أصبحت ركنيات أرسنال مرعبة للجميع، فأول ركنية سنحت للنادي اللندني هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز جاء منها هدف الفوز أمام مانسشتر يونايتد، وهو استعراض جديد للقوة، لجانب أصبح يُرعب فيه الغانرز الخصوم.
بفضل عمل نيكولاس غوفر مدرب الكرات الثابتة، أصبحت ركنيات أرسنال مثل ركلات الجزاء. فاز الفريق بخمس ركنيات هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وسجل من ثلاث منها هدفًا أمام اليونايتد وهدفين أمام ليدز يونايتد.
سجّل أرسنال 33 هدفًا من الركنيات منذ موسم 203-24، ولم يتجاوز أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز 20 هدفًا وهو ليفربول منافسه القادم، بينما سجل النادي اللندني أيضًا 10 أهداف من ركلات ركنية، أكثر من أي فريق كبير آخر في أوروبا.
طريقة إيقاف ركنيات أرسنال المرعبة
أصبح الحديث عن إيقاف ركنيات أرسنال هو محور الحديث بين مدربي الكرات الثابتة في إنجلترا. وكان من المهم دراسة أفكار النادي اللندني في تلك الألعاب بداية، ومعرفة الطريقة المثالية للدفاع أمامهم.
يبدأ أسلوب ركنيات أرسنال في تنفيذ الركلات الركنية كأي أسلوب آخر، حيث يرفع منفذ الركلة، عادةً رايس أو بوكايو ساكا، ذراعه في الهواء ليعرف اللاعبون داخل منطقة الجزاء متى يبدأون حركاتهم المتفق عليها.
مارس أرسنال أساليب متعددة، وكذلك مواقع انطلاق متعددة. أحيانًا يتجمع لاعبو الغانرز معًا عند القائم الخلفي، حيث ركز لاعبوه على القائم البعيد في الموسم الماضي كما تظهر الصورة أعلاه.
لكن أمام مانشستر يونايتد لجأوا لفكرة ثانية، وهي وضع عدد كبير على حافة منطقة الجزاء، ومن ثم مهاجمة الكرة. وهي فكرة تم تجربتها خلال تحضيرات الموسم خاصة في مباراة توتنهام كما توضح الصورة أدناه.
السبب هو القيام بانطلاقات داخل منطقة الجزاء، وخلق زخم عند وصول الكرة إلى منطقة الخطر، لكن هذا يُسبب أيضًا بعض الفوضى، إذ يُمنع لاعبو الخصم من محاولة الدفاع عن الكرة.
صرح مارك أورتي إستيبان، أحد مدربي الكرات الثابتة، لشبكة سكاي سبورتس: "لقد فعلوا ذلك لفترة طويلة من حيث التوقيت، متى يبدأون التحرك، وكيف يتحركون، ومتى يصلون إلى منطقة الخطر، سواءً كانت في القائم الأول أو الثاني".
حتى الموسم الماضي، كان أورتي إستيبان محللًا للكرات الثابتة في برينتفورد قبل أن يغادر للإشراف على قسم الكرات الثابتة في فريق نيو إنغلاند ريفولوشن. عمل تحت قيادة كيث أندروز، وكُلّف بمحاولة إيجاد طريقة لمنع أرسنال من الكرات الثابتة.
أفضل طريقة للحد من رعب ركنيات أرسنال
أفضل نصيحة قالها إستيبان هو محاولة حرمان أرسنال وأخطر لاعبيه من حرية الركض. فسواء كانوا على القائم الثاني أو خارج منطقة الجزاء، فهم يستهدفون مساحة للركض.
وقال إستيبان: "الأمر كله يتعلق بكسر توقيتهم وما يفعلونه. إنهم بارعون جدًّا في ذلك".
على سبيل المثال كما توضح الصورة أدناه، فغابرييل يعد أخطر لاعبي أرسنال في الركنيات (سجّل 17 هدفًا من كرات ثابتة في السنوات الخمس الماضية)، قام نادي برايتون بمحاولة منعه من الوصول إلى العرضية عن طريق لاعبين، غابرييل يتمتع بقوة بدنية، ومن هنا يجب مراقبته بلاعب قوي بدنيًّا، والاقتراب منه أكثر لحرمانه من المساحة لمهاجمة الكرة.
يضيف إستيبان: "إذا استطعت إيقاف ذلك بالقوة البدنية، وإيقاف هجمتهم وتحركهم كما يحلو لهم، فستكون لديك فرصة أفضل للدفاع في هذا الوضع. الأمر يتعلق بالذكاء ومعرفة قدرتهم على التمرير إلى القائم الأمامي أو الخلفي، لذا يجب أن تكون مُغطّى في تلك المناطق".
الحل الآخر هو التحرك مع اللاعب وليس الكرة، لأن أرتيتا ونيكولاس غوفر يقومان بجعل لاعب يحجز المدافع لإفساح الطريق لزميله، ومن هنا يجب التواصل المستمر بين المدافعين لتبديل المراقبة إذا حصل.
دور حارس المرمى
من اللحظات "الذكية" التي يتعين على خصوم أرسنال مراقبتها، هي كيفية تأثير لاعبي المدفعجية على حارس مرمى الخصم، وهو عامل اكتشفه مانشستر يونايتد في الجولة الأولى من الدوري الممتاز هذا الموسم.
فالدراسات أكدت أن أرسنال يلعب الكرات غالبًا داخل منطقة حارس المرمى، وهنا يقع دور كبير على الحارس لأنها منطقته المشروعة، وقد تحمل حارس مرمى مانشستر يونايتد، ألتاي بايندير الكثير من اللوم لأنه فقد الكرة تحت ضغط ويليام ساليبا.
تعرض حارس مرمى ليدز، لوكاس بيري، للمضايقة من ساليبا مرة أخرى في هدف تيمبر الأول مرة أخرى في الجولة الثانية، حيث قال المحلل الإنجليزي وقائد اليونايتد السابق غاري نيفيل في تعليقه على تلك العبة: "لا يستطيع حارس المرمى التقدم بسبب وجود حشود من حوله".
وفي الفوز 3-2 في ديربي شمال لندن على توتنهام في عام 2024، شوهد بن وايت مدافع أرسنال وهو يقوم بحيلة مماثلة على الحارس فيكاريو -حيث دفع حارس المرمى الإيطالي- حتى لا يتمكن من الوصول إلى الكرة العرضية، ما سمح لكاي هافرتز بتسجيل هدف برأسه من مسافة قريبة.