رغم صفقات ريال مدريد الكبيرة التي شهدها الميركاتو الصيفي الحالي في صورة المدافع دين هويسن، إلا أن المدرب تشابي ألونسو يواصل العمل في صمت لإعادة بناء فريقه على أسس أكثر صلابة.
بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، يركز المدرب الإسباني على معالجة نقاط الضعف التي ظهرت بوضوح خلال الإقصاء الصادم من كأس العالم للأندية 2025 أمام باريس سان جيرمان (4-0).
هذه الخسارة كانت بمثابة جرس إنذار حقيقي، إذ كشفت عن حاجة ملحة لإصلاحات عميقة داخل التشكيلة، لاسيما مع تذبذب مستوى بعض اللاعبين وفجوات مهمة في خطوط الفريق.
ومن أبرز الخطط التي يعدها تشابي ألونسو التفكير في بيع البرازيلي رودريغو هذا الصيف، إلى جانب السعي لتدعيم الدفاع بصفقة من ليفربول، في محاولة لإفراغ النادي الإنجليزي من نجومه الشباب.
الكشف عن فجوات غير محسوبة
انضمام ألفارو كاريراس سد فجوة واضحة في مركز الظهير الأيسر، لكن على المستوى العام، يشعر كثيرون بأن التركيبة الحالية لا تلبي طموحات النادي الملكي.
فلا يزال هناك فراغ واضح في خط الوسط بعد رحيل الأسطورة لوكا مودريتش، كما أن مستقبل رودريغو غوس يبدو غامضًا أكثر من أي وقت مضى. هذه العوامل تجعل من الصيف الحالي محطة حاسمة في مسار المشروع الجديد بقيادة ألونسو.
من يسدّ فراغ مودريتش؟
رحيل لوكا مودريتش كان متوقعًا، خاصة مع تراجع مستواه وقلة مشاركاته في السنوات الأخيرة. إلا أن خروجه من النادي ترك فراغًا كبيرًا، ليس فقط فنيًا، بل نفسيًا وقياديًا داخل غرفة الملابس.
أنشيلوتي كان قد حذر منذ 3 سنوات من "لحظة التغيير"، وهي الآن حقيقة واقعة. المشكلة تكمن في غياب البديل المناسب، فمودريتش بنمطه الهادئ وأسلوبه الفريد في ضبط الإيقاع، لا يوجد من يوازيه حاليًا داخل التشكيلة.
النادي يرى في التركي الشاب أردا غولر موهبة كبيرة، لكنه لا يزال غير ناضج بما فيه الكفاية لقيادة الوسط. كذلك، فإن اللاعب الأرجنتيني فرانكو ماستانتوونو يمتلك إمكانات هجومية واعدة، لكن الفريق بحاجة إلى لاعب أكثر اتزانًا، يجيد تهدئة الإيقاع وقت الحاجة، ويتمتع بخبرة في التعامل مع الضغوط. ببساطة، ريال مدريد يفتقد إلى لاعب يجيد دور "ضابط الإيقاع" الذي كان مودريتش يتقنه.
نهاية حتمية لقصة رودريغو في وجود تشابي ألونسو
اللاعب البرازيلي رودريغو يعيش حالة من التذبذب، لا من حيث المستوى فحسب، بل في الدور الذي يطلب منه داخل الملعب. فبين اللعب كمهاجم وهمي، أو كجناح أيمن، لم يعد يجد لنفسه موقعًا ثابتًا، خصوصًا في ظل وجود فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي على الطرفين. وضع كهذا يدفعه للتفكير في الخروج، والنادي بدوره بات يرى فيه فرصة لصفقة بيع مربحة.
أبدت أندية مثل أرسنال اهتمامها به سابقًا، لكن أولوياتها تغيّرت لاحقًا. أما ليفربول ومانشستر سيتي فقد طرح اسمهما، لكن دون تحرك جدي. ومع ذلك، فإن الريال لا يبدو معنيًا كثيرًا بالمكان الذي سينتقل إليه رودريغو، بقدر ما يهتم بتحقيق أقصى استفادة مالية من الصفقة، لإعادة استثمارها في مراكز أكثر حاجة داخل الفريق.
كوناتي مدافع ليفربول.. الحلقة المفقودة في دفاع ريال مدريد
في الوقت الذي قدم فيه فلورنتينو بيريز اللاعب ترينت ألكسندر أرنولد، ألمح إلى متانة العلاقة بين ريال مدريد وليفربول، ربما تمهيدًا لخطوة تالية أكثر جرأة.
المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي بات الهدف الأول للنادي الإسباني حسب صحيفة "آس"، لاسيما أن عقده مع ليفربول ينتهي في صيف 2026، والمفاوضات بشأن التجديد متعثرة.
من وجهة نظر مدريد، كوناتي هو الحل المثالي لمشكلة دفاعية واضحة. أنطونيو روديغر لم يعد في أوج عطائه، ويفضل اللعب على الجانب الأيسر. أما ميليتاو، فلا يزال غير جاهز تمامًا بعد عودته من إصابة الرباط الصليبي.
وجود مدافع شاب، متمرس، وقوي بدنيًا مثل كوناتي سيمنح تشابي ألونسو خيارًا موثوقًا في محور الدفاع. وإذا أراد ريال مدريد الفوز بالسباق، فعليه التحرك هذا الصيف قبل أن يدرك ليفربول حجم خسارته إذا ما فرط فيه.