تحليل.. البرازيل "السريعة" تنتصر بعد معركة مفيدة ضد باراغواي

بواسطة Amr.Salah , 29 يونيو 2024

أجهزت البرازيل على منافستها باراغواي في المباراة التي جرت بين الفريقين ضمن الجولة الثانية من كوبا أمريكا 2024، ليعوض السيليساو ما فاته عقب التعادل المخيب في الجولة الافتتاحية ضد كوستاريكا.

البرازيل تمكنت بتلك النتيجة من قطع خطوة كبيرة نحو بلوغ الدور ربع النهائي كوبا أمريكا 2024، عقب وصولها للنقطة الرابعة خلف كولومبيا المتصدرة، والتي سحقت كوستاريكا بثلاثية نظيفة، لتصبح المواجهة الأخيرة بين كولومبيا والبرازيل حاسمة في مسألة الصراع على صدارة المجموعة، بينما باتت كوستاريكا مُطالبة بتحقيق نتيجة كبيرة للتأهل شريطة خسارة رفاق فينيسيوس جونيور أمام رفاق خاميس رودريغيز.

أخيرًا.. البرازيل سريعة!

ما الفارق بين مباراة اليوم ومباراة كوستاريكا؟ الحقيقة أنه قبل تسجيل البرازيل للهدف الافتتاحي لا شيء مختلف تقريبًا مع استثناءات بسيطة! منتخب من دون خطة واضحة، واعتماد واضح على الفردية والارتجال لا تخطئه العين. ربما الفارق فقط في حراك أحدثه وجود سافيو أساسيًّا، بعدما تألق في المباراة الأولى عندما حل بديلًا لرافينيا.

Tweet URL
https://twitter.com/winwinallsports/status/1806952116113576121

بمجرد أن لعبت البرازيل بسرعة اختلف الأمر تمامًا، فمع تكتلات مثل التي تفرضها المنتخبات التي تواجه البرازيل، فإن الحاجة للجماعية والسرعة أمر مهم، أما الفردية فلا يمكن تجاهل أهميتها شريطة أن تكون في سياقٍ ما، كأن يوصل المدرب الكرة بتكتيكاته إلى فينسيوس جونيور أو سافيو في موقف 1 على 1، ومن ثم يُظهران ما لديهما، لكن أن يكون كل لاعب برازيلي مهاري مُطالبًا بتجاوز لاعبين أو ثلاثة، فإن هذا الأمر استثناء لا يمكن بناء خطة عليه.

أدرك البرازيليون هذا الأمر، عندما حل توقيت الهدف الأول الذي جاء عبر عمل جماعي كبير وسريع، تم اختراق عمق وسط باراغواي لتصل البرازيل إلى مبتغاها، وتعوض إخفاق لوكاس باكيتا في ركلة الجزاء الأولى بشكل غريب!

مشكلة بارغواي أنها قبل تسجيل الهدف الأول كان بإمكانها تنفيذ عدد من الهجمات المرتدة، إلا أن سعي أكثر من لاعب لضمان الكرة وإطالة زمن الهجمة جرد باراغواي من أي فكرة لإيذاء البرازيل، والغريب أن من تزعم هذه الفكرة كان نجم الفريق ألميرون، فعلى سبيل المثال كان نجم نيوكاسل عائقًا حقيقيًّا أمام تنفيذ هجمة مرتدة سريعة، فيها عدد قليل من لاعبي الفريقين في نصف ملعب البرازيلي، فإذا بألميرون يستمر في طلب الكرة في قدمه، ويمرر عرضيًا بدلًا من تغيير اللعب على الجناح الأيسر إلى بوباديّا، أملًا في وصوله لموقف 1 على 1 قريبًا من منطقة الجزاء.

معركة مفيدة!

بمجرد تسجيل البرازيل للهدف الأول اختلفت المباراة تمامًا، فبات بطل العالم 5 مرات يلعب بارتياحية أكبر، كما عثر الأطراف على مساحات يمكن ضربها في الدفاعات الباراغويانية، جرّاء محاولات أجنحة باراغواي الاندفاع للهجوم.

لكن هدف المباراة الثاني أتى من شيء آخر افتقدته البرازيل في المباراة الماضية، وهو التحرك المفاجئ والمختلف عما ينتظره المنافس، وذلك بعد تحرك ذكي من الظهير الأيسر وينديل، الذي توغل خلف دفاعات باراغواي ليتلقى تمريرة ممتازة من لوكاس باكيتا، لتصل الكرة إلى رودريغو، ثم يسجل سافيو من خطأ الدفاعات الباراغوايانية.

وعلى سيرة وينديل، فقد قدم مباراة أفضل كثيرًا من تلك التي قدمها الظهير أرانا، الذي يلعب بكلاسيكية شديدة قد تصلح في بعض المباريات، لكنها لا تصلح في تلك المباريات المُغلقة التي يحتاج فيها فينسيوس جونيور لظهير يسانده بالتمويه، ويتحرك في عمق الملعب عندما يلتزم فينسيوس الخط، وهو ما لم يفعله أرانا.

زاد توتر المباراة كثيرًا مع تلك اللقطات الاستعراضية التي كان يحاول فينسيوس جونيور فعلها، ليفقد بعضٌ من لاعبي باراغواي أعصابهم، لتشتعل معركة على مرمى حجر من نهاية الشوط الأول انخرط فيها كثيرون من لاعبي الفريقين، مع توعد من إنسيزو إلى فينسيوس جونيور، الذي بدأ في الإشارة بيديه للاعبي باراغواي، وما بين هذا وذاك، كان كبار الفريقين غير قادرين على إيقاف ما يحدث.

لكن تلك المعركة كانت مفيدة للبرازيل، بعدما فقد لاعبو باراغواي تركيزهم، ليغطي عمر ألديريتي التسلل بمسافة كبيرة، ورغم استحواذه على الكرة أمام رودريغو، إلا أن ترويضه للكرة كان سيئًا جدًّا، بعدما ضغط عليه فينسيوس جونيور، وسجل من مسافة قصيرة لتجهز البرازيل على المباراة تمامًا.

ربع ساعة باراغوايانية ثم سيرك برازيلي مع وقف التنفيذ

بداية الشوط الثاني كانت غير متوقعة، فصحيح أنه من المنطقي أن تحاول باراغواي التسجيل، إلا أنه ما لم يكن منطقيًّا أن يتفوق الفريق الأضعف بهذا الشكل، وهو في حالة من الانهيار النفسي، بعدما سجل أمامهم مجددًا الرجل الذي توعدوه.

لكن ربما كانت دقائق الاستراحة مفيدة جدًّا في رفاق ألميرون، فقد ضغطوا بقوة وحاولوا التسجيل، وكان لهم ما أرادوا بسرعة بعد هدف ألديريتي الذي سدد بقوة محرزًا هدفًا جميلًا في شباك أليسون بيكر، الذي لم يكن قادرًا على التعامل بنفس سرعة الكرة.

مع تأخر الهدف الثاني الباراغواياني، بدأت الأمور في العودة لمجاريها ونجحت البرازيل في استعادة الزمام، لتقدم سيركًا في نصف الساعة الأخير، لكنه كان سيركًا مع إيقاف التنفيذ، يبرع فيه لاعبو البرازيل في اختراق الدفاعات الباراغوايانية، لكنهم لا يستغلون الفرص ويفقدون التركيز عند دخول الهجمة إلى مراحلها الأخيرة، وربما ساعد في ذلك التبديلات الكثيرة التي أجراها المدير الفني الذي أراد إراحة أكبر عدد من اللاعبين، بعدما ضمن الفوز بنسبة كبيرة.

كان مهمًّا أن يسدد لوكاس باكيتا مجددًا عندما لاحت له فرصة التسجيل من ركلة جزاء ثانية، فإذا به يستعيد الثقة ويسجل هدفًا رابعًا للبرازيل، لتنتهي أي مقاومة للفريق الأبيض والأحمر، وتحصد البرازيل نقاط المباراة كاملة.

Image
احتفال نجوم البرازيل خلال مباراة باراغواي في كوبا أمريكا 2024 (X:CBF_Futebol)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
Off
Source
Show in tags
On
Caption
احتفال نجوم البرازيل خلال مباراة باراغواي في كوبا أمريكا 2024 (X:CBF_Futebol)
Show Video
Off