لم يلعب فريق الحسين بكامل قوته، حيث دفع بتشكيلة محلية، فيما عانى الوحدات من فوضى تكتيكية، ليقتنع الفريقان بنتيجة التعادل 1-1 في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم الإثنين على استاد الملك عبد الله الثاني في ذهاب كأس السوبر الأردني لكرة القدم.
وفرض فريق الملكي أفضليته خاصة في الشوط الأول رغم أنه لم يزج بأي محترف أجنبي خلال المباراة وتعامل معها وكأنها مباراة ودية، في وقت ظهر الوحدات فيه تائهاً داخل الملعب بسبب الأدوار غير المفهومة للاعبيه في خط الوسط.
ويمتلك الفريقان حظوظاً متساوية في حسم لقب كأس السوبر الأردني 2025، حيث يتجدد اللقاء الجمعة المقبل على استاد الحسن بإربد، والفائز سيتوج رسمياً بالمسابقة، وفي حال استمر التعادل يتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح لتحديد هوية البطل.
الحسين يُحرج الوحدات بنصف قوته في كأس السوبر الأردني
أحرج فريق الحسين مضيفه الوحدات عندما فرض أفضليته منذ البداية، رغم أنه مدربه البرتغالي كيم تشادو اعتمد على نصف قوته بدفعه بتشكيلة من اللاعبين المحليين وإراحة الأجانب، على عكس الوحدات الذي لم يقدم الأداء الذي يطمئن جماهيره رغم أنه زج بجميع أوراقه.
وجاء تفوق "الملكي" نتيجة الضغط المتقدم الذي مارسه على لاعبي المنافس واللامركزية للاعبيه في خط المقدمة وتبادل الأدوار بين صيصا وعارف الحاج ورزق بني هاني مما شكل إزعاجاً كبيراً للوحدات.
وظهرت الفوارق الفنية والفردية بين الفريقين وصبّت في صالح الحسين الذي تلاعب بدفاع المارد الأخضر، وكان قريباً من تسجيل هدف السبق عن طريق رزق بني هاني لكن القائم الأيمن لعبد الله الفاخوري رد المحاولة.
وواصل الملكي أفضليته وهدد رزق بني هاني من جديد عبر تسديدة قوية لكن عبدالله الفاخوري تألق في الانقضاض عليها، وحدث كل ذلك والوحدات يكتفي بالمشاهدة، حيث انكمش لاعبوه في ملعبهم وسط فوضى تكتيكية واضحة.
وظهرت الأخطاء الفردية، وتمكن الحسين من تسجيل هدف السبق بالدقيقة 31، إذ بعارف الحاج يراوغ المصري مصطفى معوض ثم يمرر كرة لم تجد التغطية المناسبة من عرفات وشلباية، فتقدم لها رزق بني هاني ووضعها بكل سهولة في المرمى.
ورغم حالة الغياب الذهني والفني للوحدات، نجح الفريق -ولحسن طالعه- في إدراك هدف التعادل سريعاً، حيث مرر أمادو دنياس كرة داخل منطقة الجزاء فلم يحسن يزيد أبو ليلى حارس مرمى الحسين تقدير الخروج من مرماه، ليسبقه مصطفى كزعر على الكرة ويضعها بالمرمى الخالي بالدقيقة 33.
مدرب الحسين يجرب لاعبيه
شهدت مباراة كأس السوبر الأردني مشهداً غريباً، حيث قام مدرب الحسين كيم تشادو في الشوط الثاني بإجراء سلسلة تبديلات متلاحقة وكأنه بمباراة ودية يسعى فيها لتجربة أكبر عدد من اللاعبين للوقوف على جاهزيتهم الفنية والبدنية.
وسحب تشادو أوراقاً مهمة ومؤثرة حيث استبدل عارف الحاج الذي كان واحداً من أبرز لاعبي فريقه، في وقت لم يسع الوحدات لاستثمار الأمر فبقي إيقاع ألعابه هادئاً وبدا وكأنه مقتنع تماماً بنتيجة التعادل التي انتهت عليها مباراة ذهاب كأس السوبر الأردني بانتظار مباراة الإياب.
وأجرى مدرب الوحدات تبديلاً، حيث سحب صالح راتب الذي شكّل نقطة ضعف في منطقة الوسط نتيجة تمريراته الخاطئة ومبالغته بالاحتفاظ في الكرة، وبعدها استبدل الموريتاني دنياس ودفع بأحمد الحراحشة بهدف تعزيز القدرات الهجومية.
ورغم مساهمته في صناعة هدف الوحدات، لم يظهر دنياس بالشكل المطلوب كما اضطر إلى العودة إلى الوراء لتسلم الكرات بسبب ضعف التمويل من خط الوسط إثر الفوضى التكتيكية والأدوار المبهمة للاعبين.
المصري مصطفى معوض الأفضل في ذهاب كأس السوبر الأردني
يمكن اعتبار المصري مصطفى معوض الأفضل في المباراة، حيث لعب دوراً مهماً في قيادة فريقه الوحدات للخروج بالتعادل.
وتحمّل معوض مسؤولية كبيرة في المباراة، وقطع العديد من الكرات الخطرة، وهنا يظهر أن الوحدات لم يكن بحاجة لتعزيز خطه الخلفي بلاعب واحد، بقدر ما كان بحاجة لتغيير شامل في منظومته الدفاعية.
وعادةً ما يتصف المدافعون المميزون بطول القامة والبنية الجسدية القوية، على عكس فريق الوحدات الذي يتغافل هذا المعيار في اختيار مدافعيه، وينبغي أن تشكل له مباراة الليلة فرصة لتدارك الأمر من خلال إعادة النظر بنوعية مدافعيه.