وضع اتحاد كرة القدم السوداني نادي الهلال أمام خطر داهم يهدد مشروعه الذي أطلقه خلال السنوات الأخيرة لبناء فريق قوي يستطيع التفوق على أندية النخبة في القارة الأفريقية، والتتويج بأول ألقابه القارية، بعد أن بدأ يقطف أولى ثماره في النسخة الأخيرة.
وكشف قيادي بالنادي -فضّل عدم ذكر اسمه- في حديث خاص إلى موقع winwin أن قرار اتحاد الكرة المحلي مؤخرًا بإقامة النسخة 30 من مسابقة الدوري الممتاز بالبلاد يمثل تهديدًا صريحًا لمشروع النادي، بالنظر إلى التعقيدات التي واجهتهم في التعاقد مع مدرب أجنبي يخلف الكونغولي فلوران إيبينغي، مؤكدًا أنهم يواجهون صعوبات مماثلة في إبرام تعاقداتهم مع المحترفين الأجانب، برفضهم خوض تجربة مع النادي تجنّبًا لمخاطر الظروف الأمنية غير المستقرة في البلاد.
وعبّر عن غضب ناديه من إصرار اتحاد الكرة على إقامة النسخة المقبلة من مسابقة الدوري المحلي داخل السودان، قائلاً: "كاد النادي أن يفقد جهود جميع محترفيه الأجانب في النسخة الأخيرة من الدوري، واكتفينا بحضور الثلاثي جان كلود، والطيب بن زيتون، وأحمد سالم".
وأضاف: "أُجبرنا على منح بقية الأجانب عطلة، تفاديًا لمخاطر قانونية قد تفقدنا جهودهم بفسخ التعاقد من جانب واحد، كما حدث في بدايات اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من عام 2023".
الهلال في موقف صعب
وكشف عن معاناة كبيرة تواجههم حاليًا في التعاقد مع مدرب أجنبي بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، قائلاً: "نواصل المساعي الجادة لإقناع مدرب كبير يسهم في إنجاح مشروع النادي بالتتويج بلقب قاري، والمضي قدمًا في إكمال ما بدأه الكونغولي إيبينغي".
وأردف: "ستكون المهمة أسهل في حال إقامة المنافسة المحلية خارج البلاد، بالنظر لخوض الفريق مبارياته القارية بعيدًا عن ملعبه، مما سيمنح المدربين والمحترفين الأجانب أريحية في التعاقد ويزيل مخاوفهم".
شكوى مستمرة من سوء الملاعب
واعتبر أن الملاعب والبنى التحتية في البلاد غير مؤهلة لاستضافة المباريات، قائلاً: "البنى التحتية انهارت بسبب الحرب، ولا توجد ملاعب مؤهلة لاستقبال المباريات. الأندية ضحّت من أجل البلاد وتنازلت عن أي مكاسب خاصة، وخاضت مبارياتها على أرضيات ملاعب سيئة في النسخة الأخيرة، فضلًا عن معاناة في ملاعب التدريب".
وأضاف مسؤول الهلال: "ستمتد المعاناة في الموسم المقبل بسبب مشاكل الطيران ومشاق السفر والتنقل عبر مطارات القارة، لعدم انتظام حركة الملاحة الجوية، وتوقف شركات الطيران الخارجية عن العمل في البلاد، مما سيعرض الأندية السودانية المشاركة في بطولات (كاف) لإرهاق كبير برحلات شاقة"، مشددًا على أن "البيئة غير مؤهلة ولن تسهم في تجهيز الأندية السودانية لمنافسة قارية قوية".
طموح قاري مشروع
وكشف عن طموحهم بقوله: "نرغب في المشاركة في كأس العالم للأندية بعد زيادة مقاعد أفريقيا، واقتربنا بشدة من تحقيق هذا الهدف"، مردفًا: "اتحاد الكرة لم يُراعِ الجهود التي تبذلها إدارة النادي لتطوير كرة القدم في البلاد، باعتبار أن الهلال ركن أساسي، وأكثر الأندية السودانية ظهورًا في المراحل المتقدمة من دوري أبطال أفريقيا، وأسهم بنصيب وافر في منح اتحاد الكرة 4 مقاعد في بطولات كاف".
وختم بقوله: "ننتظر أن يستجيب اتحاد الكرة لمطلب النادي، ويتفهم الأوضاع المعقدة التي خلّفتها الحرب، والتي دفعت المحترفين الأجانب إلى اتخاذ قرار إنهاء التعاقد من جانب واحد، أو التضحية بعدم ظهورهم في المنافسات المحلية عبر قرار منحهم عطلة طويلة، وهو ما قد يؤدي لاحقًا إلى رحيلهم، بالنظر إلى طول مدة النسخة المقبلة من بطولة الدوري، ليكون الهلال مهددًا بفقدان المزيد من الأجانب، مما يهدد مشروعنا بشدة، ويتسبب في تراجع كبير ينسف مكاسب تحققت خلال السنوات الأخيرة".