سيكون الفرنسي أوريليان تشواميني في مهمة صعبة خلال مواجهة المغرب غدا الأربعاء في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، تتمثل في المحافظة على توازن تشكيلة منتخب الديوك وحمايته من المرتدات الخاطفة لمنتخب المغرب.
أمام إنجلترا يوم السبت (2-1) في ربع النهائي، سرق لاعب الظلّ "الهائل" هذا، كما يصفه صديقه في منتخب فرنسا يوسف فوفانا، الأضواء كلّها، أولاً بإيجابية افتتاح التسجيل من تسديدة رائعة بعيدة المدى (17)، ثمّ بسلبية منحت واحدة من ركلتي جزاء حصل عليهما الإنجليز، وسجّلها هاري كين ليدرك بها التعادل (53).
وقال لاعب ريال مدريد الإسباني للصحفيين السبت في أروقة ملعب البيت بعد تعرّضه لكدمة في المباراة أبعدته عن التمارين الأخيرة "علينا أن نقدم أداءً أفضل في كلتا الحالتين (الهجوم والدفاع)، وأنا أولاً حيث أحاول أن أستبق الكثير".
ومنذ ظهوره الأول مع المنتخب في أيلول/سبتمبر 2021: لعب تشواميني 19 مباراة من أصل 20 ممكنة، وكان أساسياً في 14 منها، وفي كأس العالم بقطر، شارك أساسياً في كل المباريات، وهو تفرّد يعود لموهبته أولاً أكثر منه إلى النقص في مقاعد البدلاء، واستطاع أمام إنجلترا أن يغلق الكثير من المساحات أمام المهاجمين وأسهم في خروج بلاده منتصرة بهدفين لهدف.
مثل الإسفنج
ككبير المعلّمين، وهو الذي أرسله المدرب إلى المؤتمر الصحفي عشية مواجهة تونس بدلاً من القائد المعتاد الحارس هوغو لوريس أو ملازمه رافاييل فاران، ولم يكن يريد أن يرتدي ثوب "قائد الجيل الجديد" الذي قدمه له أحد الصحفيين: "ماذا يعني ذلك، في النهائي؟ لدي 16 مباراة دولية، وأحاول تخزين أكبر قدر ممكن من الخبرة"، قال تشواميني الذي انتقل الصيف الماضي إلى ريال مدريد في صفقة تراوحت قيمتها تقريباً مابين 80 إلى100 مليون يورو ليحلّ بدلاً من البرازيلي كاسيميرو.
منذ بداية المونديال، لعب الشغوف بكرة السلّة الأمريكية دوره كحارس يحمي خط الدفاع بـ"رصانة"، وهي كلمة استخدمها هو، مع احترام تعليمات ديشامب بدقة، هذا هو أيضاً الإطراء الذي غالباً ما صدر عن آخر مدربيه في موناكو، نيكو كوفاتش وفيليب كليمان: "إنه مثل الإسفنج"، يستوعب النصائح وينفذها سريعاً.
ورغم مهامه الدفاعية بالدرجة الأولى، برر لاعب خط وسط الديوك خلال دور المجموعات عدم تألقه على الصعيد الهجومي على غرار شركائه بخط الوسط، بقوله: "في المباريات، أحيانا أريد التحرك أكثر، ولكني أقول لنفسي (لا) لأنني أعلم أنه يجب أن أكون في مكان ما إذا كان هناك هجوم مرتد".
تأمين التغطية
يغلب على نسخة "الزرق" الحالية في مونديال قطر 2022 وجه ذو طابع هجومي، مع الرباعي كيليان مبابي-عثمان ديميبيلي-أنطوان غريزمان-أوليفييه جيرو، مع دعم من المدافع تيو هيرنانديز وحتى أدريان رابيو وهذا الأخير قال عن تشواميني "إنه موجود خلفنا لتأمين التغطية. ولديه أيضاً دور اللاعب الذي يعوّض، والذي يسد الثغرات، ويستعيد الكرات".
أما ضد إنجلترا، فقد سلطت الأضواء على تشواميني بعد افتتاحه التسجيل في واحدة من تجاوزاته النادرة، حيث سيطر "لا ماكينا" (الآلة) وهو لقبه في إسبانيا، بهدوء على تمريرة من أنطوان غريزمان، وبتوازن مثالي، أطلق العنان لتسديدة قوية على بعد 24 متراً من المرمى الإنجليزي، تسديدة صاروخية بأسلوب "بوغبوم".
وباحتفاليته الجدية بالهدف واضعاً إصبعه على صدغه، باتت المقارنة أعمق مع بوغبا، فيما تبقت له مباراتان ليسير على خطى "معلّمه" أحد أعمدة لقب عام 2018 والذي أُرغم قسراً على الغياب عن هذه البطولة بسبب الإصابة.