بذل نادي ليفربول كل ما في وسعه للتعاقد مع المدافع الإنجليزي مارك غيهي خلال فترة الانتقالات الصيفية، لكن الصفقة انهارت في اللحظات الأخيرة بعد تراجع كريستال بالاس عن إتمامها.
الآن، يتساءل كثيرون ما إذا كان هذا الإخفاق سيكون له ثمن في سباق الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم في ظل قلة المدافعين في صفوف الفريق.
أسباب فشل تعاقد ليفربول مع غيهي
سبق أن توصل مسؤولو الريدز إلى اتفاق مبدئي مع كريستال بالاس يشمل صفقة بقيمة 35 مليون جنيه إسترليني مع بند بيع مستقبلي بنسبة 10%.
وكان غيهي قد حصل على إذن لإجراء الفحوص الطبية في لندن، وكان على وشك توقيع عقد لمدة خمس سنوات قبل إغلاق باب الانتقالات الساعة 7 مساءً.
لكن في اللحظات الحاسمة، تراجعت إدارة بالاس بعد فشلهم في التعاقد مع بديل مناسب، ما أدى إلى محادثات طارئة بين المدرب أوليفر غلاسنر ورئيس النادي ستيف باريش، لتسحب الصفقة من الطاولة في اللحظة الأخيرة.
ورغم تقديم ليفربول "ورقة الصفقة" لمنح نفسه ساعتين إضافيتين لإكمال الإجراءات، لم يكتب للانتقال أن يتم، ليبقى غيهي في "سيلهرست بارك" على الأقل حتى يناير المقبل.
خط دفاع محدود ومباريات مكثفة
يترك المدرب آرني سلوت الآن مع ثلاثي دفاع ليفربول فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي وجو غوميز، إلى جانب الوافد الجديد جيوفاني ليوني (18 عامًا) القادم من بارما في صفقة بلغت 26 مليون جنيه إسترليني، بعد أن خاض 17 مباراة فقط الموسم الماضي.
ومنذ الآن وحتى نافذة الانتقالات الشتوية، سيكون على ليفـربول موازنة مباريات الدوري مع 6 جولات من دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى احتمالية خوض 3 أدوار من كأس الرابطة الإنجليزية، وهو ما سيشكل ضغطًا كبيرًا على القائمة.
وما يزيد الأمور تعقيدًا هو تكرار مشاكل الإصابات، حيث دخل غوميز الموسم وهو يعاني من إصابة طفيفة، في حين خرج كوناتي مصابًا أمام أرسنال، ما أثار قلق الطاقم الفني بسبب سجله الطويل مع الإصابات.
سلوت يبحث عن حلول داخل ليفربول
لكن الهولندي سلوت معروف بقدرته على إيجاد الحلول من داخل الفريق، ولديه لاعبون متعددو الاستخدامات مثل أندي روبرتسون، الذي قد يُطلب منه اللعب في قلب الدفاع، أو الياباني واتارو إندو، رغم أن كلاهما قد يكون مطلوبًا في مركزه الأصلي أيضًا.
هنا قد يظهر اسم الشاب تراي نيوني كخيار مفاجئ، فاللاعب البالغ من العمر 18 عامًا، شارك في تجربة تكتيكية خلال فترة الإعداد، حيث انتقل من وسط الملعب إلى قلب الدفاع في المباراة الودية أمام أتلتيك بيلباو، والتي فاز بها ليفربول 4-1 على ملعب أنفيلد.
ورغم أن نيوني لم يدخل في أي من قوائم المباريات في الدوري حتى الآن، هو لاعب شجاع، ويتمتع بالمرونة التكتيكية التي قد تجعله خيارًا مفيدًا في ظل النقص العددي المحتمل.
من أصغر اللاعبين إلى أمل واعد
نيوني وقّع عقدًا طويل الأمد مع ليفـربول في يونيو الماضي بمناسبة عيد ميلاده الـ18، بعد موسم أول ناجح عقب انتقاله من أكاديمية ليستر سيتي في صيف 2023.
في أول موسم له، ظهر لأول مرة في الفريق الأول عندما شارك كبديل في الفوز على ساوثهامبتون في كأس الاتحاد الإنجليزي، ليصبح رابع أصغر لاعب في تاريخ النادي، ثم حصل على فرصة الظهور خلال فترة الإعداد هذا الصيف وسجل هدفًا أمام إشبيلية، قبل أن يشارك أساسيًا لأول مرة في ربع نهائي كأس الرابطة أمام ساوثهامبتون على ملعب "سانت ماري".
كما دخل تاريخ النادي كـأصغر لاعب يمثل ليفربول في أوروبا، عندما شارك بديلًا في الخسارة أمام بي إس في آيندهوفن في دوري الأبطال، وهو بعمر 17 عامًا و213 يومًا.
الخطوة التالية في مسيرة نيوني ستكون الحصول على دقائق في الدوري الممتاز، وإذا استمر النقص في عمق الدفاع، وبقيت الإصابات تلاحق الفريق، قد يجد المدرب آرني سلوت نفسه مضطرًا للجوء إلى النجم الصاعد.