وصل النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد قبل أكثر من عام، حاملًا معه صفة "النجم العالمي الكبير"، ولم يحتج وقتًا طويلاً ليُصبح القائد الفعلي داخل أرضية الملعب، والوجه الأبرز للمشروع الرياضي للنادي الملكي.
في موسمه الأول بقميص الميرنغي، سجّل مبابي 44 هدفًا وقدم 5 تمريرات حاسمة في 59 مباراة بجميع المسابقات، ونجح في الفوز بلقبين قاريين ثانويين: كأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال.
وعلى الرغم من ذلك، لم يكن الموسم ككل مرضيًا على صعيد الإنجازات الجماعية، إذ تلقى ريال مدريد خسائر موجعة أمام غريمه برشلونة، وودّع دوري الأبطال مبكرًا، بعد أداء باهت في دور المجموعات.
أزمة جديدة تواجه مبابي ولكن خارج أسوار البرنابيو
رغم أن الأمور تسير بشكل إيجابي نسبيًّا لمبابي في العاصمة الإسبانية، إلا أن التحدي الأكبر بالنسبة له حاليًّا ليس داخل الملعب، بل في موقعه الإداري الجديد.
ففي صيف 2024، تولى كيليان مبابي رئاسة نادي كان الفرنسي، وسط موجة من الحماس والتوقعات المرتفعة من جماهير النادي.
ووفقًا لصحيفة "سبورت"، فقد تحول الحلم إلى كابوس، بعد عام واحد والفريق اختتم موسمه في دوري الدرجة الثانية الفرنسي بالمركز الأخير، متخلفًا بـ16 نقطة عن أقرب مراكز البقاء، مكتفيًا بـ5 انتصارات فقط في 34 مباراة، في موسم وصفته الصحافة الفرنسية بـ"الكارثي".
ومع توالي الإخفاقات، ارتفعت حدة الانتقادات الموجهة لإدارة مبابي، خاصة مع غيابه المتكرر عن النادي، وقال نجم المنتخب الفرنسي السابق، جيروم روثين، في تصريحات مثيرة: "كان لديه فرصة للحضور والتحدث إلى اللاعبين والموظفين، وحتى مع عمدة المدينة لشرح رؤيته، لكنه لم يفعل، عندما كانت لديه أيام عطلة، فضل السفر إلى السويد بدلًا من زيارة كان، والآن فات الأوان، هذا النادي يحتضر، وسيموت، وسينافس في الدرجة الثالثة، وإن نجا فسيكون ذلك بالحظ فقط".
بداية جديدة وانتصار أول
شهد صيف 2025 عملية "إعادة هيكلة" واسعة داخل النادي، تمثلت في رحيل 13 لاعبًا، والتعاقد مع 8 آخرين، إلى جانب تعيين ماكسيم دورنانو مدربًا جديدًا للفريق.
لكن نتائج التحضيرات لم تكن مشجعة، إذ خسر الفريق جميع مبارياته الودية الأربع، ما زاد من التوتر والضغوط قبل انطلاق الموسم الجديد في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي.
ومع ذلك، جاءت ضربة البداية إيجابية للغاية، حيث حقق فريق كان فوزًا عريضًا بنتيجة 3-0 أمام نادي أوباني الصاعد حديثًا، في الجولة الأولى من الدوري، بفضل أهداف كل من يان مفيلا (الدولي الفرنسي السابق) وفينيسيوس وفالنتين هنري.
فوز يمنح الفريق دفعة معنوية قوية، ويمنح مبابي بصيص أمل في بداية تصحيح المسار في تجربته الإدارية الشائكة، في موسم سيكون مفصليًّا لمستقبل النادي.