واجه برشلونة اختبارًا صعبًا ضد ليفانتي الذي تقدم عليه بهدفين نظيفين مع نهاية الشوط الأول بعد أداء كارثي من فريق هانز فليك، لكن الأخير رد بثلاثية في الشوط الثاني، في المرة الأولى التي يقلب فيها البارسا تأخره بهدفين خارج ملعبه لفوز منذ ستينيات القرن الماضي.
كان البارسا قد استهل حملة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني هذا الموسم بفوز كبير بثلاثية دون رد خارج ملعبه أمام مضيفه ريال مايوركا، ليحصل بذلك على العلامة الكاملة (6 نقاط من مباراتين).
أراوخو يكشف خط دفاع برشلونة المتقدم
لا يزال برشلونة يتمسك بخط دفاع متقدم واللعب على مصيدة التسلل، وهذا الأسلوب نجح بشدة في الموسم الماضي، لكن يبدو أن هذا الأسلوب انكشف الآن؛ لأن تركيبة الدفاع في برشلونة تغيرت، فعلى سبيل المثال رونالد أراوخو وجد نفسه مجددًا في حيرة من أمره حيال التعامل مع خط الدفاع المتقدم، مما منح ليفانتي فرصًا أكثر من المعتاد في الهجمات المرتدة.
علماً بأنه مع استحواذ برشلونة المطلق على الكرة، فإن ليفانتي كانت له فرص محققة (5) أكثر من البارسا (2) كما أن الأهداف المتوقعة لليفانتي كانت أكبر (2.12 مقابل 2.04)، وإذا كان برشلونة يُريد مواصلة تطبيق خطة الدفاع المتقدم فيجب أن يكون الدفاع مكونًا من كوبارسي وكوندي وبالدي وكريستنسن.
على ذكر الدفاع لم يكن باو كوبارسي الذي وضع ذراعيه خلف ظهره، قويًا بما يكفي ليتمكن روميرو من مراوغته ويسجل الهدف الأول لأصحاب الأرض بعد 15 دقيقة.
كاسادو والضعف في التعامل مع التحولات
في حين تفنن بيدري في عملية صناعة اللعب والفرص وتقليص الفارق بهدف، إلا أن شريكه في الوسط مارك كاسادو لم يظهر بالشكل المطلوب، وتسبب في ظهور ثغرة في خط وسط الفريق.
لعب كاسادو أساسيًا ضد ليفانتي وسط شائعات عن رحيله، ومع ذلك حظي بثقة فليك، لكن اللاعب فشل في التعامل مع تحولات ليفانتي؛ إذ لم يكن دوره في إيقاف الهجمات المرتدة بالمستوى المطلوب، وتحسن برشلونة بعد خروجه ودخول غافي الذي شارك بديلاً في الشوط الثاني ومنح برشلونة المزيد من الزخم الهجومي.
ولعب فليك برافينيا كلاعب وسط مهاجم خلف فيران توريس ووضع ماركوس راشفورد على الجناح الأيسر، لكن القرار أثبت فشله.
دفاع ليفانتي المتماسك وكتلة دفاعه المتأخرة تتطلب لاعبًا رقم 10 متعدد الاستخدامات لاستغلال المساحات والتنقل بين المساحات الضيقة، وهو أمر كان داني أولمو مثاليًا له، لذلك عندما شارك أولمو عاد رافينيا للجناح الأيسر، الذي يتميز فيه، فتألق أولمو في دوره المعتاد كلاعب رقم 10 وتألق رافينيا في دوره المعتاد على الرواق الأيسر.
لكن التغيير لم يقتصر على اللاعبين فقط: فقد أظهر برشلونة أداءً جيدًا، ولعب بقوة وحماس أكبر، وحرك الكرة بسرعة وتركيز أكبر في الثلث الأخير. دخول أولمو كان له تأثير إيجابي كما حدث مع غافي، حيث أضفى الحيوية على أسلوب لعب برشلونة في الشوط الثاني.
تعاون راشفورد بشكل جيد مع بالدي على الجانب الأيسر، لكن تأثيره سرعان ما خفت، ولا يزال أمام اللاعب مجال للتطور في إنهاء الهجمات، حيث يواصل جهوده لاستعادة أفضل مستوياته، لكن مع صناعته لفرصتين ونجاح تام في كافة تمريراته سيكون فليك راضيًا عن مستواه.
لكن مرة أخرى سيكون مركزه موضع تساؤل كبير بعد فشل رافينيا في اللعب كلاعب وسط مهاجم وتألق أولمو في هذا الدور.