أثار أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ضجة كبيرة واستغرابا واسعا بعد انسحابهم من كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ 75، وذلك بسبب تأخر وصول رئيس "الفيفا" جياني إنفانتينو للمشاركة في الجلسة الافتتاحية، بسبب رحلة طويلة أعطى فيها الأولوية للقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
وعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مؤتمره الدولي في أسونسيون عاصمة باراغواي، غير أن الأجواء فيه لم تكن ودية مثلما أراد الجميع، حيث أدّى انسحاب أعضاء الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم الرئيس ألكسندر تشيفرين إلى بروز العديد من وجهات النظر حول العلاقة بين أكبر اتحاد كروي قاري ونظيره الدولي.
وأكدت صحيفة "ذا أتلتيك" الصادرة عن "نيويورك تايمز"، أن الانسحاب جاء بعد تأخر دام ثلاث ساعات كاملة عن الموعد المحدد لانعقاد الكونغرس، إذ إن جياني إنفانتينو رئيس "الفيفا" تأخر عن الحضور صبيحة الخميس بسبب حضوره اجتماعات الرئيس الأمريكي في الرياض والدوحة.
اليويفا يتّهم إنفانتينو بتغليب المصالح السياسية على كرة القدم
وأكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن التغيير في الجدول الزمني "مؤسف للغاية"، وأنه جاء بسبب "مراعاة المصالح السياسية الخاصة"، وبذلك هو يضع مصالح كرة القدم في المرتبة الثانية، وأمام هذا الوضع، فكّر بعض ممثلي الاتحادات الأوروبية في الانسحاب من الحدث بعد تأخره عن موعده الأصلي، كنوع من الاحتجاج الرمزي على إعطاء إنفانتينو الأولوية لاجتماعات الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي كانت طائرة رئيس "الفيفا" المتجهة إلى أسونسيون في الجو، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا أكد فيه أن "التغييرات التي طرأت في اللحظات الأخيرة على مواعيد مؤتمر الفيفا مؤسفة للغاية".
ويُعد مؤتمر الفيفا أحد أهم الاجتماعات في عالم كرة القدم، حيث تجتمع جميع الدول الـ 211 المشاركة في اللعبة لمناقشة القضايا التي تؤثر على الرياضة في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الأوروبيون، أن مضيفيهم في اتحاد باراغواي لكرة القدم والشركاء في اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، بذلوا جهودا كبيرة لاستيعاب هذا العدد الكبير من الوفود، إلا أنهم أوضحوا أن موقفهم كان ضروريا بما أن "تغيير الجدول الزمني في اللحظة الأخيرة، هو مجرد مراعاة لمصالح سياسية خاصة ولا يخدم اللعبة، ويبدو أنه يضع مصالحها في المرتبة الثانية".
أعضاء 7 دول أوروبية أبرزها إنجلترا وألمانيا غادروا الكونغرس
وصرحت ليز كلافينيس، رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، التي انضمت إلى الانسحاب قائلة: "إن تأخر وصول رئيس الفيفا إلى مؤتمر الفيفا الخامس والسبعين أمرٌ مُخيب للآمال، يُعدّ المؤتمر السنوي أهم هيئة لضمان الحوكمة الرشيدة لكرة القدم الدولية، الوضع مُقلق، فقد سافر ممثلو 210 اتحادات محلية من جميع أنحاء العالم للمشاركة، مُتوقعين قيادةً مهنيةً وحوارًا على أعلى مستوى".
وتعتبر هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يغادر فيها تشيفرين بعد استراحة القهوة في منتصف الكونغرس في العام الماضي في بانكوك، إلا أن هذا الانسحاب كان أوسع نطاقًا وأكثر إثارة للجدل بشكل ملحوظ، حيث غادر القاعة ممثلون في مجلس الفيفا من إنجلترا وبلجيكا وألمانيا والمجر وقبرص والجبل الأسود ورومانيا.