في وقتٍ كانت الأنظار تتجه نحو حسم مستقبل مركز حراسة المرمى في نادي برشلونة، اختار الألماني مارك أندريه تير شتيغن طريقًا مختلفًا للهروب من الضغوط المتراكمة، إذ أعلن الحارس الدولي، الخميس، خضوعه لعملية جراحية في الظهر، ستُبعده عن الملاعب لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، في قرار يعيد فتح ملفات قديمة تتعلق بإصاباته المزمنة ومستقبله مع النادي الكتالوني.
ومن المقرر أن يخضع الحارس الألماني لعملية جراحية لعلاج إصابة في الظهر، بعدما عانى من آلام مستمرة منعته من المشاركة في التدريبات الجماعية مع برشلونة؛ وكان الحارس الألماني قد عاد إلى النادي الكتالوني مطلع الشهر الجاري عقب انتهاء إجازته الصيفية؛ لكنه اكتفى بخوض تدريبات بدنية داخل صالة الألعاب الرياضية، دون الالتحاق بالمران الجماعي، بسبب تفاقم الأعراض.
الحارس البالغ من العمر 33 عامًا أشار إلى أن القرار جاء بعد مشاورات "مكثفة" مع الطاقم الطبي لبرشلونة وخبراء خارجيين، مؤكداً أن "الخيار الأسرع والأكثر أمانًا" لاستعادة عافيته هو الجراحة، ورغم أن تير شتيغن سبق له الخضوع لجراحة مشابهة في 2020، وعاد حينها بعد 66 يومًا فقط، إلا أن الأطباء هذه المرة طالبوا بفترة تعافٍ أطول قد تمتد إلى ثلاثة أشهر، "كإجراء وقائي لتفادي أي انتكاسة جديدة".
مارك أندريه تير شتيغن يخضع لجراحة ويغيب 3 أشهر
وكتب شتيغن على حسابه الرسمي بمنصة التواصل الاجتماعي "X": "أعزائي مشجعي برشلونة، أرتدي ألوان وقميص النادي بفخر كبير، سواء في الملعب أو خارجه، في لحظات النجاح والأوقات الصعبة.. اليوم أعيش شعورًا شخصيًا صعبًا، أشعر أنني في حالة بدنية ورياضية ممتازة ولكني للأسف لا أزال أعاني من الألم".
وأضاف: "بعد مناقشات مكثفة مع الفريق الطبي لنادي برشلونة وخبراء من الخارج، فإن الطريقة الأسرع والأكثر أمانًا لي هي التعافي الكامل من خلال إجراء جراحة. بعد آخر عملية جراحية لي في الظهر، عدت للملاعب بعد 66 يومًا أي ما يقارب شهرين، وهذه المرة يعتقد الأطباء أن 3 أشهر ستكون ضرورية كإجراء احترازي لتجنب أي مخاطر".
وأتم الحارس الألماني: "أشعر بحزن شديد لعدم قدرتي على دعم الفريق خلال هذه الفترة، لحسن الحظ عملية إعادة التأهيل سهلة وطريق العودة واضح، سأطلعكم على آخر مستجداتي في رحلة التعافي وأود أن أشكركم جميعًا على وقوفكم الدائم بجانبي، لا تقلقوا، سأعود".
تير شتيغن وقرار الجراحة.. ضرورة ملحة أم هروب من واقع معقد؟
قرار تير شتيغن جاء في ظل ظروف معقدة يعيشها اللاعب داخل أسوار "كامب نو"، فحسب تقارير إسبانية، لم يعد الحارس الألماني الخيار الأول في برشلونة، حيث تعاقد النادي هذا الصيف مع حارس إسبانيول خوان غارسيا، في ظل تألق الحارس البولندي فويتشيك تشيزني الذي قدّم موسمًا استثنائيًا وأسهم في تتويج الفريق بثلاثية محلية.
وكان برشلونة يخطط للاستغناء عن شتيغن خلال الصيف، لتخفيف ضغط الرواتب وتسجيل الصفقات الجديدة مثل ماركوس راشفورد، لكن قرار الجراحة سيوقف رحيله بكل تأكيد بل إن بعض الصحفيين الإسبان ألمحوا إلى أن توقيت العملية يشكل "ملاذًا تكتيكيًا" للاعب، لحماية نفسه من الإقصاء الفني الوشيك، أو حتى محاولة لتعطيل انتقاله المحتمل إلى مانشستر سيتي أو غلطة سراي، المهتمين بخدماته حسب تقارير عدة.
إصابة مزمنة أم قرار مؤجل؟
المثير أن العملية الحالية تأجلت مرارًا خلال الموسم الماضي، فقد أشار الصحفي الإسباني جيرارد روميرو إلى أن شتيغن كان يعاني من آلام متقطعة في أسفل الظهر منذ أكثر من عام، لكنّه فضل العلاج التحفظي والبرامج التأهيلية في صالة الألعاب، قبل أن تزداد حدة الإصابة مؤخرًا وتمنعه من خوض التدريبات الجماعية لخمسة أيام متتالية، مما دفعه أخيرًا لاختيار الجراحة.
من الناحية الطبية، كشفت تقارير أن تكرار هذه العمليات الجراحية في نفس الموضع قد يهدد قدرة اللاعب على العودة إلى مستواه المعهود، خاصة وأن هذه الجراحة ستكون الرابعة له خلال أربعة أعوام فقط، وهو مؤشر يثير القلق بشأن الوضع البدني لحارس كان يعد ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة برشلونة منذ قدومه في 2014.
تداعيات القرار على برشلونة
غياب مارك أندريه تير شتيغن المتوقع عن أول ثلاثة أشهر من موسم 2025-26 يفرض معضلة مزدوجة أمام إدارة برشلونة، حيث تأتي الإصابة في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان النادي الكتالوني يخطط لبيع تير شتيغن خلال الصيف الجاري ضمن خطة لتقليص فاتورة الرواتب وتوفير سيولة مالية.
لكن العملية الجراحية المرتقبة والحاجة لفترة تعافٍ طويلة، تعني عمليًا تجميد مفاوضات خروجه، وربما تأجيلها إلى شتاء 2026 أو حتى إلغائها بالكامل؛ إلا أن برشلونة قد يلجأ لثغرة قانونية قد تفيد النادي مثل الموسم الماضي.
وكان برشلونة قد لجأ في صيف العام الماضي إلى استغلال إصابة طويلة الأمد للمدافع أندرياس كريستنسن، لتفعيل ثغرة قانونية في لوائح رابطة الليغا، مكنته من تسجيل داني أولمو مؤقتاً عقب انضمامه من لايبزيغ، ومع الوضعية الحالية لتير شتيغن، قد يجد النادي الكتالوني نفسه أمام خيار تكرار نفس السيناريو، عبر استبعاده من القائمة مؤقتًا بهدف تحرير مكان لتسجيل لاعبين جدد خلال السوق الحالية.