خطوة جديدة من برشلونة تضع تير شتيغن على أبواب الرحيل

بواسطة مجهول (لم يتم التحقق) , 7 يوليو 2025

عندما وصل فويتشيك تشيزني إلى برشلونة في منتصف موسم 2024-25، لم يكن أحد يتوقع أن يتحول إلى أحد أبرز مفاجآت الفريق، جاء البولندي من أجل سد الفراغ الذي خلفه غياب مارك أندريه تير شتيغن، الذي عانى من إصابة طويلة غيّبته عن معظم الموسم؛ لكن ما فعله الحارس البولندي لاحقًا قلب المعادلة رأسًا على عقب.

عاد الحارس البولندي من الاعتزال بشكل مفاجئ، في وقت كان برشلونة يعاني من غياب تير شتيغن بسبب الإصابة، إلا أنه لم يلعب على الفور بعد انضمامه، و لم يكن الخيار الأول في ظل اعتماد فليك على إيناكي بينيا لتعويض غياب تير شتيغن المصاب، لكن الأمور تغيّرت بعدما تأخر بينيا عن حضور المران في السوبر الإسباني بالسعودية، وهو ما دفع فليك لمنح الفرصة لتشيزني، الذي استغلها بأفضل شكل ممكن وبدأ منذ تلك اللحظة في ترسيخ مكانته داخل التشكيلة الأساسية.

لكن الحارس المخضرم لم يكتفِ بسد الفراغ، بل فاجأ الجميع بأداء مميز منذ أول ظهور له، واستطاع سريعًا أن يثبت نفسه كأحد الأعمدة الأساسية في التشكيلة، وسط إشادة كبيرة من الجماهير، رغم بعض التحفظ من الإعلام الإسباني الذي لم يتوقع أن يستمر الحارس بهذا المستوى.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

وأسهم فويتشيك بشكل واضح في تتويج البلوغرانا بلقب الدوري الإسباني، بعدما قدم مستويات مميزة وتصديات حاسمة في مباريات مفصلية، وخاض الحارس البولندي 22 مباراة دون خسارة منذ انضمامه، ما جعله يتحول من بديل طارئ إلى مرشح جاد ليكون الحارس الأول في الفريق.

ومع إعلان إدارة برشلونة رسميًا تجديد عقد تشيزني حتى صيف 2027، بعد التعاقد مع الحارس الشاب خوان غارسيا من إسبانيول، بات من الواضح أن مركز حراسة المرمى لم يعد محسومًا لصالح مارك أندريه تير شتيغن.

وهذه التحركات لا تبدو عشوائية أو روتينية، بل تعكس نية واضحة لإعادة ترتيب الأولويات في هذا المركز الحساس، وقد تكون بمثابة تمهيد فعلي لرحيل شتيغن، خاصة في ظل عودته من إصابة طويلة وتراجع أرقامه، إلى جانب الضغط المتزايد على إدارة النادي لتقليص الرواتب.

من الاعتزال إلى البطولة.. تشيزني يكتب فصلاً جديدًا

فوجئ الجميع حين أعلن برشلونة التعاقد مع فويتشيك تشيزني في أكتوبر/ تشرين الأول، بعد شهرين فقط من إعلان الحارس البولندي اعتزاله اللعب نهائيًا، وجاء القرار بعد إصابة مفاجئة لتير شتيغن، وقرار معاقبة إيناكي بينيا.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

تشيزني لم يكتفِ بملء الفراغ، بل قدّم مستويات استثنائية جعلته يتحوّل إلى أحد أبرز عناصر التشكيلة الأساسية، فقد خاض 30 مباراة، استقبل فيها 36 هدفًا، في حين كانت الأهداف المتوقعة عليه 31.1، أي أنه منع 1.1 هدفًا، كما حافظ على نظافة شباكه في 14 مباراة بنسبة بلغت 46.6%.

لم يعرف برشلونة طعم الخسارة خلال 22 مباراة متتالية مع تشيزني في حراسة المرمى، وكل هذه الأرقام عززت من وضع الحارس المخضرم داخل الفريق، وفرضت واقعًا جديدًا على الجهاز الفني بقيادة فليك.

"رقم 1 مهدد".. ماذا يعني بقاء تشيزني في برشلونة لشتيغن؟

عودة شتيغن من الإصابة لم تكن كافية لاستعادة مركزه، ففي أول مواجهة له بعد الغياب الطويل، جلس على مقاعد البدلاء أمام إنتر ميلان، رغم تأكيد جاهزيته الكاملة؛ وفضّل فليك استمرار البولندي في حماية المرمى، وهي رسالة مباشرة بأن القرار الفني لا يخضع للاعتبارات التاريخية أو مكانة اللاعب.

المنافسة لم تعد رمزية، بل واقعية، الحارس البولندي فرض نفسه بالأداء، ونجح في كسب ثقة فليك، والجماهير، وحتى الإدارة التي سارعت لتمديد عقده. أما شتيغن، فبات عليه أن يُثبت أحقيته مجددًا في مركزٍ اعتقد الجميع أنه مضمون له، خصوصًا أن التقييم الحالي يعتمد على الأرقام والجاهزية، لا على التاريخ.

وبينما يمضي حارس يوفنتوس السابق بثقة على هذا المسار، يجد مارك أندريه تير شتيغن نفسه مضطرًا إلى بدء كل شيء من جديد. الحارس الألماني الذي طالما اعتُبر قطعة أساسية في هوية الفريق، بات مطالبًا بإثبات أحقيته مجددًا، لا سيما أن لغة الأرقام لم تعد تُجامل أحدًا، وفليك –وهو مدرب عملي لا يتأثر كثيرًا بالعواطف– ألمح أكثر من مرة إلى أن الحارس الأفضل هو من سيلعب، وهي قاعدة لم يُجربها شتيغن في برشلونة منذ سنوات.

وتزداد المعادلة تعقيدًا، لا بسبب ضغط الأسماء الكبيرة فقط، بل بسبب دخول وجه شاب إلى المنافسة. خوان غارسيا، القادم من إسبانيول، لا يحمل فقط حمّى البدايات، بل يمتلك كذلك أرقامًا تدعم موقفه: أعلى نسبة تصديات بين الثلاثي، ومعدل أهداف متوقعة أقل بكثير مما استقبل فعليًا، وبين خبير قادم من الاعتزال، وقائد يحاول استعادة مكانته، وشاب ينتظر فرصته، تبدو المنافسة في عرين برشلونة مفتوحة على كل السيناريوهات الممكنة.

عقد شتيغن الطويل لا يضمن مركزه

وقّع تير شتيغن على عقد طويل الأمد مع برشلونة يمتد حتى صيف 2028، ما يعطي انطباعًا ظاهريًا بالثقة فيه، لكن الواقع مختلف. فتوقيع عقد طويل لا يعني ضمان اللعب، خاصة إذا تراجع المستوى أو ظهرت بدائل أكثر كفاءة وأقل تكلفة.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

شتيغن يعد من أعلى اللاعبين أجرًا في الفريق، حيث يتقاضى حوالي 11 مليون يورو سنويًا، ما يشكّل عبئًا ماليًا في ظل سياسة التقشف التي تنتهجها الإدارة بقيادة لابورتا وديكو. بقاء حارس مثل تشيزني، بأداء مميز وراتب أقل، يجعل المفاضلة منطقية من وجهة نظر رياضية ومالية.

هذا التحول في الحسابات قد يدفع برشلونة للنظر بجدية في مستقبل شتيغن، خصوصًا مع وجود الحارس الواعد خوان غارسيا، الذي انضم مؤخرًا من إسبانيول، ويُعتبر مشروعًا طويل الأمد لحراسة مرمى "البلوغرانا".

وضع تير شتيغن الحالي في برشلونة

رغم تاريخ شتيغن الطويل في برشلونة وتألقه في العديد من المواسم، إلا أن أرقامه هذا الموسم لا تدعمه. فقد شارك في 11 مباراة فقط قبل إصابته، استقبل خلالها 9 أهداف، في وقت كانت فيه الأهداف المتوقعة عليه 6.8، ما يمنحه مؤشرًا سلبيًا بلغ 2.06-.

نسبة تصدياته بلغت 64.5% فقط، وهي أقل من المعدل الذي قدمه تشيزني، وأقل بكثير من الحارس الشاب خوان غارسيا، الذي بلغت نسبة تصدياته 74%، وفي ظل هذه الأرقام، يصبح من الصعب الدفاع عن فكرة عودة شتيغن كحارس أول دون نقاش.

تشيزني يُثبت نفسه.. أرقام لا تكذب

الحارس البولندي تجاوز التوقعات منذ انضمامه إلى برشلونة، وإلى جانب الأرقام الدفاعية الإيجابية، أظهر شخصية قوية في المباريات الكبيرة، مثل لقاء بنفيكا في دوري الأبطال، حيث تصدى لتسع كرات وساهم في انتصار ثمين بعشرة لاعبين.

تحت قيادته، تطور مستوى خط الدفاع بشكل ملحوظ، وبات الفريق أكثر صلابة واستقرارًا، ما دفع البعض لوصفه بـ"صفقة الموسم"، وحتى من ناحية دقة التمرير، والتي لطالما كانت نقطة تميز لدى شتيغن، اقترب تشيزني كثيرًا بمعدل 84.6% مقارنة بـ86.7% لشتيغن؛ وكل هذه المعطيات ترجح كفة الحارس البولندي في الوقت الحالي، وتجعل أي تفكير بإعادته إلى الدكة قرارًا صعبًا.

مستقبل مجهول ينتظر الحارس تير شتيغن

تجديد عقد الحارس البولندي في هذا التوقيت، مع ضم الحارس الشاب غارسيا، سيؤثر حتمًا في مفاوضات برشلونة مع شتيغن بشأن مستقبله، خاصة أن النادي يسعى لتخفيض رواتب كبار اللاعبين، وشتيغن أحد أبرز الأسماء المطروحة.

مع تراجع أرقامه وتقلص تأثيره، قد يجد الألماني نفسه أمام خيارين: إمّا القبول بدور الحارس الثاني مع تخفيض راتبه، أو البحث عن نادٍ جديد يوفر له ضمانات أكبر للعب، وفي ظل بقاء تشيزني وتقدم غارسيا، يبدو أن الطريق لن يكون معبّدًا أمام شتيغن للعودة إلى الواجهة.

الموسم المقبل قد يكون محوريًا في رسم معالم مستقبل شتيغن داخل برشلونة. فإما أن يقبل المنافسة بكل أبعادها، أو يكون تجديد عقد تشيزني بالفعل "مسمارًا جديدًا" في نعشه داخل قلعة "كامب نو".

Image
ثنائي برشلونة فويتشيك تشيزني ومارك أندريه تير شتيغن خلال مباراة سابقة في موسم 2024-25 (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Source
Show in tags
Off
Caption
ثنائي برشلونة فويتشيك تشيزني ومارك أندريه تير شتيغن خلال مباراة سابقة في موسم 2024-25 (Getty)
Show Video
Off