أضاف باريس سان جيرمان كأس السوبر الأوروبي إلى رصيده من الألقاب لعام 2025، بفوزه على توتنهام هوتسبير بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، بعد أن كان متأخراً بهدفين دون رد، ليفشل توتنهام في أن يصبح أول بطل للدوري الأوروبي يتوج بكأس السوبر الأوروبي منذ أتلتيكو مدريد عام 2018.
لماذا تجب الإشادة بأداء توتنهام؟
قبل المباراة، تساءل البعض عمّا إذا كان توتنهام سيكون بمقدوره التعامل مع فارق الجودة بينه وبين باريس سان جيرمان، يتمتع الأخير بجودة هجومية عالية، وقد وضع المدرب الجديد توماس فرانك بحكمة، هيكلًا دفاعياً لاحتواء هذا الهجوم، حيث جهز فرانك فريقه الجديد بتشكيلة قوية كعادته، بثلاثة مدافعين واثنين "وينغ باكس" يتميزان بالحركة، حيث يعد توتنهام خطيراً في الهجمات المرتدة، وارتبط ريتشارليسون ومحمد قدوس بشكل جيد في الهجوم.
مثلما فعل أوليفر غلاسنر مع كريستال بالاس بطل الدرع الخيرية، ورث فرانك، فريقاً متعثراً ومثقلاً بالضغوط، وأعاد تشكيل أسلوب لعبه، وغير ثقافة النادي، حتى رغم الخسارة فتوتنهام كانت له هوية وأسلوب لعب واضحتين.
عرف توتنهام كيف يغلق مفاتيح لعب باريس فلاعب الوسط بابي سار كان مع فيتينيا في كل مكان حتى خروجه، وكان محمد قدوس قادراً على التعامل في المواجهة الثنائية مع نونو مينديز وإجباره على الالتزام أكثر دون الصعود كثيراً خشية من اللعب خلفه.
كانت خطة معدّة بإتقان لتحييد نقاط قوة باريس سان جيرمان. قام الظهيران، جيد سبنس وبيدرو بورو، بتقييد ظهيري باريس سان جيرمان، أشرف حكيمي ونونو مينديز، ولم يسمحا لهما قط بتوسيع نطاق اللعب والسيطرة على توتنهام.
لم يتمكن توتنهام من تجاوز الضغط في اللحظات الأخيرة، لكنهم كانوا الفريق الأفضل في فترات طويلة ضد فريق يعتقد الكثيرون أنه الأفضل في العالم؛ كانت الخسارة بركلات الترجيح نهاية قاسية لمباراة أظهر فيها توتنهام إمكاناته ضد ما يُقال إنه أفضل فريق كرة قدم في العالم.
من المستبعد جداً أن يلعب فرانك بنفس الطريقة "المتحفظة" ضد بيرنلي يوم السبت المقبل في افتتاحية البريميرليغ، مع احتمال عودة فرانك إلى خطة 4-2-3-1 المفضلة له، فالطريقة اليوم كانت فقط للتعامل مع قوة باريس.
ميزة الكرات الثابتة
كان توماس فرانك مع برينتفورد قادراً على الاستفادة من التفاصيل الصغيرة مثل الكرات الثابتة وحتى رميات التماس الطويلة، ومرة أخرى ينقل هذه الميزة لتوتنهام الذي سجل هدفين من الكرات الثابتة بشكل مميز، وسجّل مدافعان أساسيان الهدفين؛ ميكي فان دي فين وكريستيان روميرو بواقع هدف في كل شوط.
تغييرات إنريكي تقلب الوضع لصالح باريس سان جيرمان
الفارق بين توتنهام وباريس يكمن في الأوراق على الدكة وعمق التشكيلة وجودة البدلاء، عندما دخل فابيان رويز وغونسالو راموس انقلبت الأوضاع وتحرر عثمان ديمبيلي أكثر ووفر منفذاً جديداً في الوسط.
كان انتشار باريس سان جيرمان في نهاية الوقت الأصلي رائعاً، قاموا بتوسعة الملعب على دفاعات توتنهام "العميقة"، وبالتالي وجدت المساحات في الدفاعات، واستفاد منها باريس.
شوفالييه يعوض براعة دوناروما من نقطة الجزاء
أثار مدرب باريس يان لويس إنريكي الكثير من النقاشات حول قدرة حارسه الجديد لوكاس شوفالييه في التصدي لركلات الترجيح وذلك بعد تجميده جانلويجي دوناروما، حيث يشتهر الأخير بصدّه لركلات الترجيح وأبرزها تصديه لثلاث ركلات ترجيح لإيطاليا ضد إنجلترا في نهائي يورو 2020.
تعرّض شوفالييه للاختبار أولاً في ركلات الترجيح؛ لكن توتنهام افتتح التسجيل بعدما سدد دومينيك سولانكي ببراعة في الزاوية اليمنى العليا ثم تقدم فيتينيا لباريس سان جيرمان، وسدد كرة غريبة دون النظر الكرة بعيداً عن المرمى.
وسدد كل من بينتانكور وراموس ركلتيهما بنجاح، ليتقدم توتنهام (2-1) في ركلات الترجيح؛ لكن شوفالييه أظهر بعد ذلك قدرته على سد فراغ دوناروما، حيث تصدى لتسديدة فان دن فين الضعيفة. ثم أدرك ديمبيلي التعادل بهدوء لباريس.
كرر لاعب توتنهام ماتيس تيل تسديدة فيتينيا الكارثية، حيث سددها مرة أخرى بتهور خارج المرمى، قبل أن يمنح لي كانغ إن باريس سان جيرمان التقدم لأول مرة. ثم حسم نونو مينديز ركلات الترجيح بتسجيله الأخيرة.