مع اقتراب الموسم الكروي من نهايته، وبينما انحصرت المنافسة على لقب هداف بطولة الدوري الإسباني بين البولندي روبرت ليفاندوفسكي صاحب الـ25 هدفاً ومهاجم ريال مدريد الفرنسي كيليان مبابي (22 هدفاً) فإن الأنظار تتجه أيضاً إلى السباق من أجل الفوز بجائزة زامورا التي تمنح لأفضل حارس مرمى بالموسم، حيث يتطلع حارس مرمى أتلتيكو مدريد يان أوبلاك إلى الفوز بالجائزة للمرة السادسة في تاريخه ليحطم الرقم السابق المسجل باسم حارسي برشلونة فيكتور فالديز وأنتوني راماليتس.
لكن الحارس السلوفيني يواجه منافسة حادة من حارس مرمى ريال مدريد البلجيكي تيبو كورتوا الذي استعاد كثيراً من مستواه في الآونة الأخيرة ودخل على خط المنافسة على الجائزة التي سبق له الفوز بها ثلاث مرات وذلك مع أتلتيكو مدريد عامي 2013 و2014 ومع ريال مدريد عام 2020.
وعلى الرغم من أن شباك ريال مدريد تلقت في الموسم الحالي 69 هدفاً في 57 مباراة في كل المسابقات، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالليغا وحدها فإن تلقى 31 هدفاً فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كورتوا غاب عن 6 مباريات من مباريات فريقه في الموسم الحالي بالليغا.
وحسب قوانين الاتحاد الإسباني فإنه يتوجب على حارس المرمى أن يلعب 28 مباراة على الأقل في الموسم الحالي بمعدل 60 دقيقة في المباراة الواحدة حتى تؤخذ أرقامه بعين الاعتبار، ويحتاج كورتوا إلى مباراة أخرى من أجل الوصول إلى هذا الرقم علماً أنه تلقى 22 هدفاً في 27 مباراة لعبها بمعدل 0.81 هدف في المباراة الواحدة، في حين أن حارس أتلتيكو مدريد يان أوبلاك لعب 32 مباراة تلقى فيها 27 هدفاً بمعدل 0.84 هدف في المباراة الواحدة، ويحتل حارس مرمى خيتافي ديفيد سوريا المركز الثالث بـ31 هدفاً في 34 مباراة بمعدل 0.91 هدف في المباراة الواحدة.
كورتوا.. 353 دقيقة بشباك نظيفة
تلقى كورتوا 11 هدفاً في آخر 11 مباراة لعبها مع ريال مدريد، لكنه نجح في المحافظة على نظافة شباكه في المباريات الثلاث الأخيرة أمام آلافيش وأتلتيك بلباو وخيتافي علماً أنه أنقذ كرتين خطرتين للغاية في الدقائق الأخيرة من مباراته أمام جاره المدريدي ساعدت الفريق الملكي على تحقيق الفوز والبقاء ضمن دائرة المنافسة على لقب الليغا.
ومنذ أن سجل مدافع فياريال خوان فويث في مرماه ضمن الجولة الثامنة والعشرين نجح كورتوا في المحافظة على نظافة شباكه لـ353 دقيقة، إذ غاب كورتوا في المباراتين التاليتين أمام ليغانيس وفالنسيا واللتين شهدتا تسجيل أربعة أهداف في مرمى كل من الحارسين البديلين لونين وفران غونزاليس، قبل أن يعود مجدداً في المباريات الثلاثة الأخيرة.
عرض هذا المنشور على Instagram
ويأمل عشاق ريال مدريد أن يواصل كورتوا تألقه في المباريات الخمس المتبقية لفريقهم ابتداء من موقعة سيلتا فيغو عصر اليوم، مروراً بالكلاسيكو الأسبوع المقبل، وذلك على أمل أن يتمكن فريقهم من انتزاع لقب بطولة الدوري من الغريم التقليدي برشلونة رغم صعوبة المهمة.
من هو ريكاردو زامورا؟
تحمل الجائزة اسم الحارس الشهير ريكاردو زامورا الذي يعتبر أول حارس مرمى في تاريخ منتخب إسبانيا حيث حمى عرينه ما بين عامي 1920 و1936، وخاض خلالها 46 مباراة دولية وبقي الأكثر تمثيلاً لمنتخب (لاروخا) لنحو 45 عاماً.. كما أنه يعد أحد اللاعبين القلائل الذين مثلوا أندية برشلونة وريال مدريد وإسبانيول معاً خلال مسيرته الكروية.
وتشير السجلات إلى أن زامورا كان ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي هزمت إنجلترا (4-3) في مباراة ودية عام 1929 وحينها تعرض لإصابة قوية في قفصه الصدري عندما كان المنتخب الإنجليزي يتقدم بهدفين دون رد في أول ربع ساعة، إلا أنه أصر على مواصلة اللعب وأسهم في فوز منتخب بلاده بالمباراة، ليكون منتخب إسبانيا أول منتخب غير بريطاني يتمكن من إلحاق الهزيمة بالمنتخب الإنجليزي في التاريخ.
وقع زامورا في الأسر خلال الحرب الأهلية الإسبانية، بعد عامين من مشاركته مع منتخب بلاده في كأس العالم 1934 في إيطاليا ونال وساماً من الجنرال فرانكو في العام 1946، وخلال مسيرته الرياضية كان مثيراً للجدل بسبب شراهته في تدخين السجائر حيث كان يدخن ثلاث علب كاملة في اليوم.
اختير من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم (IFFHS) كأفضل حارس إسباني في القرن العشرين، ورابع أفضل حارس مرمى في أوروبا، كما اختارته مجلة (وورلد سوكر) الإنجليزية من بين أفضل حراس المرمى في التاريخ، فيما قرر الاتحاد الإسباني تسمية جائزة أفضل حارس مرمى باسمه، وهي الجائزة التي حاز عليها زامورا نفسه ثلاث مرات.