في عالم كرة القدم، تتعدد المشاهد الغريبة وتخرج أحياناً عن حدود المستطيل الأخضر، كما حصل صيف عام 2006 عندما أجبر ريال مدريد نادياً إنجليزياً مغموراً على مغادرة فندق فخم في النمسا… فقط لأن فابيو كابيلو لم يكن راضياً!
في 22 يوليو/ تموز 2006، خاض ريال مدريد مباراة ودية أمام نادي بليموث أرجايل الإنجليزي، ضمن معسكر الفريق في بلدة كابفينبيرغ النمساوية استعدادًا للموسم الجديد بقيادة المدرب الإيطالي العائد فابيو كابيلو، لكن خلف هذه المواجهة، كانت هناك قصة غير مألوفة تكشف الكثير عن شخصية المدرب الإيطالي، والتقاليد التي يتمسك بها، وقوة ريال مدريد داخل الميدان وخارجه.
مفاجأة تعكر مزاج كابيلو قبل بداية الموسم التحضيري!
لم يكن الميرينغي قد أدرج مواجهة بليموث ضمن برنامج مبارياته التحضيرية في بداية المعسكر، لكن ما دفع اللقاء إلى الوجود هو واقعة غريبة حصلت قبل ذلك بأيام، حين وصل وفد النادي الإسباني إلى النمسا وأراد الإقامة في فندق "شولوس بيتشلارن" الفاخر في مدينة إيردنغ، الذي اعتاد الفريق النزول فيه خلال معسكري 2002 و2005.
وحسب الصحافة، فإن فابيو كابيلو أبدى امتعاضًا كبيرًا من هذه "المفاجأة"، إذ يعتبر الإيطالي من أكثر المدربين تشددًا في تفاصيل الإعداد والمعسكرات، ويتمسك بتقاليد صارمة في التحضير الذهني والبدني للاعبيه، ولذلك، لم يكن مستعدًا للتنازل عن فندقه المفضل، خصوصًا في بداية مشواره الثاني مع ريال مدريد بعد سنوات من الرحيل.
اتفاق مفاجئ.. طرد بليموث وكسب ودية العمر ضد ريال مدريد
التوصل إلى حل جاء بطريقة غير مألوفة في كرة القدم.. سيدفع النادي الملكي تعويضاً لبليموث مقابل مغادرة الفندق، على أن يكافأ الفريق الإنجليزي بخوض مباراة ودية "نادرة" أمام النادي الملكي، وافق بليموث على العرض، وغادر فندق الأحلام، مقابل فرصة لا تتكرر كثيرًا بملاقاة أحد أعظم أندية العالم، في تجربة ستُدوّن في تاريخ النادي الإنجليزي.
تحدثت الصحافة الإنجليزية عن هذه القصة باستفاضة، وكشف لاعب سابق من بليموث أرجايل، يدعى هاسني أليجوفري، عن تفاصيل الواقعة خلال ظهوره في برنامج "ستوريد فوتبول" على منصة "يوتيوب"، قال أليجوفري: "كانت لدينا ترتيبات بالفعل للإقامة في هذا الفندق المذهل، لقد حضرنا فيه بالفعل من قبل، كل شيء هناك جيد.. وأعتقد أنك بحاجة إلى أن يكون كل شيء مميزًا في الموسم التحضيري من أجل الاستعداد للموسم جيدًا".
أليجوفري يروي تفاصيل المباراة الودية
وأضاف أليجوفري: "الجودة في الفندق كانت عالية بالفعل وسمحت لنا خلال فترة الإعداد بإجراء استشفاء جيد بحق، ثم تم إخبارنا بشكل مفاجئ أن ريال مدريد يريد الإقامة في الفندق في نفس توقيت وجودنا".
وكشف: "لقد دفعوا لنا من أجل الذهاب إلى فندق آخر، كانت بادرة جيدة أيضًا وتم الاتفاق على خوض مباراة ودية. الفندق الآخر كان رائعًا، ولكن لا أعرف السبب، وخضنا مباراة مميزة ضدهم.. هذه ذكريات لا يمكنني نسيانها قط".
ورغم غياب الغالاكتيكوس الذين شاركوا في كأس العالم، دخل فريق اللوس بلانكوس اللقاء بتشكيلة تضم جوتي، كاسانو، غرافيسن وودغيت وبابتيستا، الذي سجل هدف اللقاء الوحيد من ركلة جزاء في الدقيقة (74).
جانب من المباراة الودية بين الفريقين في النمسا
وقدم بليموث أداءً قتالياً نال احترام الجميع، وأشاد به المدرب إيان هولواي بفخر، مشيراً إلى انضباط لاعبيه وروحهم العالية، وبالنسبة للشباب مثل دان جوسلينغ (16 عاماً)، كانت المباراة لحظة لا تُنسى، لم يكن اللقاء مجرد تجربة ودية، بل لحظة نادرة تجسدت فيها قوة الميرينغي حتى خارج الملعب، وشخصية كابيلو التي لا تقبل أنصاف الحلول.