انقلبت الدنيا رأسًا على عقب بعد استبعاد النجم، حكيم زياش، من تشكيلة منتخب المغرب بسبب خلاف مع المدرب السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش، وبعد ضغوط جماهيرية كبيرة، عاد نجم تشلسي الإنجليزي بقرار من المدرب الجديد وليد الركراكي، وسيكون أحد أسلحته البارزة في كأس العالم قطر 2022.
وصرح الركراكي أنه أجرى الكثير من الحوارات مع حكيم الذي اعتزل اللعب دوليًا؛ بسبب خلافه مع المدرب البوسني، قائلًا: "أخبرني بما لم يكن يعجبه في فترة الجفاء مع وحيد والأسباب الكامنة وراء ذلك، وأخبرته بالأخطاء التي ارتكبها هو كذلك...".
طاقة إيجابية
وتحدث مدرب "أسود الأطلس" عن مشاركة نجم البلوز في مونديال قطر، قائلًا: "زياش عاد إلى المنتخب المغربي لأنه يستحق ذلك، اللاعب يملك طاقة إيجابية، هو يعرفني كيف أعمل وأنا أعرفه أكثر وأعرف طريقة تفكيره، عندما ترى كيف يلعب تقول مع نفسك من الصعب ألا يكون موجودًا في كأس العالم".
ويأتي ذلك في ظل معاناة زياش (29 عامًا) في صفوف فريقه اللندني هذا الموسم سواء مع المدرب السابق الألماني، توماس توخيل، المقال من منصبه أو خليفته الحالي غراهام بوتر، لكن ذلك لا يقلق الركراكي فيقول: "لأنني أؤمن بإمكانياته وتجربته كواحد من اللاعبين الأساسيين"، مشيرًا إلى أنه تواصل معه منذ فترة ليحفزه، قائلًا: "هو لاعب كبير ويشتغل بجد، ويستحق أن يكون معنا في قطر. لديه قدم يسرى قوية ويعمل مع الفريق بشكل جيد، وأتمنى أن يقدم إضافة للمنتخب".
وبعد إعلانه قرار الاعتزال دوليًا، الذي تراجع عنه لاحقًا عقب رحيل حاليلوزيتش، ظل زياش على تواصل مع لاعبي أسود الأطلس وخصوصًا القائد رومان سايس، مدافع بشكتاش التركي؛ إذ بعث له برسالة أكّد من خلالها على العلاقة الجيدة التي تجمعه بلاعبي منتخب بلاده.
كشف قطب دفاع بشكتاش التركي جوانب خفية من شخصية زياش بقوله: "حكيم لديه شخصية قوية، لكن عندما تقترب منه، تكتشف أنه شخص لطيف جدًا ويحب المرح".
وأضاف: "ما يعكسه للعالم الخارجي مختلف تمامًا عن شخصيته. في بعض الأحيان تظن أنه متمرد، لكنه فقط يحب اللعب، وحتى عندما تتحدث إليه يقول إن لا له مشاكل مع المدرب، هو فقط يريد أن يكون على أرضية الملعب والمشاركة في المباراة"، وأردف: "إنه شخص أعزه كثيرًا، فنحن نعرف بعضنا منذ مدة، إنه شخص لم يتسبب قط في مشكلة مع اللاعبين في المنتخب".
زياش ما بعد المونديال
قال مصدر داخل النادي اللندني في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا أثلتيك": "زياش فتى طيب، وصديق مع الجميع، وواثق دون أن يتكبر، في دقيقة واحدة، ستراه جالسًا مع اللاعبين الألمان، وبعد ذلك بلحظات يكون مع الإنجليز، وهكذا".
وأضاف: "في الواقع له تأثير إيجابي كبير في كل مكان، حتى عندما أصيب، أصبح صديقًا مقربًا لغيلمور، لقد قضى فترة إعادة التأهيل مع بيلي أثناء الإصابة الأولى وكان قريبًا منه، عندما تعلم أنه يبلغ من العمر 27 عامًا وأن غيلمور يبلغ من العمر 19 عامًا، تعتقد أنه لا يمكن أن تنشأ هذه الصداقة".
وتحدث زياش، الذي انتقل الصيف قبل الماضي من نادي أياكس أمستردام لمحطة زيغو سبورت الهولندية، عن تجربته في تشلسي قائلًا: "كان نصف العام الأول صعبًا، بدأت على الفور بإصابة، ثم عدت، ثم تعرضت لإصابة أخرى. لذا فإن الأمور لم تكن كما كنت أتمنى".
وتابع النجم المغربي الذي يحظى بمتابعة العديد من الأندية الأوروبية وفي مقدمتها العملاق الإيطالي ميلان المرجح انضمامه إلى صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية، حسب تقارير إنجليزية وإيطالية، قائلًا: "كما يعلم معظم الناس، أنا أؤمن بنفسي دائمًا. أعرف ما يمكنني فعله، لذلك لا أقلق كثيرًا بشأن ذلك".
سيكون مونديال قطر فرصة لنجم البلوز لإبراز علو كعبه والرد على تهميشه في النادي اللندني وإثبات جدارته باللعب في أكبر الأندية الأوروبية؛ إذ أبدى حماسته لخوض البطولة، مؤكدًا: "إن الاستعدادات جيدة، والأجواء والروح داخل المجموعة جيدة ونعرف ما يتعين علينا فعله لنجعل المغاربة فخورين".
وأضاف: "أعتقد أنها فترة مهمة للجميع في الوقت الحالي لكي نظهر ما جئنا لتقديمه كفريق وبلد. بالطبع إذا نظرت إلى كل شيء حول الفريق وأيضًا داخل المجموعة ستجد أن كل شيء يبدو جيدًا، ولدينا تواصل جيد بيننا والكثير من المرح والعمل الشاق؛ لهذا اعتقد أن هذه التركيبة جيدة بالنسبة للجميع ونتمنى أن نذهب بعيدًا في البطولة".