة المخدرات؛ وفي تلك البيئة القاسية، لم تكن كرة القدم مجرد شغف، بل وسيلة للهروب من واقع خانق، إذ كان يشاهد أصدقاءه ممن يملكون مواهب تفوقه وهم ينزلقون نحو الطرق السهلة للمال، ويدفعون الثمن غالياً، إمّا خلف القضبان أو في غياهب النسيان.

كتب رافينيا عن تلك الفترة قائلاً: "أنا من ريستينغا.. من حي مليء بالمخدرات والفرص المضللة، رأيت أصدقاء ضاعوا رغم أنهم كانوا أفضل مني بكثير"، وكان الطفل الصغير يرى أمامه نموذجين.. إمّا أن يكون "ضحية"، أو أن يصير "استثناء"؛ وفي كل مرة شاهد فيها أمه تكافح، وأباه يعمل بلا كلل لتوفير الحد الأدنى، كان القرار يترسخ في داخله: "لن أسلك هذا الطريق، مهما كان مغرياً". 

طفولة مشردة.. والتسول من أجل الطعام

بين سن 12 و14، كان رافينيا يخرج من التدريبات منهكاً وينهشه الجوع، فيلجأ أحياناً إلى المارة طالباً وجبة يسد بها رمقه حتى يعود إلى البيت؛ لم يكن ذلك ناتجاً عن فقر مدقع في بيته، كما أكد، بل عن حاجة لحظية بعد المران، وبعض الناس كانوا يعينونه، وآخرون أساؤوا إليه؛ ولم يكن يملك سوى الانتظار بصمت حتى وصول الحافلة التي تقله إلى منزله.

ولم يخجل نجم ليدز يونايتد السابق من ماضيه، وروى تفاصيله قائلاً: "لن أقول إنني عشت جائعاً طوال الوقت، لكنني تسوّلت فعلاً. كنت أقف بعد التمرين أطلب من الناس أن يشتروا لي وجبة أو شطيرة. بعضهم كان يساعدني، وآخرون كانوا ينعتونني بالمتسول".

رغم صعوبة البيئة المحيطة به، يؤكد رافينيا أن عائلته كانت السند الأكبر في حياته. قال بوضوح إنهم السبب في التزامه بالدراسة، ورفضه الانجراف نحو "الفرص السهلة" المنتشرة في حيه؛ وأضاف: "أنا اليوم هنا بسبب عائلتي. هم من جعلوني أتمسك بطريقي".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

لم يكن البرازيلي نجماً كبيراً في بلاده قبل أن يشق طريقه إلى أوروبا، حيث بدأ مع فيتوريا غيماريش في البرتغال، ثم سبورتينغ لشبونة، وبعدها انتقل إلى رين الفرنسي؛ لكن انطلاقته الحقيقية جاءت عندما انضم إلى ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي، حيث تألق تحت قيادة المدرب مارسيلو بيلسا، وأثبت نفسه سريعاً كأحد أبرز أجنحة الفريق بفضل سرعته ومهاراته.

في ملعب "إيلاند رود"، أظهر رافينيا الوجه الآخر لشخصيته؛ جناحاً مرعباً، سريعاً، مهارياً ويعرف متى يراوغ، ومتى يمرر، ومتى يسدد. لكن خلف تلك المهارات، كان هناك قلب خارق، لاعب يلعب كل مباراة وكأنها الأخيرة.

رافينيا يحصد نتاج رحلته الشاقة في برشلونة

في صيف 2022، وبعد تألقه مع ليدز يونايتد، تلقى الجناح البرازيلي عدة عروض من أندية أوروبية؛ لكنه كان حاسماً في رغبته: الانتقال إلى برشلونة، وقال: "أردت اللعب هنا لأن أبطالي لعبوا هنا، رونالدينيو كان أحدهم، وكنت أحلم بارتداء هذا القميص".

في 13 يوليو/ تموز 2022، أعلن برشلونة ضم النجم البرازيلي من ليدز يونايتد مقابل 48 مليون يورو، إضافة إلى 12 مليون كمتغيرات، ارتدى القميص رقم 22 في موسمه الأول تحت قيادة تشافي، وسط آمال كبيرة من الجماهير، لكنه لم يلبِ التوقعات تماماً، فاكتفى بـ10 أهداف و12 تمريرة حاسمة في 50 مباراة، دون أن يثبت نفسه كنجم أول.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

في موسمه الثاني، حافظ على أرقامه دون تغيير يُذكر، مسجلاً 10 أهداف وصانعاً 13 في 37 مباراة؛ لكن تراجع دقائق اللعب وتذبذب أداء الفريق حرماه من البروز كنجم أول؛ غير أن الموسم الثالث كان نقطة التحول الحاسمة، إذ انفجر تحت قيادة هانز فليك، وقاد برشلونة لإسقاط عمالقة أوروبا، مسجلاً 34 هدفاً وصانعاً 25 في 57 مباراة، بينها 13 في دوري الأبطال، ليؤكد أنه أصبح من نخبة الأجنحة في القارة.

أرقام رافينيا في موسم 2024-25

البطولة المباريات الأهداف التمريرات الحاسمة الدقائق
الدوري الإسباني 36 18 11 2.845
كأس ملك إسبانيا 5 1 4 423
كأس السوبر الإسباني 2 2 1 169
دوري أبطال أوروبا 14 13 9 1.224
الإجمالي 57 34 25 4.661

 

من لاعب واعد إلى نجم عالمي.. القيمة السوقية تحكي قصة الصعود

منذ انتقاله إلى برشلونة في صيف 2022، بدأت القيمة التسويقية لرافينيا بالتصاعد تدريجياً، من 45 مليون يورو إلى 50، ثم 60 مليون في منتصف 2023، حيث دخل قائمة أغلى 20 لاعباً في العالم، وكان ثالث أغلى لاعب في برشلونة وثاني أغلى برازيلي بعد فينيسيوس.

ورغم تراجعها لاحقاً إلى 50 مليون بسبب تذبذب الأداء، عاد المنحنى للارتفاع مع بداية الموسم الثالث، قبل أن يقفز بقوة بعد تألقه الكبير تحت قيادة فليك، لتبلغ 90 مليون يورو، أعلى قيمة في مسيرته، ويثبت مكانته بين نخبة أجنحة أوروبا.

تطور القيمة التسويقية لرافينيا

التاريخ القيمة السوقية
سبتمبر 2022 50 مليوناً
ديسمبر 2023 50 مليوناً
أكتوبر 2024 60 مليوناً
ديسمبر 2024 80 مليوناً
يونيو 2025 90 مليوناً

 

Image
الجناح البرازيلي رافينيا دياز نجم هجوم فريق برشلونة الإسباني (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Source
Countries
Show in tags
Off
Caption
الجناح البرازيلي رافينيا دياز نجم هجوم فريق برشلونة الإسباني (Getty)
Show Video
Off