حظيت صفقة انتقال الإنجليزي ماركوس راشفورد إلى الدوري الإسباني "الليغا"، وتحديدًا إلى برشلونة على سبيل الإعارة بضجة إعلامية كبيرة، كسائر صفقات اللاعبين الإنجليز السابقين الذين خاضوا تجربة احترافية خارج البلاد.
وعلى عكس عقود طويلة خلت، فإن احتراف اللاعب الإنجليزي خارج حدود البريميرليغ شكّل حدثاً استثنائياً لأسباب مختلفة، وإن كانت معظم التجارب قد باءت بالفشل لخصوصية الدوريات الأوروبية الأخرى التي تختلف عن طبيعة البريميرليغ، إضافة إلى أمور تتعلق بعقلية اللاعبين الإنجليز بشكل عام.
لكن الأمر بدأ يختلف رويداً رويداً منذ مطلع الألفية الجديدة، حتى وصلنا في السنوات الأخيرة إلى متابعة العديد من المواهب الشابة الإنجليزية التي تنطلق في مسيرتها خارج حدود (موطن كرة القدم) وتنال شهرتها العالمية دون حتى أن تلعب لأي ناد من أندية البريميرليغ.
30 لاعباً مروا على الليغا
على مدى 100 عام تقريباً عرفت الليغا حضور نحو 30 لاعباً إنجليزياً في صفوف أنديتها، كان أولهم هاري لوي الذي لعب في صفوف ريال سوسييداد في العام 1935 وحفر اسمه في سجلات التاريخ بعدما بات أكبر لاعب يلعب في الليغا عن عمر 48 عاماً.
عرض هذا المنشور على Instagram
وبينما حضر عدد من اللاعبين في أتلتيكو مدريد مثل (تريبير وغالاغر) أو ريال سوسييداد (كيفن ريتشادسون، داليان أتكنسون)، إلا أن ريال مدريد يعتبر الفريق الأكثر جذباً للاعبين الإنجليز عبر تاريخ الليغا من خلال سبعة لاعبين، كان أشهرهم على الإطلاق ديفيد بيكهام الذي انتقل من مانشستر يونايتد في صيف عام 2003، علماً أن بيكهام بدا من وجهة نظر الكثيرين صفقة اقتصادية تسويقية أكثر منها رياضية، بالرغم مما قدمه مع النادي الملكي في حقبة الغالاكتيكوس، إذ تمكن الريال مع بيكهام من مضاعفة أرباحه وتسويق علامته التجارية في آسيا بشكل كبير جداً.
ومن بين أبرز اللاعبين الإنجليز الذين ارتدوا قميص ريال مدريد مايكل أوين وجوناثان وودغيت ما بين عامي 2004 و2006 ولوري كونينغهام (في فترة الثمانينيات) الذي مثل أيضاً فريقي خيخون وايو فاليكانو قبل أن يتوفى في حادث مروري، إضافة إلى ستيف ماكمانمان الذي أسهم في تتويج الريال بلقبيه الثامن والتاسع بدوري الأبطال ما بين عامي (1999-2003)، فيما تضم التشكيلة الحالية للنادي الملكي لاعبَين إنجليزيَين هما جود بيلينغهام وترينت ألكسندر أرنولد.
راشفورد ثاني إنجليزي في برشلونة
على عكس غريمه التقليدي فإن الإدارات المتعاقبة على النادي الكتالوني لم تتشجع كثيراً لمطاردة اللاعبين الإنجليز عبر التاريخ، بالرغم من أن عدة تقارير تشير إلى أن المدرب الهولندي لويس فان غال كان هو من رفض التوقيع مع ماكمانمان، بينما فشلت إدارة لابورتا في الحصول على خدمات بيكهام عام 2003 لتتحول الأنظار إلى البرازيلي رونالدينيو آنذاك.
وسيكون راشفورد ثاني لاعب إنجليزي يرتدي قميص البارسا عبر التاريخ بعد هداف مونديال مكسيكو 86، غاري لينيكر الذي أمضى أربع سنوات داخل أسوار الكامب نو ما بين عامي 1986 و1989 قادماً من فريق إيفرتون، لعب خلالها 103 مباريات ليكون ثاني أكثر اللاعبين الإنجليز خوضاً للمباريات (بعد بيكهام 116 مباراة)، لكنه غادر بعد خلاف مع المدرب الهولندي يوهان كرويف، بسبب رفضه المركز الجديد له داخل المستطيل الأخضر.