ذكرى القرار الأسوأ في مسيرة كريستيانو رونالدو

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 10 يوليو 2025

سيظل تاريخ 10 يوليو/ تموز 2018 محفورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم، ليس لأنه شهد صفقة كبرى أو انتقالًا صاخبًا فحسب، بل لأنه شكل نقطة فاصلة في مسيرة أحد أعظم من لمس الكرة في التاريخ، كريستيانو رونالدو الذي رحل في مثل هذا اليوم عن ريال مدريد، النادي الذي صنع معه المجد وكتب معه الفصول الأجمل في مسيرته.

اختار كريستيانو رونالدو وقتها أن يُغادر النادي الملكي وهو في قمة نضجه الفني والبدني، ولم يكن القرار ناتجًا عن تراجع في المستوى أو انتهاء مرحلة، بل جاء بعد تتويجه بثالث لقب على التوالي في دوري أبطال أوروبا.

مُنذ تلك اللحظة، بدأ فصل جديد من مسيرة كريستيانو؛ لكنه لم يكن مشرقًا كما توقع الكثيرون، صحيح أن النجم البرتغالي حافظ على أرقامه التهديفية المرتفعة، وواصل تسجيل الأهداف بغزارة في يوفنتوس ومانشستر يونايتد ثم النصر السعودي، لكن الصورة الأشمل كانت مختلفة؛ فالإنجازات الجماعية الكبرى غابت، والجوائز الفردية ابتعدت، والهالة التي كانت تحيط به في الليالي الأوروبية تلاشت تدريجيًا.

ولم تكن المقارنة مع ماضيه المدريدي وحدها كافية لتوضيح حجم التراجع، بل ازدادت الصورة قسوة مع استمرار تألق ليونيل ميسي، غريمه التاريخي، الذي حصد ألقابًا عالمية وقارية بعد 2018، وتُوّج بالكرة الذهبية 3 مرات منذ رحيل رونالدو عن ريال مدريد.

فصول المجد المدريدي

قبل الحديث عن فترة "ما بعد الرحيل"، لا بد أن نسترجع "ما قبل الرحيل"، بين 2009 و2018، لعب كريستيانو رونالدو 438 مباراة مع ريال مدريد، سجل خلالها 450 هدفًا، وتُوج مع الفريق بـ15 لقبًا، بينها 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، منها ثلاثية تاريخية متتالية بقيادة زيدان.

فرديًا، تُوج كريستيانو رونالدو خلال تلك الفترة بـ4 كرات ذهبية، و3 جوائز "ذا بيست" من فيفا، إلى جانب حضوره المتكرر في التشكيلة المثالية للاتحاد الدولي، وعلاوة على ذلك، كان رمزًا لهيمنة النادي الملكي في أوروبا؛ إذ كان رجل الليالي الكبرى، وخصمًا لا يرحم في المواعيد الحاسمة.

  • ماذا حقق كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد؟

# التفاصيل
المدة 2009 – 2018 (9 مواسم)
عدد المباريات
438 مباراة
عدد الأهداف
450 هدفًا (الهداف التاريخي للنادي)
التمريرات الحاسمة 131 تمريرة
دوري أبطال أوروبا
4 مرات (2014، 2016، 2017، 2018)
الدوري الإسباني (لا ليغا) مرتان (2011–12، 2016–17)
كأس ملك إسبانيا مرتان (2010–11، 2013–14)
كأس السوبر الإسباني مرتان (2012، 2017)
كأس العالم للأندية 3 مرات (2014، 2016، 2017)
كأس السوبر الأوروبي 3 مرات (2014، 2016، 2017)
الكرة الذهبية 4 مرات في أثناء وجوده في مدريد (2013، 2014، 2016، 2017)
أفضل لاعب في العالم (The Best) 3 مرات (2016، 2017، 2018)
هداف دوري أبطال أوروبا 6 مرات مع ريال مدريد
أكثر من سجل في موسم واحد 61 هدفًا في موسم 2014–15
الهداف التاريخي لدوري الأبطال 105 أهداف مع ريال مدريد (من أصل 140 هدفًا إجمالًا في البطولة)

 

متى رحل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد؟

رحل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد رسميًا في 10 يوليو 2018، بعد تسع سنوات قضاها داخل جدران النادي الملكي؛ الإعلان عن انتقاله إلى يوفنتوس جاء عقب أسابيع قليلة من تتويج ريال مدريد بلقبه الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي لعب فيها رونالدو دور البطل الأول، سواء بالأرقام أو الحضور الذهني.

        View this post on Instagram                      

A post shared by winwin (@winwinallsports)

وكانت تلك اللحظة صادمة لعشاق "الميرينغي" وكرة القدم عمومًا، إذ غادر النجم البرتغالي النادي الملكي وهو في قمة المجد، بعدما تحول إلى الهداف التاريخي للنادي، وترك خلفه إرثًا يصعب تكراره.

ما سبب رحيل رونالدو عن ريال مدريد؟

السبب الحقيقي وراء رحيل كريستيانو رونالدو ظل محل جدل واسع، لكن أغلب المصادر المقربة من النادي أكدت أن السبب هو سوء العلاقة بينه وبين رئيس ريال مدريد، وخرج رونالدو بنفسه في 29 أكتوبر/ تشرين الأول في تصريحات أبرزتها صحيفة "آس" الإسبانية، وقال: " كنت أشعر في داخل النادي، لا سيما من جانب الرئيس، بأنني لا أحظى بالتقدير نفسه كما في البداية، في الأعوام الأربعة أو الخمسة الأولى، كنت أشعر بأنني كريستيانو رونالدو، بعد ذلك، بات التقدير أقل، وكانت نظرة الرئيس تظهر أنني لم أعد لاعباً لا غنى عنه، وهو ما دفعني للتفكير بالرحيل".

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.
كريستيانو رونالدو وفلورنتينو بيريز

ورغم وضوح الرسالة في تلك التصريحات، فإن نبرة رونالدو بدت مختلفة في 4 فبراير/ شباط 2025، حين تحدّث عن كواليس الرحيل بلهجة أكثر اختصارًا ووضوحًا، وقال في تصريحات نقلتها شبكة "Madrid Universal": "أخبرت فلورنتينو أنني سأرحل، ووافق على ذلك. لقد كانت قصة طويلة". وأضاف: "بعد بضعة أيام من الاتفاق على رحيلي، حاول بيريز التراجع والاستمرار، لكن لم يكن هناك مجال للعودة لأنني كنت قد أعطيت كلمتي ليوفنتوس".

من مدريد إلى تورينو.. بداية التراجع

في صيف 2018، قرر رونالدو مغادرة ريال مدريد إلى يوفنتوس مقابل 117 مليون يورو، الصفقة بدت في ظاهرها منطقية: تحدٍ جديد، فريق يهيمن محليًا ويطمح إلى استعادة المجد الأوروبي، دوري مختلف، وطموحات لا تنتهي.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

لكن الواقع كان مختلفًا. فخلال ثلاثة مواسم مع "السيدة العجوز"، لم يستطع كريستيانو رونالدو أن يقود يوفنتوس لتخطي حاجز ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا. صحيح أنه سجل 101 هدف في 134 مباراة، لكنه فشل في قيادة الفريق للذهاب بعيدًا في أوروبا كما فعل في مدريد.

على صعيد البطولات، اكتفى بثلاثة ألقاب محلية (دوري، كأس، وسوبر)، لكن الغصة الكبرى كانت الخروج المتكرر من دوري الأبطال أمام فرق مثل أياكس وليون وبورتو. أما الجوائز الفردية، فلم يقترب من الكرة الذهبية، ولا دخل في منافسة جادة على "ذا بيست"، وهو أمر لم يكن مألوفًا لرونالدو قبل ذلك.

العودة إلى مانشستر.. لم تكن كما يحلم

في صيف 2021، عاد كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد وسط ضجة إعلامية وجماهيرية هائلة، الافتتاح كان واعدًا: سجل هدفين في أول مباراة، ثم تصدر قائمة هدافي الفريق في الموسم الأول بـ24 هدفًا.

لكن الأرقام الفردية لم تُترجم إلى نجاح جماعي، اليونايتد خرج مبكرًا من دوري الأبطال، لم يتوج بأي بطولة، وتراجع في الدوري الإنجليزي، ثم بدأت الخلافات تظهر، ليصل المشهد إلى ذروته في نهاية 2022، حين فسخ النادي عقده بعد مقابلة نارية مع الصحفي بيرس مورغان هاجم فيها الإدارة والمدرب السابق إريك تين هاغ. 

النصر السعودي.. تألق فردي وغياب جماعي

في يناير/ كانون الثاني 2023، بدأ فصل جديد في حكاية رونالدو، حين انضم إلى نادي النصر السعودي في صفقة ضخمة قدرت بأكثر من 200 مليون يورو سنويًا، صحيح أن الدون واصل تسجيل الأهداف بمعدلات مرتفعة (سجل أكثر من 90 هدفًا مع النصر خلال 3 مواسم)، لكن الإنجازات الجماعية غابت مرة أخرى.

لم ينجح كريستيانو رونالدو في قيادة النصر للفوز بدوري روشن، ولا دوري أبطال آسيا، واكتفى بلقب كأس العرب للأندية الأبطال في صيف 2023. وحتى هذا الإنجاز جاء بصعوبة أمام الهلال في النهائي، وعلى الصعيد القاري، لم يحقق أي لقب كبير مع النصر، رغم كثافة التعاقدات العالمية.

صراع ميسي ورونالدو بعد 2018.. الفجوة تتسع

من الصعب تحليل مسيرة كريستيانو رونالدو بعد رحيله عن ريال مدريد دون مقارنتها مباشرة بمسيرة غريمه الأبدي ليونيل ميسي، الذي استمر في حصد البطولات والجوائز الفردية في السنوات ذاتها، فبينما خاض رونالدو 3 تجارب مختلفة في إيطاليا وإنجلترا والسعودية، كان ميسي يثبت أن رحيله عن برشلونة لم يكن نهاية، بل بداية فصل جديد في تفوقه التاريخي.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

على الصعيد الفردي، منذ صيف 2018 وحتى منتصف 2025، تُوّج ميسي بـ3 كرات ذهبية أعوام 2019 و2021 و2023، كما نال جائزة "ذا بيست" من فيفا في السنوات نفسها، بينما لم يتمكن رونالدو من العودة إلى منصات الجوائز العالمية الكبرى خلال تلك الفترة. أما في تشكيلة العام من فيفا "FIFPro"، فقد ظهر ميسي فيها 5 مرات، مقابل 3 مرات فقط لرونالدو.

لكن الفارق الأبرز ظهر على المستوى الجماعي، حيث حقق ميسي إنجازات تاريخية مع منتخب الأرجنتين، إذ توجه معه بـكوبا أمريكا 2021 ثم كأس العالم 2022 في قطر، ليكسر كل الشكوك، ورغم أن كريستيانو نجح أخيرًا في إضافة بطولة قارية جديدة إلى خزائنه بقيادته البرتغال للفوز بـدوري الأمم الأوروبية 2024-25، إلا أن غيابه عن المراحل الحاسمة في البطولات الكبرى الأخرى، سواء مع الأندية أو المنتخب، أبقى الكفة راجحة لصالح ميسي عند عقد المقارنات الكبرى.

هل كان الرحيل عن ريال مدريد خطأ إستراتيجيًا؟

حين خرج كريستيانو رونالدو من ريال مدريد، كان عمره 33 عامًا، لكنه كان لا يزال في قمة مستواه، رحيله فتح الباب أمام شكوك عديدة حول السبب الحقيقي.. هل كان الخلاف مع بيريز؟ أم رغبة في تحدٍ جديد؟ أم أنه شعر بأنه حقق كل شيء في مدريد؟

لكن السنوات أثبتت أن الرحيل كان خطأ إستراتيجيًا، إذ واصل ريال مدريد التتويج بدوري الأبطال (2022 و2024)، واستمر في بناء فريق جديد بدماء شابة، بينما ظل رونالدو يتنقل من فشل أوروبي إلى آخر.

حتى على صعيد صورته الذهنية، بدأ العالم ينظر إليه كنجم "ما بعد الذروة"، فيما صعدت أسماء جديدة إلى المشهد، مثل كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند، وغيرهم من النجوم المتألقة في أوروبا في الوقت الراهن.

Image
أرشيفية- كريستيانو رونالدو بقميص ريال مدريد (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Source
Show in tags
Off
Caption
أرشيفية- كريستيانو رونالدو بقميص ريال مدريد (Getty)
Show Video
Off
Notification text
🚨ذكرى القرار الأسوأ في مسيرة كريستيانو رونالدو