خطا الأهلي المصري خطوة كبيرة نحو بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، بعدما هزم مضيفه سيمبا التنزاني بهدف نظيف من توقيع أحمد نبيل كوكا في الدقيقة الخامسة، ليكون كل ما على الأهلي فعله في مباراة الإياب هو التعادل بأي نتيجة على أقل تقدير لضمان التأهل.
حامل اللقب الأفريقي لم يقدم أفضل مبارياته في دار السلام، لكنه حقق النتيجة المثالية بعد الفوز ذهابًا على أرض المنافس، لتصير المهمة أسهل كثيرًا في مباراة العودة أمام جماهيره المتحمسة.
هدف مبكر
طريقة لعب سيمبا خلال المباراة كانت شبيهة جدًّا بغريمه يانغ أفريكانز عندما واجه النادي القاهري في دور المجموعات، من حيث الاحتفاظ الطويل بالكرة، والصبر على تطويرها، والوصول لمنطقة جزاء المنافس.
لكن سيمبا تلقى ضربة موجعة بعدما استغل الأهلي فرصته الأولى في المباراة، بعد قطرية مميزة من عمرو السولية لمح فيها محمد هاني فرصة لعبور منافسه، وكسب مساحة كبيرة خلفه قبل أن ينهي أحمد نبيل كوكا الهجمة في المرمى، ليريح أعصاب الفريق الأحمر.
الهدف كان مهمًّا جدًّا للمارد الأحمر، فسيمبا قضى المباراة كلها محاولًا مطاردة النتيجة لكنه لم يفلح في التسجيل، رغم صناعته لأكثر من فرصة خطيرة.
مشكلة الأهلي الدفاعية تبدأ من الوسط
في الوقت الذي قد يُلقى باللوم على دفاع الأهلي أمام الثغرات الدفاعية الواضحة التي كُشفت اليوم، إلا أن كلمة الدفاع عبارة مطاطية لا يمكن أن تحتمل فقط الخط الخلفي، فجناحا الفريق لا يبذلان جهدًا كبيرًا في الضغط على عناصر سيمبا التنزاني، بينما لا يساهم أنتوني موديست بأي نوع من أنواع الضغط على قلبي دفاع سيمبا.
لكن المشكلة الكبرى فعلًا في الأهلي دفاعيًّا تكمن بشكل رئيسي في خط وسطه، فتمركز لاعبيه خاطئ في كثير من الأحيان، ويظهرون متأخرين عندما ينبغي عليهم الضغط مبكرًا، وهنا يأتي دور كبح جماح الضغط غير المحسوب.
فمع تأخر وسط الأهلي في الضغط، ربما يجدر بعناصره التأني في ممارسته على عناصر المضيف التنزاني، خاصة من جانب مروان عطية الذي لا يتوانى عن الضغط مهما كانت العواقب، فيترك مكانه كثيرًا لينكشف ما بين الخطوط، وهي المنطقة التي كان كانوتي وتشاما يستغلانها ببراعة لتلقي تمريرات نجوما وسار أمام منطقة الجزاء، وخلف مروان عطية لتصبح الأمور صعبة على دفاع الأهلي، خاصة من جانب رامي ربيعة بطيء القرار في الخروج للضغط والتغطية خلف عطية.
أدمن التنزانيون تلك التمريرات العميقة مستغلين الإصرار الأهلاوي على الضغط غير المحسوب، لتظهر ثغرات عمق الدفاعات الحمراء، ومنها كاد سيمبا يسجل بالتسديد من بعيد، لكن كثيرًا من تلك التسديدات كانت تصطدم بمدافعي الأهلي أو بالتمرير البيني خلف قلبي الدفاع، ومن إحداها كاد كانوتيه يسجل من انفراد، لكنه سدد باتجاه جسد مصطفى شوبير.
مصطفى شوبير يصنع الفارق
صحيح أن تلك التسديدة كانت سهلة ليتصدى لها شوبير، إلا أن حارس الأهلي نجح في أكثر من اختبار صعب، فأخرج كرة صعبة من ركنية حولها مالوني بكعب قدمه فأظهر ردة فعل مميزة، كما تصدى لتسديدة دينيس الأرضية وأخرجها إلى ركلة ركنية.
شوبير كذلك كان عاملًا لثقة زملائه، ففي عدة لقطات كان يتصدى للكرات من دون أن يمنح سيمبا أملًا في فرصة ثانية، بعدما روض عدة كرات بشكل جيد من دون أن يهتم فقط بالتصدي الأول.
وعلى سيرة دينيس، فإن جناح سيمبا الأيمن تفوق بشكل واضح على عناصر الأهلي سواء علي معلول أو حتى عندما كان ينضم للعمق، وكان اللاعب الذي يقدم حلًّا منفردًا من بين لاعبي سيمبا المميزين بشكل أكبر في اللعب الجماعي.
كولر يتدخل قبل التعادل
شدد عناصر سيمبا من ضغطهم مع بدايات الشوط الثاني، وأصبحوا على شفا تسجيل هدف التعادل، بعدما حاصروا الأهلي كثيرًا وأمطروه بالعرضيات والتسديدات، لكن التوفيق لم يحالفهم.
تبديلات كولر لم تقدم الإضافة على المستوى الدفاعي، لكنها أفادته بشكل غير مباشر، بعدما نجح الأهلي أخيرًا في تنفيذ عدة هجمات مرتدة خطيرة، كاد يسجل منها الهدف الثاني.
أما على صعيد المساهمة في المستوى الدفاعي، فتلك التبديلات منحت الفرصة لدفاع الأهلي في التقاط الأنفاس وإطالة المدة بين هجمات سيمبا، لتقل الخطورة كثيرًا بعدما لم يعد الفريق التنزاني يحاصر النادي القاهري.
الأهلي سيتأثر كثيرًا بغياب إمام عاشور
مباراة اليوم أكدت الشعور العام بأن إصابة إمام عاشور ضربة كبيرة للأهلي، فالفريق المصري افتقد للاعب الوسط الذي يستطيع نقل الكرة إلى الجانب الآخر من الملعب، ولو بمجهود فردي كالذي يقوم به عاشور.
بينما يحتاج الأهلي لمجهود أكبر من عمرو السولية ونبيل كوكا ومروان عطية على صعيد الاحتفاظ بالكرة والتحكم في النسق، لمنح الفرصة للفريق لالتقاط الأنفاس وإحباط الخصوم.
في نهاية الأمر، فإن الأهلي حقق نتيجة أكثر من ممتازة، في حين أصبح سيمبا بحاجة إلى تحقيق معجزة والفوز في ملعب غير معتاد أن ينهزم فيه الفريق الأحمر على المستوى الأفريقي إلا نادرًا.