لطالما ارتبط اسم ديفيد بيكهام بالنجومية في ملاعب كرة القدم العالمية، لكنه لم يقتصر على كونه لاعباً سابقاً أسطوريا، بل أصبح رمزاً للإبداع في مجالات متعددة خارج الرياضة، حيث شهدت حياة بيكهام بعد الاعتزال تحولات عديدة، امتدت من عالم ريادة الأعمال إلى الاهتمام بأسلوب حياة صحي، مع الاحتفاظ بحب العائلة والشغف الشخصي في قلب كل مشروع يقوم به.
بعيداً عن الأضواء والصور الإعلامية، كشف نجم إنجلترا السابق عن جانب جديد من شخصيته يرتبط بالهوايات البسيطة، التي تحولت إلى مشاريع كبيرة، من تربية النحل في حديقة منزله إلى إطلاق خط إنتاج حلوى صحية، حيث حول شغفه الشخصي إلى مشروع تجاري ناجح يعكس اهتمامه بالصحة والعائلة.
في الوقت نفسه، لم يكن نجاحه محدوداً في مجال الأعمال التجارية، بل امتد إلى كرة القدم من خلال ناديه ميامي، الذي أصبح أحد أقوى الفرق في الدوري الأمريكي للمحترفين، مستقطباً أبرز النجوم العالميين، وعلى رأسهم ليونيل ميسي.
بيكهام.. من بناء بيت النحل إلى ضم ميسي وصفقات ميامي التاريخية
في صيف عام 2023، فاجأ ديفيد بيكهام العالم عندما نجح في إقناع ليونيل ميسي بارتداء قميص ميامي، كانت تلك الصفقة لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم الأمريكية، إذ تحول الدوري الأمريكي إلى وجهة للنجوم العالميين الباحثين عن تحدٍ جديد.
صفقة ميسي جاءت في سياق رؤية بيكهام لبناء فريق قادر على المنافسة محلياً وجذب الأنظار عالمياً، ومع انضمام أسماء لامعة مثل جوردي ألبا، ولويس سواريز، وسيرجيو بوسكيتس، بدا واضحاً أن ميامي لم يعد نادياً عادياً، بل مشروعًا رياضيًا طموحًا يهدف إلى تغيير موازين كرة القدم في الولايات المتحدة.
لكن الأهم أن هذه الصفقات الكبرى، وعلى رأسها ميسي، تشبه كثيرًا عالم النحل الذي تحدث عنه نجم اليونايتد السابق، إذ يحتاج بناء الخلية إلى صبر طويل وعمل جماعي منظم لجمع الرحيق وتحويله إلى عسل مُصفّى، واحتاج ديفيد إلى وقت طويل ليتم هذه الصفقة التاريخية، حيث أراد ضم البرغوث منذ عام 2020، ثم جاء ميسي بمثابة "العسل" الذي تُوّج به جهد سنوات، ليصبح حجر الأساس في مشروع أراد له بيكهام أن يعيش طويلاً كما تعيش الخلية المنظمة.
من الهواية إلى مصنع العسل
رغم أن حب بيكهام للنحل يعود إلى سنوات طويلة، لم يعلن عنه إلا في يونيو/ حزيران 2025، حين كشف عن مشروعه الجديد لإنتاج الحلوى والعلكة الصحية المعتمدة على العسل، وأوضح ديفيد أن البداية كانت مجرد هواية يمارسها مع أطفاله في حديقة المنزل في عام 2020، خلال فترة "الحجر" بسبب جائحة كورونا "كوفيد -19"، حيث صنعوا خلايا نحل صغيرة وتعلموا كيفية العناية بها وجني العسل.
View this post on Instagram
لكن هذه الهواية تحولت مع مرور الوقت إلى شغف حقيقي، فالنجم الإنجليزي وجد في العسل غذاءً خارقاً يجمع بين الفائدة الصحية والطبيعة النقية، ومن هنا ولدت فكرة تحويله إلى حلوى صحية، هدفها منح الأطفال بديلاً طبيعياً عن الحلويات التقليدية المليئة بالسكر الصناعي.
المشروع الجديد، الذي أطلق عليه النجم الإنجليزي اسم (BEEUP)، أصبح متاحًا بثلاث نكهات مختلفة: التوت، والحمضيات، والمزيج الاستوائي، وهو اليوم يسوق في المتاجر الكبرى بالولايات المتحدة، ما يعكس قدرته على تحويل فكرة شخصية إلى مشروع تجاري واسع الانتشار.
هندسة الصفقات الكبرى في ميامي
كما بنى خلايا النحل بعناية وصبر، شيّد بيكهام نادي ميامي خطوة بخطوة حتى صار أحد أبرز المشاريع الرياضية في أمريكا، لم يقتصر الأمر على جلب ميسي فحسب، بل شمل ضم أسماء وازنة شكلت عمودًا فقريًا للفريق، مثل لويس سواريز، جوردي ألبا، سيرجيو بوسكيتس، وأخيراً رودريغو دي بول.
اللافت أن كثيرًا من هذه الصفقات جاءت بطريقة مدروسة ماليًا، فميسي وسواريز وبوسكيتس انضموا بصفقات انتقالات حر، فيما كانت بعض الاستثمارات موجهة نحو لاعبين شبان مثل المدافع التشيلي توماس أفيليس ولاعب الوسط الأمريكي بنجامين كريماتشي، لتعزيز مستقبل الفريق.