في خضمّ صيف ساخن يضج بالأخبار الانتقالية، سطع نجم اللاعب التونسي الشاب، خليل العياري الذي خطف الأنظار ليس فقط داخل حدود الوطن، بل تجاوزها نحو عاصمة الأنوار باريس.
وبات خليل العياري جناح الملعب التونسي، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الاحتراف الأوروبي عبر بوابة باريس سان جيرمان، ولكن بشرط واحد فقط.
رسالة من باريس.. وخطوة أولى لاختبار الذات
قبل أيام، تلقّى خليل العياري (20 عامًا) دعوة رسمية من نادي باريس سان جيرمان، لكن ليس من الفريق الأول، بل من الفريق الرديف (تحت 23 عامًا). دعوة لا تمنح عقدًا، بل تفتح باب اختبار قاسٍ يدخله اللاعبون من الباب الضيّق، وينتظرون الخروج منه نحو الضوء.
في ظرف ستة أيام، خاض العياري تجربتين وديّتين، أبرز ما فيهما كانت المباراة التطبيقية الداخلية، التي ترك فيها بصمة واضحة، ثم لقاء رسمي أمام نادي لوهافر، والذي انتهى بفوز الأخير (2-1)، رغم التألق الفردي للنجم التونسي.
لقطات العياري لم تتأخر في الوصول إلى المنصات الاجتماعية التونسية، حيث تداول المشجعون فيديوهات مشاركته، من بينها تسديدة صاروخية تصدى لها حارس لوهافر بصعوبة، وحركت مشاعر الحالمين بأن يولد نجم تونسي جديد في أوروبا.
صعود هادئ ولكن ثابت
ابن مركز تكوين الشبان في الملعب التونسي لم يظهر فجأة، بل مرّ بتدرج منطقي. فبعد أن منحه المدرب ماهر الكنزاري فرصة اللعب في الفريق الأول، شارك في 17 مباراة خلال موسم 2024-2025، وسجّل هدفين، وكان رجل المباراة في أكثر من مناسبة، خصوصًا في نهائي كأس السوبر ضد الترجي، وهي مباراة لا تزال أصداؤها تدوي بسبب الجدل التحكيمي الذي رافقها.
السيناريو الأقرب.. باريس ولكن تحت سقف 23 عامًا
رغم الإشادة التي تلقاها من الطاقم الفني لباريس سان جيرمان، لا يبدو انتقاله إلى الفريق الأول واردًا في الوقت الراهن.
مصادر مقربة من اللاعب أكدت أن السيناريو الأقرب هو دعوة ثانية لمعسكر إضافي مع الفريق الرديف، وإذا واصل اللاعب تقديم نفس الأداء، فإنه سيوقّع أول عقد احترافي مع النادي الباريسي – ولكن مع فئة تحت 23 سنة.
الموهبة وحدها لا تكفي
تجربة خليل العياري مع باريس سان جيرمان تفتح باب التساؤل: هل تكفي الموهبة وحدها؟ بالتأكيد لا. في نادٍ بحجم باريس، لا بد من الانضباط، واللياقة الذهنية، والتطور المستمر. العياري يمتلك الأساس، ولكن الطريق لا يزال طويلًا.
عودة إلى باردو.. مؤقتًا؟
وفي انتظار القرار النهائي من باريس، سيكون العياري ضمن قائمة الملعب التونسي في الجولة الثانية من الدوري، أمام شبيبة القيروان يوم السبت القادم على ملعب باردو. قد تكون هذه واحدة من آخر مبارياته في الدوري المحلي، أو ربما بداية موسم جديد ينتظر أن يكتب فيه سطرًا أوروبيًا.
باريس يراقب.. وتونس تنتظر قرار خليل العياري
خليل العياري لا يزال في بداية الحكاية، ولكنها بداية تبشّر بكثير. لاعب تونسي جديد يضع قدمًا في أوروبا، ولكن القدم الثانية مرتبطة بالثبات والفرصة القادمة، فهل تكون باريس محطته الأولى في القارة العجوز؟ أم أن الانتظار سيطول قليلًا؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الجواب.