تحليل | عندما امتدح شاكا إنجلترا فكشف مساوئ ساوثغيت دون قصد!

بواسطة Nabil.Belhimer , 9 يوليو 2024

ما زالت إنجلترا موجودة في يورو 2024، وتحقق نتائج مميزة في كل البطولات التي خاضتها مع المدير الفني غاريث ساوثغيت الذي قاد منتخب "الأسود الثلاثة" إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 ونهائي يورو 2021 وربع نهائي كأس العالم 2022 الذي خسره بعد إضاعة هاري كين لركلة جزاء أمام الفرنسيين، وها هم الآن حاضرون في نصف نهائي اليورو ومرشحون لبلوغ النهائي الثاني على التوالي على حساب منتخب هولندا.

قد تصل إنجلترا إلى النهائي مجددًا، لكن شتان ما بين أدائها في اليورو الماضي واليورو الحالي؛ فرغم تقديمها لدور مجموعات متوسط في النسخة الماضية إلا أنها بدت منتخبًا متماسكًا يعرف ماذا يفعل وقتها، وقد عرف ذلك بالفعل في الإقصائيات عندما قضى على العقدة الألمانية وواصل طريقه حتى النهائي الذي خسره بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

شاكا يمتدح إنجلترا.. ويكشف ساوثغيت

في النسخة الماضية، خسر الإنجليز أمام الإيطاليين رغم تقدمهم في النتيجة، إذ إن تراجع المنتخب للخلف بشكل مبالغ فيه في الشوط الثاني منح إيطاليا فرصة العودة. صحيح أنهم لم يتعرضوا لهذا الموقف في اليورو الحالي لكن هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي تُؤخذ على الناخب الوطني الإنجليزي في النسخة الحالية.

يمتلك غاريث ترسانة من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق، وفي هذا الصدد خرج نجم المنتخب السويسري غرانيت شاكا بتصريحات قال فيها "إن منتخب إنجلترا لا يُمنح التقدير الكافي عن أدائه في اليورو الحالي وأنهم منتخب من الطراز الرفيع، يستحقون التقدير، التقدير لكل لاعب فيهم، فهم يلعبون في كبرى أندية العالم".

والحقيقة أن هذا بيت القصيد، فلا أحد يختلف مع لاعب ليفركوزن الحالي وأرسنال السابق على أن منتخب الأسود الثلاثة يمتلك مجموعة مذهلة من اللاعبين من الطراز الرفيع الذين يمتلكون قدرات فذة مقارنة بعديد المنتخبات الأخرى.

لكن شاكا، دون قصد ربما، كشف عوار ما يحدث. فغاريث يمتلك هذه المجموعة من اللاعبين ومع ذلك هو غير قادر على تقديم أداء يليق بما يمكن الخروج به بهذه المجموعة من اللاعبين.

الحديث ليس عن أداء جمالي أو ممتع –نعرف أن هذا الأمر يستفز بعض المبالغين في عشق الواقعية-، لكن عن عدم تقديم أداء متماسك لا يُشعرك طوال الوقت أنك أمام منتخب مهدد بتوديع البطولة، والشعور هنا ليس فقط وليد أحاسيس مرهفة بل هو حقيقة واقعة، كاد أن يتم إثباتها لو لم يتدخل جود بيلينغهام لإعادة الإنجليز من سلم المطار في الدقيقة 95 أو لم يطلق بوكايو ساكا تسديدته الرائعة التي منعت سويسرا من تحقيق كبرى إنجازاتها على مدار تاريخها.

أرقام متواضعة وفكر مرتعد

نحن هنا لسنا أمام حالة عدم توفيق أمام المرمى لفريق يصنع كل شيء لكنه لا يسجل، أو حالة فريق لا يقدم أداءً جماليًا لكنه يمنع المنافسين من الوصول لمرماه، بل أمام سيارة فيراري من أحدث الطرازات لكن صاحبها يقرر أن لا يضغط دواسة البنزين تقريبًا!

Tweet URL
https://twitter.com/EURO2024/status/1810343087006171344

الأرقام لا تكذب. موقع ذي أثلتيك كشف أن إنجلترا أمام سويسرا على سبيل المثال لم تحقق سوى 0.7 فقط من الأهداف المتوقعة بينما صنعت منافستها سويسرا نسبة 1.5 هدفًا. والحديث هنا عن مباراة تحسن فيها أداء إنجلترا مقارنة بمباراة سلوفاكيا.

كما كشف نفس الموقع عن أن متوسط عدد التمريرات التي تمررها سويسرا قبل تدخل دفاعي إنجليزي من بعد الثلث الأول أو ما يعرف بـ PPDA “Passes per defensive action”كان 15.9 تمريرة وهو رقم متواضع جدًا لمنتخب لا يضغط تقريبًا، ويبالغ في تراجعه بشدة.

ويمكنك أن تستشهد مرجعيًا برقم سويسرا في نفس المباراة والذي بلغ 12.6 تمريرة مع الأخذ في الحسبان أنه كلما انخفض الرقم كلما كان أفضل، إذ إنك لا تمنح منافسك فرصة التمرير باستمرار دون أن تبدأ في الضغط الحقيقي عليه ومحاولة استخلاص الكرة.

يمكنك حتى أن ترى كيف تراجعت إنجلترا بشدة إلى مناطقها في الكثير من اللقطات ومنها هدف سويسرا بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل والساعة إلى الدقيقة 75.

الصورة
إنجلترا وسويسرا

يتراجع ساوثغيت بفريقه إلى درجة أن يتقدم قلبا دفاع سويسرا دون أية مشكلة أو مضايقة ليشاركا في حصار المنتخب الإنجليزي كمنتخب صغير مرتعد يتلقى اللعب.

ضوء في نهاية النفق

كل ذلك رغم أنه عندما أجرى مدرب إنجلترا تبديلاته، تغيرت الكثير من الأمور. بعض من المخاطرة مع إشراك من يمتلكون الحماس والقدرة الكافية على صناعة الفارق.

دفع ساوثغيت بكول بالمر وإيزي اللذين يحتاجان للفرصة، كما كان اشتراك لو شو مفيدًا في وجود قلب دفاع أيسر يلعب بالقدم اليسرى لمزيد من السلاسة في الخروج بالكرة.

وعلى ذكر الخروج بالكرة، فرغم الانتقاد لمنتخب إنجلترا إلا أنه كان أفضل كثيرًا في إخراج الكرة أمام سويسرا مقارنة بإيطاليا، واستفاد من فكرة ساوثغيت باللعب بثلاثي دفاعي لزيادة عدد اللاعبين في عملية البناء "build up" ليتجنب الشراسة الكبيرة التي يمتلكها السويسريون في عملية الضغط والتي أظهروها بقوة أمام إيطاليا، كما أن مسألة اللعب بظهيري جناح ساعد جوردان بيكفورد كثيرًا على إرسال كرات سليمة إلى الطرفين لضرب عملية الضغط السويسري، وهي أشياء تُحسب لمدرب إنجلترا.

الصورة ليست قاتمة كما تبدو، فبعض الأمور تبدو جيدة، فقط تحتاج لجرأة أكبر من ساوثغيت عندما يتخذ قرارًا بالتغيير كما حدث في البناء من الخلف وكما حدث في تبديلاته أمام سويسرا والتي ربما يجدر به التفكير في تحويل بعضها إلى خيارات أساسية!

تدريجيًا، كذلك يمكن الاستفادة من كوبي ماينو بعد أن ارتكب ساوثغيت كارثة في تصريحاته حول افتقاده للاعب وسط بعد ابتعاد كالفن فيليبس، وحيرته وتجاربه في بداية البطولة مع الدفع بأليكساندر أرنولد ثم التحول لغالاغير قبل الاستقرار على ماينو الذي لا يقدم أداءً دفاعيًا مميزًا مثلما كان الحال مع أرنولد وغالاغير؛ لكنه على أقل تقدير جيد في التخلص من الضغط وكان قادرًا على التعامل مع شاكا في هذا الصدد.

Image
مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت تحت الضغط في يورو 2024 (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Source
Show in tags
On
Caption
مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت تحت الضغط في يورو 2024 (Getty)
Show Video
Off