لا الوحدات بخير ولا الفيصلي كذلك، ويبدو أن مواجهاتهما معًا بحكم العادة لا تخضع لمنطق، فالأفضل ليس شرطًا أن يفوز والأسوأ ليس بالضرورة أن يخسر، ومن هنا يبرز عنصر التشويق والإثارة للقمة المرتقبة التي تجمعهما غدًا السبت في الجولة الخامسة لبطولة الدوري الأردني بكرة القدم.
وتكتسي القمة أهمية خاصة للمنافسين التقليدين، فالفوز يقدح شرارة الانطلاقة القوية، ويمنح صاحبه الثقة المطلوبة لمواصلة حصد النقاط، والخسارة تعقّد الموقف وتبدد الأمل، فيما قد يكون التعادل مرضيًا لكليهما.
ويقدم موقع winwin في هذا التقرير قراءة في الأوراق الفنية للوحدات والفيصلي، في قمة يحتضن مجرياتها استاد عمان الدولي.
الوحدات ومراجعة الذات لتغيير الصورة الفنية
يحتاج المارد الأخضر في هذه المباراة للتحفيز النفسي والذهني أكثر من الإعداد الفني، فالفريق فقد ثقته بنفسه عندما أهدر النقاط فخسر بأرضه أمام الرمثا 0-1 وتعادل مع الأهلي 0-0، وحقق انتصارين صعبين على السرحان 1-0 وشباب الأردن 3-0.
وتعد هذه المباراة مهمة ومصيرية لفريق الوحدات، وقد تتعدى أهمية حسم اللقب، فهي ستضع الفريق أمام مفترق طرق، إما مصالحة الجماهير والعودة إلى المسار الصحيح، أو زيادة الاحتقان ومواصلة النزيف وارتفاع الأصوات المطالبة بحل مجلس الإدارة.
ويعي البوسني داركو مدرب الوحدات أهمية المواجهة، وهو رصد قدرات منافسه جيدًا، ويشعر بنوع من التفاؤل وبخاصة أنه سبق أن جرد الفيصلي قبل عدة سنوات من لقب كأس السوبر الأردني.
ويسعى داركو إلى رفع مؤشر التركيز لدى اللاعبين وتخفيف الضغوط عليهم، وحثهم على تقديم مباراة تليق بهم أولاً وبناديهم.
وفنيًّا، فإن داركو يمتلك الأوراق القادرة على تحقيق تطلعاته في حال قدم كل لاعب الدور المنوط به دفاعيًّا وهجوميًّا، ولا شك أن المدرب سيركز بالدرجة الأولى على ضرورة تجنب استقبال الأهداف.
وفي حال كان لاعبو الوحدات في قمة تركيزهم الذهني، فإنهم سيظهرون بشكل جيد على المستوى الفني والبدني، وعادة ما تتحقق هذه العوامل تلقائيًّا، لأن كل لاعب يسعى ليكون في قمة جاهزيته في الكلاسيكو.
الرؤية الفنية لداركو تقوم على أهمية الاستحواذ على الكرة، ومنع الخصم من الوصول إلى مرمى فريقه، وسينتهج استراتيجية توسيع الملعب عند استلام الكرة وتضييقه عند فقدانها، ومن ثم التفكير بشن الهجمات عبر تكتيك هجومي متوازنٍ ومنضبط، يقوم على سرعة التمرير في مناطق الخطورة، مع الاعتماد على المهارات الفردية وبخاصة لعامر جاموس وصالح راتب ومهند سمرين، وأهمية تصرفهم بذكاء سواء بالكرة أو بدونها.
ويؤمن داركو بقدرات المهاجم الموريتاني أمادو نياس، فاللاعب يمتلك الإمكانات وغيابه عن التهديف يعود لحالة الفوضى التكتيكية التي عاشها الفريق في الجولات الأربعة الماضية في الدوري، ولذلك قد يظهر في المباراة بشكل أفضل مع توجيه تعليمات خاصة له بضرورة البقاء داخل منطقة الجزاء.
ودفاعيًّا، سيطلب داركو من فراس شلباية تحقيق التوازن في تنفيذ الواجبات الدفاعية والهجومية والأمر ينطبق على الفلسطيني وجدي نبهان، فيما سيثبت قلبي الدفاع المصري مصطفى معوض وعرفات الحاج، حيث تنحصر أدوارهم بالتمركز الصحيح وفرض الرقابة الصارمة، بما يحافظ على الشكل الدفاعي ويحد من خطورة الفريق المنافس.
ويمتلك داركو عدة أوراق سيدفع بها بحسب مقتضيات المباراة، حيث ستكون الفرصة سانحة للدفع بالمهاجم الجديد بكر كلبونة، مع إمكانية الاستفادة من أحمد الحراحشة ومحمد موالي وعبد الحليم الصغير.
الفيصلي ثقة ورؤية فنية جديدة
يستقر فريق الفيصلي في المركز الثاني برصيد 9 نقاط، متخلفًا بفارق نقطة واحدة عن الرمثا "المتصدر"، والفوز هو الخيار الوحيد أمامه ليبقى على مقربة من الصدارة.
وسيقود المدرب الصربي دينيس كوريتش أول مباراة لفريق الفيصلي أمام الوحدات، لكن توجيهاته ستكون من خلال التشاور مع مساعده بهاء عبد الرحمن، الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة عن اللاعبين وقدراتهم.
وتبدو الحالة المعنوية للفيصلي جيدة، رغم أنه لم يقنع بعد بأدائه، فحقق انتصارات بشق الأنفس على الجزيرة والسلط وشباب الأردن وبذات النتيجة 2-1، لكنه سيسعى جاهدًا لاستثمار حالة منافسه الذي يعيش في أسوأ أحواله، ما سيعطيه دافعية ورغبة أكبر لتحقيق الفوز.
وسيعمل الفيصلي على ضغط الوحدات من البداية، وذلك من خلال فرض السيطرة على منطقة خط الوسط بوجود محمد راتب الداوود، وفضل هيكل وخالد زكريا، فقوة الفريق تكمن بقوة حضورهم.
ويدرك الفيصلي أن منافسه يعاني من ضعف في الدفاع، حيث سيجتهد من أجل استثمار المساحات من أطراف الملعب، معولاً على لاعبين لديهم المهارة والسرعة كأحمد العرسان ومجدي العطار القادرين على إزعاج دفاع الوحدات، وتمويل المهاجم الإسكتلندي لي أروين الذي يمتاز بطول القامة على عكس مدافعي الوحدات.
وغالبًا ما سيعتمد الفيصلي على خطة 4-3-3، مستخدمًا الضغط العالي لاستعادة الكرة وإرباك المنافس، لوضعه تحت الضغط واستثمار المساحات الفارغة، وخلق التفوق العددي لضمان فاعلية الهجمات.