أنفق مانشستر سيتي ما يربو على 350 مليون يورو في آخر نافذتي انتقال، وتعاقد مع 12 لاعبًا جديدًا أبرزهم رايندرز وشرقي ومرموش، ومع ذلك حقق نتائج مخيبة وظهر بوجه شاحب في الموسم الجديد 2025-2026.
تكبد فريق المدرب بيب غوارديولا هزيمتين من أول 3 جولات في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليحقق أسوأ انطلاقة في المسابقة منذ 20 عامًا، ويثير تخوف مشجعي الفريق من تكرار سيناريو الموسم الفائت.
بعد أن انتصر في الجولة الافتتاحية على وولفرهامبتون 4-0، ظن الجميع أن مان سيتي قد استعاد نسقه، بيد أن الفريق انقاد مجددًا إلى العروض الهزيلة ليخسر أمام توتنهام 0-2 ثم أمام برايتون 1-2، فلماذا حدث ذلك؟
ضغط متهور من مانشستر سيتي
هناك سبب جلي للجميع، وهو طريقة الضغط المتهورة التي يتبعها المدرب غوارديولا، حيث يضغط بأكبر عدد من اللاعبين في الثلث الأخير دون توفير غطاء دفاعي في الخلف، وهو ما تستغله الفرق أيما استغلال.
فرق أمثال توتنهام وبرايتون، يجيدون التحكم في الكرة وتدويرها وينجحون ببراعة في فك الضغط، ومع ذلك غامر بيب ولعب بخط دفاع متقدم ومارس الضغط العالي المعتاد، ليُلدغ بأربعة أهداف في المباراتين.
ظهر لاعبو توتنهام وبرايتون بزيادة عددية في التحولات الهجومية ضد مانشستر سيتي، وفي الهدف الثاني لبرايتون تحديدًا، كان هناك 4 لاعبين من السيغلس مقابل 3 فقط لمانشستر سيتي في لقطة هدف غرودا.
شاهد هدف غرودا
أزمة اقتناص الفرص في مانشستر سيتي
بدا من الواضح وجود خلل في معدل تحويل الفرص لدى مهاجمي مانشستر سيتي، فالفريق صنع فرصًا تهديفية لا بأس بها في الجولات الثلاثة، لكن المشكلة تمكن في الإنهاء، تحديدًا عند مرموش وهالاند.
يحتل مان سيتي الترتيب الثاني في لائحة أسوأ الفريق استغلالًا للفرص التهديفية بالبريميرليغ، بعد أن أهدر لاعبوه 6 أهداف محققة، أو ما نسبته 75% من الفرص المتاحة.. أي أن الفريق يسجل ربع الفرص ويهدر ثلاثة أرباع.
هشاشة دفاعية
المردود المتواضع في خط مانشستر سيتي الدفاعي يمكن تقسيمه إلى جزأين، أخطاء دفاعية بحتة في التمركز والمبارزة مع لاعبي الخصم، وجزء آخر يتعلق بأخطاء التمرير عند بداية الهجمة في الخط الخلفي.
يعاني مان سيتي من كلا الجزأين، لكن ما لفت الانتباه أكثر هو الأخطاء الفادحة في التمرير في أثناء بناء الهجمة من الخلف، وظهر ذلك في هدف توتنهام الثاني الذي أحرزه بالينيا إثر خطأ في التمرير بمنطقة جزاء السيتي.
شاهد هدف بالينيا
تتمثل إحدى أبرز مشكلات مانشستر سيتي مؤخرًا في أدائه بدون كرة، فالهزيمة أمام توتنهام وبرايتون ما هما إلا ترجمة لنفس نمط المعضلات التكتيكية التي تواجه غوارديولا، نفس السيناريو تقريبًا.
افتقاد عامل المفاجأة
صارت أندية البريميرليغ تعرف جيدًا أسلوب لعب غوارديولا، وتضربه في مواطن ضعفه بالضبط، إذ ما زال التقني الإسباني متمسكًا بقناعاته التدريبية، ويرفض ابتكار طرق جديد لمباغته الخصوم.
ما يقلق مانشستر سيتي حقًا أنه لم يسبق لأي فريق خسر مرتين من أول 3 جولات في الدوري الإنجليزي -بنظام 20 فريقًا- أن عاد وحسم اللقب في نهاية الموسم، لذلك يتعين على غوارديولا بذل مجهود مضاعف هذا الموسم.
بعد انتهاء فترة التوقف الدولي الحالية، يلعب فريق غوارديولا ديربي مانشستر أمام الغريم مانشستر يونايتد في ملعب (الاتحاد) يوم الأحد 14 سبتمبر/ أيلول، تحت شعار تصحيح المسار.