بالتخصص، خرج برشلونة من ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو فائزًا على أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف نظيفة ليتلقى الأخير هزيمته الأولى في الليغا على ملعبه منذ أن هزمه البارسا كذلك قبل ما يزيد عن العام في لا ليغا الموسم الماضي.
انتصار البارسا كان بمثابة المحافظة على الأمل الواهي للفريق في اللحاق بريال مدريد الذي وسّع الفارق مع جيرونا إلى 10 نقاط لكن الفارق مع البارسا استمر في حدود النقاط الثمانية والتي يأمل النادي الكتالوني في تضييقها قبل خوض غمار الكلاسيكو بعد جولتين من الآن.
أعراض دوري الأبطال
صحيح أن برشلونة خاض لقاءً هو الآخر في دوري أبطال أوروبا فاز فيه على نابولي، إلّا أن الأتلتي خاض ملحمة أشد صعوبةً عندما استضاف الإنتر؛ ليحتاج لـ120 دقيقة وركلات ترجيح ليهزمه.
وبالنظر لحصول الأتلتي على يوم راحة أقل من البارسا فإن دييغو سيميوني اضطر إلى الاحتفاظ بكثيرٍ من عناصره الأساسية وعدم الدفع بهم منذ البداية وفي مقدمتهم نجم الفريق أنطوان غريزمان وكذلك قائده كوكي إلى جانب أحد أفضل مدافع الأتلتي هذا الموسم ماريو إيرموسو.
هذه الأمور أثّرت في تناغم الفريق الذي قدّم 20 دقيقة أولى جيدة جدًا، وربما الشوط الأول كان جيدًا ككل؛ لكن هناك تفاصيل ظهر فيها فارق الجودة بين عناصر سيميوني الأساسية وعناصره الاحتياطية، حتى وصل الأمر إلى أن يدخل سيميوني لأرض الملعب ليعنّف رودريغو ريكيلمي بشدة على عدم تغطيته بسرعة على الجانب الأيسر.
كما ظهر سخط سيميوني بسبب إطالة بعض لاعبيه الاحتفاظ بالكرة كما كان الحال في إحدى اللقطات مع صامويل لينو وربما كان هذا هو سبب استبداله في الشوط الثاني.
برشلونة بالتخصص
ربما يخسر البارسا أحيانًا في الميتروبوليتانو؛ لكن في كثيرٍ من الأحيان بدا أن البارسا كان سينسحق تمامًا أمام الأتلتي كما يحدث لكثيرٍ من ضيوفه الآخرين.
اليوم لم يختلف الحال كثيرًا .. حتى في ظل شوط أول ارتأى البعض أن الأفضلية كانت فيه لأتلتيكو مدريد –رغم أنني لم أرَ تلك الأفضلية بوضوح- كان لبرشلونة أكثر من فرصة للتقدم في النتيجة.
البارسا يجيد التعامل مع مباراة الميتروبوليتانو، فلاعبوه يجيدون اللعب في المساحات الصغيرة والتعامل مع اندفاعات المنافس عليهم، كما أن للتحرك دون كرة قيمته الكبيرة في مثل هذه الظروف.
البلوغرانا تمكن من استغلال أحد أهم ثغرات أتلتيكو مدريد، وهي المسافة التي تقع بين قلب الدفاع والظهير الجناح وفيها تحرك ليفاندوفسكي بذكاء في لقطة الهدف الأول، وكذلك تحرك إليها فيرمين لوبيز مستغلًا تأخر ستيفان سافيتش في العودة لسد تلك الثغرة في لقطة الهدف الثالث.
تألقٌ في وقت مناسب
لا يُعرَف من أين أتى روبرت ليفاندوفسكي بهذا المستوى الكبير؟ اللاعب تعرّض لانتقادات شديدة "مستحقة" في الآونة الأخيرة؛ لكنه اليوم أظهر وجهًا مغايرًا للغاية فقد ركض أكثر من 10 كيلومترات وتصرف بالكرة بشكل ممتاز، وعندما حان وقت التمرير.. مرر، وعندما حان وقت التسديد.. سدد!
لكن ليفا لم يكن وحده من تألق، فقد عاد جواو فيليكس من ثلاجة الأداء البارد الرتيب ليسجل مجددًا في مرمى فريقه السابق، بينما واصل رافينيا تقديم مستوى طيب للغاية في الآونة الأخيرة، وكان لديه الحق في أن يكون حزينًا على استبداله في توقيت مبكر نوعًا ما.
لا يمكن كذلك التغافل عن المستوى المميز الذي يقدمه فيرمين لوبيز للمباراة الثانية على التوالي بعد تألقه أمام نابولي. مستوى لوبيز منح برشلونة الفرصة لإعادة غوندوغان لتمركز متراجع أكثر مع المحافظة على وجود لاعب يقدم نفس الإضافة الهجومية التي كان يقدمها غوندوغان داخل منطقة الجزاء.
مستقبل اللقب
لا يزال برشلونة بعيدًا عن التفكير في اللحاق بريال مدريد، لكن أتلتيك بيلباو ومايوركا ربما يكون لديهما رأي آخر عندما يواجهان ريال مدريد قبيل الكلاسيكو، وفي حالة تعثر الميرينغي في تلك المباراتين، فإن أهمية مباراة الكلاسيكو ستتضاعف إلى حدٍ كبير وستكتسب قيمة كبرى كثيرًا.
سيكون ذلك الأمل الواهي في ظل مباراتين أخف وطأة للبارسا قبيل الكلاسيكو أمام لاس بالماس في المونتغويك ثم زيارة أسهل نسبيًا لقادش.
سيضطر برشلونة إلى خوض مباراة واحدة على الأقل من تلك المباراتين دون مدربه تشافي الذي قد ترتفع عقوبته إلى مباراتين في ظل تكرار طرده؛ لكن الأكيد أن تشافي سيكون سعيدًا بما قدّمه فريقه اليوم وما يقدّمه عمومًا في الشهر الأخير سواء محليًا أو أوروبيًا.