عاشت الكرة السورية يوماً حزيناً آخر في مسيرتها بعدما ودّع ممثلاها حطين والكرامة بطولة كأس التحدي الآسيوي من الدور التمهيدي، وفشلا في بلوغ دور المجموعات في إخفاق جديد لم تألفه الأندية السورية في مشاركاتها القارية على الإطلاق.
وخسر نادي الكرامة أمام باشوندارا من بنغلاديش بهدف دون رد، في المباراة التي جرت بينهما على ملعب سحيم بن حمد في الدوحة (الأرض الافتراضية لفريق الكرامة)، في حين تجرع حطين خسارة ثقيلة أمام مضيفه أبديش آتا من قيرغيزستان في العاصمة بشكيك (2-5).
نتيجة منطقية لفريق حطين
رغم خسارة فريق حطين بنتيجة أثقل من الكرامة، اعتبر الكثيرون أن الخسارة أمام بطل دوري قيرغيزستان في السنوات الثلاثة الأخيرة كانت منتظرة ومنطقية رغم ثقلها، وذلك بالتزامن مع التخبطات الإدارية التي رافقت الفريق وتحضيراته والتي أدت إلى تقديم إدارة النادي لاستقالتها لعدم تمكنها من توفير الدعم المالي اللازم، وهو ما كاد يؤدي إلى الانسحاب من المشاركة.
وانتهى الشوط الأول بتقدم الفريق المضيف بثلاثة أهداف نظيفة لتحسم المباراة نظرياً بعد أول 45 دقيقة، ورغم أن حطين قلص الفارق في الدقيقة (59) عن طريق عبد الهادي الدالي، شهدت الدقائق العشرة الأخيرة تسجيل فريق أبديش آتا لهدفين في الدقيقتين (80 و87) من بينهما هدف لكوزتوف الذي أكمل الهاتريك في المباراة، وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع أحرز صبحي شوفان هدفاً ثانياً لحطين.
نتيجة غير مقبولة لفريق الكرامة
على النقيض، فقد اعتبرت خسارة الكرامة صاحب الصولات والجولات الآسيوية، والذي يملك استقراراً إدارياً وفنياً، إضافة إلى الأموال التي مكّنته من التعاقد مع ثلاثة لاعبين محترفين من القارة السمراء وعدد من لاعبي الأندية السورية، خسارة غير مقبولة أمام فريق من بنغلاديش نجح في تحقيق أول انتصار قاري له في تاريخه.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Alkaramah SC - نادي الكرامة الرياضي (@alkaramah.sc)
وجاء الهدف في الدقيقة السادسة إثر خطأ دفاعي استثمره البرازيلي صنداي الذي سجل بعقب قدمه في مرمى الكرامة. ورغم أن "أزرق حمص" كان الأكثر سيطرة على الكرة وخاصة في شوط المباراة الثاني إلا أن فريق باشوندارا كانت لديه فرص أشد خطورة من الهجمات المرتدة. ورغم المحاولات المتكررة انتهت المباراة بفوز بطل بنغلاديش على وصيف الدوري السوري بهدف دون رد.
تساؤلات وردود فعل غاضبة
الجماهير السورية صبّت جام غضبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي على خروج فريقيها من الدور التمهيدي للمسابقة الآسيوية الثالثة (الأضعف) بين مسابقات الاتحاد الآسيوي، وطالب البعض بإيقاف المشاركات الخارجية للأندية وللمنتخبات السورية على حد سواء، بعدما أصبح الفوز على منتخبات وأندية الصف الثالث والرابع في آسيا صعباً للغاية.
وتساءل عدد من مشجعي نادي الكرامة عن صوابية اختيار الدوحة كأرض افتراضية لفريقها في هذا التوقيت من السنة، حيث أظهرت أحداث المباراة أن لاعبي الكرامة كانوا الأكثر تأثراً بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية جداً، وبدت جاهزيتهم البدنية متدنية للغاية منذ منتصف الشوط الأول، علماً بأن مشجعي بطل بنغلادش كانوا أكثر بضعفين من الجماهير الكرماوية التي جاءت إلى الملعب الافتراضي للفريق السوري.
من جهة ثانية، لم يُخفِ الكثير من جماهير نادي حطين خيبة أملهم من التخبطات الإدارية التي أوصلت الفريق إلى هذه النتيجة، وكتب أحد مشجعي الفريق متسائلاً: "لماذا سافر خمسة إداريين مع بعثة الفريق ما بين رئيس للنادي واثنين من أعضاء مجلس الإدارة وعضو في مديرية الرياضة في اللاذقية، إضافة إلى الإداري العام فيما اقتصر عدد الجهاز الفني والطبي والإعلامي على خمسة أشخاص فقط، واللاعبين على 20، رغم أن القائمة تسمح بـ23 لاعباً؟".