قاد المدرب الإسباني لويس إنريكي ثورة حقيقية في نادي باريس سان جيرمان منذ تعيينه مدرباً شهر يوليو 2023، حيث بدأ مشروعه بغربلة تدريجية وتدعيمات مدروسة لأجل الوصول إلى فريق حقيقي لا يتأثر برحيل أي لاعب مهما كانت قيمته الفنية، حتى وإن كان كيليان مبابي نجم نادي ريال مدريد الحالي.
ونشر موقع "كالتشيو ميركاتو" الإيطالي تقريراً يُخاطب فيه إنتر ميلان ويُبرز أهم الأسباب التي تجعل من منافسه الفرنسي مرشحاً لنيل دوري أبطال أوروبا، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمدرب الإسباني الذي قاد حتى الآن 110 مباريات، فاز في 77 منها وخسر 14، ووصل إلى نهائي المنافسة الأوروبية بعدما اكتفى في الموسم الماضي بالدور نصف النهائي.
وكان إنريكي قد شدّد في وقت سابق أن الحل في باريس سان جيرمان لا يكمن في الفرديات والمواهب، وقال: "لو كانت كرة القدم مزيجاً من المواهب لفاز باريس سان جيرمان بالفعل بدوري أبطال أوروبا"، حيث يُصر على أن الحل في النجاح الجماعي والتفوق التكتيكي الذي لا يتوقف على ما يقدمه لاعب ما في الفريق.
وقدّمت سلسلة وثائقية بعنوان "لا تملك أي فكرة"، والتي عُرضت في إسبانيا خريف العام الماضي الكثير من أسباب نجاح المدرب لويس إنريكي، إذ تتناول موسمه الأول في "البياسجي"، وتحكي شغفه بالتكتيك وهواجسه حيال نجاح المجموعة، كما تكشف تأثيره العاطفي الكبير على غرف ملابس فريق العاصمة الفرنسية.
إنريكي يُقدم لباريس وصفة نيل دوري أبطال أوروبا
وتساءل تقرير الموقع الإيطالي الشهير: لماذا أصبح باريس سان جيرمان أكثر جدية؟، قبل أن يوضح أن الثورة التي قادها إنريكي هي ثورة ثقافية قبل أن تكون تكتيكية، فبعد أن حاول الفريق الفرنسي أن يفرض منطقه المالي على أوروبا بشراء الأقوى والأشهر، جاء المدرب الإسباني ليؤكد لهم أن نيل دوري الأبطال لن يحدث بجمع ميسي ونيمار ومبابي، بل بامتلاك مجموعة قوية وجائعة للألقاب.
وبمغادرة ميسي ونيمار ثم مبابي، شكّك الكثيرون في قدرة باريس على تكرار إنجاز الموسم الماضي بالوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، غير أن الصورة كانت أوضح لمدرب برشلونة السابق، لينجح في قيادة الفريق إلى نهائي البطولة بصفته نادياً مرشحاً فوق العادة للتتويج.
ولخّص الحارس الإيطالي، جانلويجي دوناروما، التغيير الذي حصل في ناديه، عندما قال بعد إياب نصف النهائي أمام أرسنال: "تغيّرت الروح في الفريق، أصبحنا فريقًا مترابطاً، نحن نلعب من أجل بعضنا بعضاً، نفتقد مبابي لأنه اللاعب الأفضل في العالم، وأتمنى له كل التوفيق، لكن الفريق متحد أكثر من أي وقت مضي، المجموعة مهمة جداً، تماماً مثلما كان عليه الحال مع إيطاليا في يورو 2021".