توقُّف لاعبي كرة القدم المحترفين عن اللعب أو ما يسمى بالاعتزال، هاجس مزعج بالنسبة لعشرات الآلاف من اللاعبين في العالم، وباستثناء نخبة من النجوم الذين أمنوا مستقبلهم بفضل ما حققوه من دخلٍ وأرباح هائلة خلال مسيرتهم الكروية، فإن عددا كبيرا من اللاعبين المحترفين يواجهون مصيرا غامضا، وهم على مشارف الاعتزال.
ووفق استطلاع أجرته جامعة بروكسل بعنوان "احذروا الفجوة"، فإن 67% من اللاعبين المحترفين يواجهون مصيرا مجهولا، ولا يعرفون وجهتهم المقبلة وماذا سيفعلون بعد الاعتزال. واعتمدت الجامعة على شريحة تتكون من 282 لاعب كرة قدم من 33 دولة للوصول إلى هذه النتيجة "المخيفة".
ويرى جوناس باير هوفمان الذي أجرى هذه الدراسة، أن 49% من اللاعبين لديهم فكرة ضبابية عن مستقبلهم بعد الاعتزال، فيما تشكل نسبة اللاعبين الواثقين من مستقبلهم نسبة ضئيلة قدرت بـ 18% فقط.
دراسة جوناس هوفمان تدق ناقوس الخطر في عالم صناعة كرة القدم
وكشفت الدراسة عن أن حوالي 70% من اللاعبين تلقوا مساعدة من اتحاداتهم الأهلية من أجل التخطيط لما بعد الاعتزال وإيجاد مهنة تؤمن مستقبلهم، وأسهمت الأندية أيضا (بنسبة 21%) وتقدم مساعدة كبيرة للاعبيها المعتزلين لرد جزء من الجميل لما قدموه لها طوال مشوارهم الرياضي، في حين بلغت نسبة إسهام المؤسسات التعليمية في مساعدة هؤلاء اللاعبين على إيجاد عمل بعد الاعتزال في الوسط الكروي 19%.
الإيفواري بوبي أندرسون نجم الوداد المغربي وملقا الإسباني سابقا ظهر بحالة مزرية في شوارع باريس
ووصف هوفمان هذه الأرقام بأنها تشكل جرس إنذار لصناعة كرة القدم في عصرنا الحالي، قائلا إن هؤلاء اللاعبين في موقف الضحية بعد التضحيات الكبيرة التي قدموها منذ طفولتهم وحتى بلوغهم 18 عاما، كما أن متطلبات الاحتراف في لعبة كرة القدم التي أصبحت صناعة، جعلتهم يقدمون تضحيات أخرى، ومن ثم فإن الاهتمام برفاهيتهم مع أطفالهم وعائلاتهم بعد الاعتزال أمر ضروري.
وأشارت الدراسة إلى أن بعض البلدان، على غرار أستراليا والدنمارك وإنجلترا، تطبق اتفاقيات جماعية بين اتحادات أهلية ودوريات محلية واتحادات اللاعبين، يتم من خلالها تخصيص نسبة مئوية من إيرادات اللعبة للنقابات بغرض تطوير اللاعبين ودعمهم، والسهر على تأمين مستقبلهم بعد إعلان اعتزالهم اللعبة.
وتعد الدول الاسكندنافية رائدة في هذا المجال، ولديها أكثر من تجربة ناجحة من خلال الصناديق التي فتحتها الأندية والاتحادات الأهلية، والتي استفاد منها عدد من اللاعبين المعتزلين ممن واجهوا مستقبلا غامضا لأسباب متعددة.
وفي المقابل فإن دولا أخرى لا تقدم المساعدة المطلوبة لهذه الشريحة من اللاعبين الذين يعيش بعضهم في حالة من الضيق المادي، بعد انتهاء عمرهم الافتراضي في عالم احتراف لعبة كرة القدم.