يتأهب المنتخب القطري لخوض منافسات بطولة خليجي 25 المقررة إقامتها في محافظة البصرة العراقية خلال الفترة من 6 إلى 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بفريق مطعم بعناصر عديدة من المنتخب الأولمبي، بهدف إعداد جيل جديد لحمل راية العنابي في الاستحاقات القادمة.
ويتطلع الأدعم بقيادة المدرب البرتغالي برونو بينيرو لفض الشراكة مع السعودية والعراق، بإضافة لقب رابع في سجلات البطولة التي لم يغب عنها منذ انطلاقتها عام 1970، بعدما أنهى المنتخب ارتباطه في الفترة الماضية بالمدرب الإسباني فيليكس سانشيز.
وتخوض قطر منافسات خليجي 25 بتشكيلة مطعمة من عناصر المنتخبين الأول والأولمبي، فيما ستقص شريط مبارياتها، يوم السبت، أمام الكويت ضمن مجموعة ثانية ضمتهما إلى جانب البحرين (حاملة اللقب) والإمارات.
أبعاد مختلفة
اكتسبت البطولات الثلاث التي أحرزها المنتخب القطري أعوام 1992، 2004 و2014، أبعادًا مختلفة، بعدما تحققت عبر أجيال متنوعة، لكن تبقى بطولة "خليجي 11" محفورة في ذاكرة الجماهير، حيث كانت شاهدة على التتويج الأول.
وحققت الكرة القطرية أيضًا إنجازات فردية؛ إذ اقتنص مبارك مصطفى، محمود صوفي ومحمد سالم العنزي، لقب الهداف في ثلاث نسخ متتالية (1992، 1994، و1996).
بقيادة نجمها مبارك مصطفى، أفضل لاعب في خليجي 11، تمكنت قطر في النسخة التي استضافتها في استاد خليفة الدولي عام 1992، من كسر هيمنة الكويت والعراق على اللقب، متفوقة في الترتيب النهائي على البحرين، السعودية، الإمارات، الكويت وعمان.
وسجل نجم الكرة القطرية السابق، ثلاثة أهداف في البطولة، وبرز إلى جانبه، عادل خميس، عادل مال الله والراحل محمود صوفي.
يعزو مبارك مصطفى "السنياري"، وهو اللقب الذي أطلقه عليه المعلق القطري يوسف سيف نسبة إلى فصيلة من الصقور تنتشر في جبل سنجار العراقي، الفوز بذاك اللقب إلى الدور الكبير للجمهور الذي آزر العنابي وقتذاك: "كان هناك مقولة نسمعها من لاعبين سبقونا وهي أنّك إذا لم تبرز في بطولات الخليج فإن بريقك انتهى".
يضيف: "لم أكن ضمن تشكيلة المباراة الافتتاحية، وبالصدفة دخلت بديلًا لأحد اللاعبين المصابين وسجّلت هدفين في المباراة وكانت فعلًا الانطلاقة الحقيقية لي".
بين جيلين
وإذا كانت نسخة خليجي 22 عام 2014 قد اكتسبت نكهة مميزة، عندما قاد المدرب الجزائري جمال بلماضي، قطر، إلى آخر الألقاب في الرياض، على حساب السعودية في نهائي احتضنه استاد الملك فهد الدولي، إلا أن الجيل الذي سبقه عام 2004، تحت قيادة المدرب البوسني جمال الدين موشوفيتش، كان قد صُنّف بـ"المميز"، بعدما توج بـ"خليجي 17"، في استاد جاسم بن حمد، أو ملعب البطولات، كما يحلو للقطريين تسميته، قبل أن يتبعها بذهبية دورة الألعاب الآسيوية "الدوحة 2006".
بين جيلين، تنقل الدولي القطري السابق وسام رزق (41 عامًا)، مدونًا اسمه بلقبين، بعدما توج في نسخة 2004، بعمر 23 عامًا، قبل أن يختتم مسيرته الدولية بعدها بعشر سنوات في الرياض بلقب "خليجي 22".
لكن مدرب أم صلال الحالي، يتذكر جيدًا المباراة الافتتاحية أمام الإمارات في خليجي 17، حين أضاع ركلة جزاء في البداية قبل أن يتمكن من تسجيل هدف التعادل لمنتخب بلاده (2-2) في الوقت البدل من الضائع: "كانت مفارقة جميلة وذكرى لا أنساها".
يربط وسام بين الروح التي أعادت قطر أمام الإمارات بعدما كان متأخرًا، وبين إحراز اللقب في النهاية: "خضنا البطولة بجيل مميز، وكانت مهمة جدًا واستثنائية، خصوصًا أنها تقام على أرضنا، ومثّلت حينها انطلاقة للكرة القطرية"، وبرز من العنابي وقتذاك الحارس محمد صقر واللاعبان بلال محمد، سعد الشمري، وليد جاسم، حسين ياسر وسيد البشير.
بصمة بلماضي
لكن الانطلاقة التي تحدث عنها وسام "تعثرت" في أربع نسخ خليجية متتالية، قبل أن يأتي الفرج على يد بلماضي في بطولة خليجي 22، التي يصفها لاعب السد السابق بالمحطة المشتركة بين لاعبين كانوا يستعدون لإنهاء مسيرتهم (مثله هو) وبين دماء جديدة كانت تستعد لقيادة المنتخب في مرحلة جديدة: "لقد كان جيلًا ممتازًا خصوصًا أنه دمج بين الخبرة والشباب".
يقول وسام لوكالة فرانس برس: "كنا نتكلم حينها عن ظهور مواهب جديدة في الكرة القطرية، خصوصًا أن الكرة أصبحت أسرع في كل شيء". وتألق في نسخة الرياض الحارس قاسم برهان، واللاعبون خوخي بوعلام، حسن الهيدوس، عبد العزيز حاتم وعلي أسد.
دماء جديدة
وفيما خلت تشكيلة المدرب البرتغالي برونو بينيرو للنسخة المقبلة من بعض الأسماء الأساسية مثل الحارس سعد الشيب، القائد حسن الهيدوس، خوخي بوعلام، عبد الكريم حسن والمعز علي، شهدت التشكيلة وجود عناصر أخرى على غرار الحارس مشعل برشم، واللاعبين إسماعيل محمد، علي أسد، عاصم مادبو، سالم الهاجري ومحمد وعد إضافة إلى لاعبي "الأولمبي".
ينظر رزق بعين التفاؤل إلى المشاركة: "سيشارك منتخبنا بدماء جديدة وبلاعبين جيدين ينتظرهم مستقبل كبير، وتحقيق اللقب لا يبدو صعبًا خصوصًا أن العنابي يخوض البطولة بعناصر مطعمة من أصحاب الخبرة والاحتكاكات الدولية".
وتتزامن النسخة الخامسة والعشرون مع عودة الدوري القطري في الرابع من يناير بعد توقف طويل قارب الأربعة أشهر، فرضته التحضيرات لاستضافة كأس العالم.
وسبق للمدرب الجديد برونو بينيرو أن عمل مع المنتخبات القطرية، حيث تولى العمل في أكاديمية أسباير خلال الفترة 2016 إلى 2020، وقاد العنابي تحت 21 سنة عام 2018، ثم تحت 19 سنة (2018-2020)، وتحت 20 عامًا في 2019، قبل أن يقود العنابي الأولمبي إلى نهائي بطولة غرب آسيا التي خسرها أمام الأخضر السعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في جدة.