بات سيرخيو بوسكيتس اللاعب الوحيد المستمر من المنتخب الإسباني المتوّج بلقب مونديال 2010، ما يجعله مهمًا للاعبي جيل "لا روخا" الحالي، الذي يعول على خبرته ونصائحه، في سعيه نحو لقب عالمي ثانٍ من بوابة مونديال قطر 2022.
لكن هل يمكن أن يلعب بوسكيتس دور النجم الإسباني الحقيقي؟.. في ظل تشكيلة واعدة وطموحة، متجدّدة بشكل جذري، يحمل بوسكيتس، الفائز أيضًا بكأس أوروبا 2012، على كتفيه أحلام الإسبان في الأراضي القطرية.
وما يزال لاعب وسط برشلونة، البالغ من العمر 34 عامًا، أحد أبرز عناصر لويس إنريكي. إذ قام المدرب الإسباني بانتظام باختياره في التشكيلة الأساسية إلى جانب أحد زميله في النادي الكتالوني بيدري وغافي، وأحيانًا مع كليهما، كما حصل ضد سويسرا في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي (خسرت إسبانيا 1-2).
وفي المباراة الأولى من مونديال قطر، أسهم ثلاثي برشلونة قلب الوسط النابض، في اكتساح كوستاريكا بسباعية نظيفة، وضعتهم في موقع المرشح، يوم الأحد، للتفوّق على ألمانيا المصدومة من خسارتها أمام اليابان افتتاحًا.
قال إنريكي غداة الإعلان عن قائمة المنتخب الإسباني لكأس العالم: "هدفي هو إقناع بوسكيتس بأن يلعب لفترة أطول"، وأضاف: "إذا تمكنا من اللعب بالطريقة التي نريدها، وأن نكون في منطقة الخصم ونحتفظ بالكرة، يبقى بوسكيتس هو الرقم واحد. إذا بدأنا لعب الكرات الطويلة وتغيير أسلوبنا، فمن الواضح أن بوسكيتس لن يكون أفضل لاعب وسط، ومن ثم لكي نلعب بالطريقة التي نريدها، لا أرى لاعبًا واحدًا أفضل منه".
وسبق للاعب الكتالوني أن تحدّث عن مستقبله مع المنتخب في مقابلة مع مجلة "بانينكا" قائلًا: "للبقاء لفترة طويلة في جبهات المنافسة، ومع توالي الأحداث، عليك أن تكون مستعدًا. بالطبع يمكنك اللعب حتى سن متقدم إلى حد ما، على الرغم من هذا البرنامج الصعب للغاية. لقد تطوّر كل شيء. جسديًا، في علم التغذية .. اليوم، يمكن أن تستمر مسيرتك لفترة أطول".
"المنارة" الإسبانية
يتهرّب بوسكيتس، لاعب الوسط طويل القامة والنحيل (1.90 مترًا مقابل 75 كغ)، والمعروف بإدارته السلسلة لخط وسط البلوغرانا، من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وحفلات الجوائز الفردية.
ويعلّق بوسكيتس، صاحب الـ 140 مباراة دولية في جعبته: "في الحفلات، لا يوجد مكان للجميع على خشبة المسرح. ربما يجعل المركز الذي ألعبه وظيفتي أقل وضوحًا لعموم الناس. ووسائل الإعلام مهمة أيضًا، لكنني لم أرغب في أن أكون هذا الرجل".
مع خروج برشلونة من أزمة استمرت عامين، ورحيل نجم الفريق الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، مع ديون تزيد قيمتها عن مليار يورو، وسلسلة الفضائح التي ألقت بظلالها، مرّر بوسكيتس هذه الفترة بهدوء، بل ومدد عقده حتى نهاية هذا الموسم.
وفي غياب جيرارد بيكيه المعتزل أخيرًا وسيرخيو راموس وآخرين، أصبح بوسكيتس الآن "المنارة" الوحيدة للمنتخب الإسباني، كما وصفه المدرب السابق خوسيه أنتونيو كاماتشو مؤخرًا.
وأعرب الشاب نيكو ويليامس (19 عامًا) في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن تقديره الكبير لزميله المخضرم قائلًا: "بوسكيتس يعطيني الكثير من النصائح على أرض الملعب. يخبرني أين أقف، وماذا أفعل ... على سبيل المثال، أعلم أنه يتعين علي تحسين عملية اتخاذ القرار، وبوسكيتس يساعدني كثيرًا في هذا الجانب".
عن دوره في المنتخب الإسباني حاليًا، قال بوسكيتس: "أحاول توزيع النصائح. لقد فعلت ذلك خلال كأس أوروبا 2021، لم نبدأ بأفضل طريقة، ثم حاولت وضع الأمور في نصابها؛ بشرح المواقف، وطمأنة زملائي في الفريق".
يستعد بوسكيتس، صاحب الهدوء اللافت الذي يميّز أسلوبه، ببطء لتمرير الشعلة إلى خلفائه الشباب. ولكن قبل ذلك، ما يزال أمامه تحدٍ أخير، يتمثل في تعليق نجمة ثانية على القميص الإسباني.